بغداد – يسعى العراق لفتح قنوات تعاون جديدة مع الأردن من بوابة القطاع المصرفي والمالي بعد أن شهدت العلاقات بين الطرفين خلال السنوات الثلاث الماضية تطورا لافتا وخاصة في ما يتعلق بقطاع الطاقة والاستثمار والمبادلات التجارية.
ولدى المسؤولين في البلدين قناعة بأن التحديات الاقتصادية الناجمة عن الظروف الجيوسياسية، التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والمتغيرات في مجال التعاملات المالية والتجارية والاستثمارية تحتم العمل بكل جهد لبناء علاقات تكامل وتعاون على الصعيد الثنائي.
وبحث محافظ البنك المركزي العراقي مصطفى مخيف الأربعاء الماضي في بغداد مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني أحمد الهناندة تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال العمل المصرفي، فيما أكد مساعي بلاده للاستفادة من التجربة الرقمية في الأردن.
ولا تزال الخدمات المالية باستخدام التكنولوجيا ضعيفة في البلد النفطي رغم تدشين المصرف العراقي للتجارة تطبيقا للخدمات المالية عبر الهاتف المحمول العام بهدف تطوير متابعة حركة الأموال وزيادة الإيرادات.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مخيف قوله في بيان إن “الاجتماع ناقش تعزيز العلاقات في مجال العمل المصرفي الرقمي وتعزيز التجارة الإلكترونية والمعاملات المالية الرقمية”.
مصطفى مخيف: نسعى للاستفادة من التجربة الرقمية في الأردنوأضاف أن “العلاقة بين المركزي وشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتت أكثر قوة نتيجة التسارع الكبير الذي تشهده مجالات الصيرفة الرقمية والدفع الإلكتروني”. وتابع “نحن بحاجة للإفادة من التجربة الرقمية في الأردن، ولاسيما في ظل العلاقة التاريخية والاقتصادية التي تربط البلدين”.
وتظهر الأرقام الرسمية أن نحو سبعين بنكا تعمل في العراق، لكن معظمها لم تدخل على نشاطها أي تحديثات تمكنها من الاستفادة من التكنولوجيا المالية التي أضحت أحد المحددات التي تقيس معايير الشفافية والسرعة في تأمين المدفوعات والتعاملات التجارية.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، تستحوذ ثلاثة بنوك كبرى فقط، وهي الرافدين والرشيد والمصرف العراقي للتجارة، على حوالي 85 في المئة من إجمالي أصول القطاع المصرفي.
ولا يوجد سوى بنك دولي كبير واحد يعمل بالبلاد حاليا وهو ستاندرد تشارترد ويمتلك عددا قليلا من الفروع ويركز على المشروعات الحكومية الكبرى.
وفي المقابل، يبدو الأردن متقدما على العراق في هذا المضمار ويعكف البنك المركزي الأردني على وضع اللبنات الأولى من أجل إدخال النظام المصرفي للبلاد عهدا جديدا بفتح الأبواب أمام عمل البنوك الرقمية بما يحقق أهداف برنامج الإصلاح الاقتصادي.
ويقول الهناندة إن ثمة رغبة في تحقيق التكامل في المجال المالي بين البلدين مع تعزيز الشراكات المصرفية، والذي يمكن أن ينعكس إيجابا على الطرفين، ولاسيما الجالية العراقية في بلاده. وأكد استعداد الأردن لتقديم كل الدعم الممكن للقطاع المصرفي العراقي في مجال الخدمات الرقمية.