العالم يحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوج كورونا – مصدر24

العالم يحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوج كورونا

العالم يحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوج كورونا

برلين – يحيي العالم اليوم الذكرى 75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية التي تحلّ هذا العام في ظرف استثنائي نتيجة تفشي وباء كوفيد – 19 الذي تسبب في شلل شبه كلّي للحياة.

وتحيي أوروبا والولايات المتحدة ذكرى الحرب دون احتفالات كبيرة بسبب اجراءات الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، ورغم أن ألمانيا لا تحيي  ذكرى استسلام النظام النازي للحلفاء في مثل هذا اليوم، لكن مدينة برلين قررت هذا العام أن يكون اليوم الذي شهد هزيمة ألمانيا والتحرر من التيار القومي الاشتراكي ومعسكرات الاعتقال، يوم عطلة.

وستقتصر هذه المبادرة على العاصمة الألمانية، وقد أثار الإعلان عنها جدلا بين الأوساط السياسية في البلاد.

وفي خطاب بالمناسبة أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هزيمة النازية قبل 75 عاما، تشكل “يوم امتنان” لألمانيا، داعيا الأسرة الدولية إلى استخلاص العبر والتوجه إلى “مزيد من التعاون” في مواجهة وباء كوفيد-19.

وقال شتاينماير “اليوم نحن الألمان يسمح لنا بالقول إن يوم التحرير هو يوم امتنان”، مضيفا، “علينا ألا نقبل بأن يتبدد نظام السلم” الذي أقيم منذ 1945 “أمام أعيننا”، مضيفا “نريد تعاونا أكبر وليس أقل في العالم بما في ذلك لمكافحة الوباء”.

وكان الرئيس الألماني قرّر تنظيم مراسم رسمية كبيرة دعي إليها 1600 شخص، لكنها ألغيت بسبب الوباء. ولم يحصل احتفال ضخم في هذه الذكرى سوى مرة واحدة في ألمانيا في 1995.

وبدلا من ذلك، قام شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل بوضع إكليلي ورد على نصب ضحايا الحرب والهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية) التي قتل خلالها ستة ملايين يهودي.

الاكتفاء بوضع إكليل من الورود
الاكتفاء بوضع إكليل من الورود

وشكك وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس في مسألة جعل هذه الذكرى يوم عطلة وطنية سنويا في جميع أنحاء ألمانيا.

وقال لقناة “تسي دي اف” التلفزيونية “هذه ليست بالنسبة لي قضية أساسية”. وأضاف “المهم هو أن يُفهم هذا اليوم في ألمانيا على أنه يوم تحرير، يومٌ يمكننا بالفعل الاحتفال به”، وليس الشعور بالأسف خلاله.

في المقابل، أدان اليمين القومي الممثل بحزب “البديل من أجل ألمانيا” الاحتفالات.

وقال أحد قياديه الرئيسيين ألكسندر غولاند أن الثامن من مايو يبقى ذكرى “هزيمة مطلقة” للبلاد وخسارة أراض في الشرق وموت آلاف المواطنين الألمان في قصف من الحلفاء، معتبرا أن ألمانيا فقدت في ذلك اليوم “استقلالها” في “رسم مستقبلها”.

وتشهد ألمانيا ارتفاعا في نسبة معاداة السامية، بينما يشكك اليمين القومي باستمرار في واجب الذاكرة.

وقال رئيس الطائفة اليهودية الوطنية يوزف شوستر إن “الألمان ممثلون كضحايا خصوصا” في يوم الثامن من مايو. وأضاف باستياء “أجد أنه تقليل تاريخي لا مسؤول من خطورة جرائم النازية”.

وفي سياق متّصل أحيت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة عبر الهاتف ذكرى إسدال الستار على الحرب العالمية الثانية في أوروبا وتحرير القارة من النازية.

وقال الكرملين في بيان إن بوتين وميركل شددا على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية لمآسي الحرب وأكدا التزامهما بالحفاظ على العلاقات البناءة.

وقال الجانب الألماني في بيان إن الزعيمين “فكرا في ملايين الضحايا والمعاناة التي لا حد لها التي تسببت فيها الحرب التي شنتها ألمانيا النازية”.

ذكرى عزيزة
ذكرى عزيزة

 وتحيي ألمانيا يوم النصر اليوم الجمعة وتحييه روسيا غدا السبت في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لوقف ألمانيا النازية للأنشطة العسكرية في عام .1945

وفي الدول الأخرى، أجبرت إجراءات العزل السلطات على تقليص الاحتفالات إلى أدنى حد، والاكتفاء بمراسم تبث عبر الإنترنت.

ويكتفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع إكليل ورود أمام نصب الحرب العالمية الثانية في واشنطن، بينما تنظم وزارة الدفاع الأميركية من جهتها “يوما لانتصار أوروبا” افتراضيا، مع برنامج مباشر يبث على موقعها وشبكات التواصل الاجتماعي.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر “مع أننا نواجه تحديات مهمة مع كوفيد-19، التزامنا بإحياء ذكرى شجاعة وتضحيات محاربينا القدامى خلال الحرب العالمية الثانية، لن يتغير”.

والمراسم محدودة في فرنسا أيضا حيث يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس مراسم مختصرة جدا في قصر الاليزيه بحضور كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لكن بدون جمهور.

واكتفى ماركون بوضع إكليل ورود أمام تمثال الجنرال ديغول في باريس ثم أمام قبر الجندي المجهول.

وكان يفترض أن يتوجه ماكرون إلى موسكو حيث يتجلى بوضوح تأثير الوباء على الاحتفالات. فهذه السنة لن يقام العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء. ولم تبق السلطات سوى على الشق الجوي من الاحتفالات وسيحصل السبت في “يوم النصر” الذي تحتفل به موسكو في التاسع من مايو.

احتفال بسيط
احتفال بسيط

وفي لندن، تتوجه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عبر قناة “بي بي سي” بخطاب إلى البريطانيين، في الساعة 20,00 ت غ وهو “الوقت الذي تحدث فيه والدها الملك جورج السادس عبر الإذاعة في 1945″، حسب بيان للحكومة.

ويبدأ إحياء الذكرى في المملكة المتحدة عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش بلحظة تأمل وطنية ودقيقتي صمت.

وبسبب الوباء، ألغيت الاحتفالات في الشوارع وتجمعات المحاربين القدامى، ودعت الحكومة السكان إلى الاحتفال في بيوتهم عبر اقتراح أفكار لألعاب أو وصفات أطباق.

وشبه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وباء كوفيد-19 بالحرب العالمية الثانية، وذلك في رسالة وجهها إلى المحاربين القدامى. وكتب “في هذه الذكرى، نخوض معركة جديدة ضد فيروس كورونا المستجد الذي يتطلب منا روح جهود وطنية جسدتموها قبل 75 عاما”.

وبعدما أشار إلى إلغاء الاحتفالات وإجراءات التباعد الاجتماعي، قال جونسون “اسمحوا لنا أيها المواطنون الفخورون، أن نكون أول من يعبر لكم عن امتناننا وشكرنا من أعماق قلوبنا، ونقسم بأننا سنتذكركم دائما”.

أما في براغ، سيتوجه المسؤولون السياسيون الواحد تلو الآخر بفارق عشر دقائق، إلى قبر الجندي المجهول لوضع أكاليل من الورود.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر أنّ فايروس كورونا المستجد الذي أدوى بحياة نحو 267 ألف شخص في العالم خلال خمسة أشهر، تسبب بـ”مشاعر عارمة من الحقد وكراهية الأجانب”.

وقال في بيان الجمعة “يتم اختيار كبش محرقة وتأجيج الشعور بالخوف، بدأت الفكرة القبيحة بأنه يمكن التضحية بالمسنين الذين يعدون الأكثر ضعفا أمام الفيروس، تنتشر”.

وخلال الساعات ال24 الأخيرة، ارتفع عدد الوفيات بالوباء في الولايات المتحدة لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في البلاد لتبلغ 75 ألفا و500 شخص، في حين أودى الوباء بأكثر من 150 ألف شخص في أوروبا، أغلبها في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا.

'