الفشل الحكومي يعمق الفجوة بين السلطة والشارع الجزائري – مصدر24

الفشل الحكومي يعمق الفجوة بين السلطة والشارع الجزائري

الفشل الحكومي يعمق الفجوة بين السلطة والشارع الجزائري

غضب شعبي متصاعد بلافتات مختلفة في المسيلة والعاصمة ووهران.

الجزائر – ساهم الغليان الاجتماعي في تعميق الفجوة بين السلطة والشارع الجزائري، ولم يعد خطاب الحكومات المتعاقبة مفيدا لتهدئة الأوضاع الداخلية، لا سيما مع تقلص حظوظ سياسة شراء السلم الاجتماعي بسبب تقلص مداخيل البلاد، كما ساهم غموض الوضع السياسي في البلاد، وصراع الأجنحة على السلطة، في تفشي مظاهر اليأس لدى فئات عريضة من المجتمع، بما فيها النخب المثقفة.

ومُني أنصار وداعمو الإعلامي والناشط السياسي عدلان ملاح بنكسة كبيرة الثلاثاء، بعد نطق محكمة ضاحية باب الوادي بالعاصمة، بعقوبة عام سجن نافذ، وأربعة أشهر حبس نافذة في حق المصور المرافق له عبدالعزيز عجال، والبراءة لناشط ثالث.

وسادت أجواء مشحونة في محيط مبنى المحكمة بعد حضور العشرات من الناشطين والمناصرين لملاح، مالك موقع “دزاير برس” الإخباري، الذين حضروا من مختلف مناطق البلاد على أمل إطلاق سراحه، في إطار إجراء تهدئة من طرف السلطة، في خضم الجدل المحتدم حول موعد الانتخابات الرئاسية.

ووجهت المحكمة تهم العصيان والتجمهر غير المرخص له وإهانة هيئة نظامية، للإعلامي عدلان ملاح، الذي سبق أن تمت محاكمته خلال الأسابيع الماضية برفقة عدد من الإعلاميين والمدونين والفنانين، في إطار ما عرف آنذاك بتفكيك شبكة تمويل وتموين المدون المقيم في فرنسا “أمير دي زاد”.

وخاض بعد إطلاق سراحه حملة ضد من أسماهم بـ”رموز الفساد وبارونات المال السياسي وصراع الأجنحة النافذة على السلطة”، فضلا عن الأذرع الإعلامية التي فبركت التهم ضد المحبوسين في الشبكة، وما تعرضوا له من حملات تشويه وتشهير، تساهلت معها السلطات المختصة رغم الشكاوى المرفوعة من طرف هؤلاء ضد مجمع النهار الإعلامي، لدى السلطات القضائية.

وتجمع الطبقة السياسية في الجزائر، على أن لويزة حنون استطاعت تحويل أنظار الجزائريين إلى قصر المرادية، وأن الجميع بات في انتظار إطلالة هلال بوتفليقة نهار اليوم، وما سيقدمه للبلاد في ذروة أزمتها غير المسبوقة.

وبالموازاة مع ذلك تعيش بلدة الحوامد في محافظة المسيلة جنوبي العاصمة، حالة من الغليان، بسبب ما بات يعرف بقضية عياش محجوبي، الذي قضى نحبه في بئر ارتوازية، ولم تتمكن المصالح المختصة من انتشال جثته ويقضي يومه الثامن في أنبوب بقطر 40 سنتيمترا.

أنظار الجزائريين تتجه الأربعاء إلى قصر المرادية، حيث من المنتظر أن  يكشف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، عن قرار مهم

وذكرت مصادر محلية، أن سكان البلدة النائية يعيشون حالة من الغضب الشديد بسبب ما يرونه تقصيرا من طرف السلطات المحلية والمصالح المختصة في التعاطي مع الحالة الإنسانية للشاب المنحدر من عائلة فقيرة، لا سيما وأن الحالة أثارت تعاطف وتضامن الجزائريين من مختلف المحافظات.

وفي تسجيل على شبكة التواصل الاجتماعي، ظهر شقيق الضحية في حالة من الغضب والاستياء. وبقدر ما عبّر عن امتنانه للتضامن الشعبي ولتعاطف فئات عريضة من الجزائريين مع العائلة، بقدر ما وجه عبارات اللوم والعتاب للمحافظ على “التدخل المتأخر وتقصير مصالحه في التكفل بالضحية”.

وأضافت المصادر، أن ما زاد من حالة الاحتقان هو توقف آليات الحفر والتنقيب التي سخرها خواص ومقاولون من مختلف الجهات المجاورة عن العمل، بسبب نفاد مادة المازوت، وهو ما أثار غضب السكان والمتضامنين مع الضحية، ووصفوا الأمر بـ”الازدراء بحياة المواطنين والمكاييل التمييزية في التكفل بأبناء الوطن الواحد”.

ولم تستبعد اندلاع احتجاجات شعبية في المنطقة، للتنديد بتقصير الجهات الحكومية بالتنمية المحلية وبالتكفل بحالة الشاب الراحل عياش محجوبي البالغ من العمر 26 عاما، والذي أعلنت مصالح الدفاع المدني عن وفاته الاثنين، بعد مقاومته لأربعة أيام في عمق يقدر بـ40 مترا وفي أنبوب سقط فيه يبلغ قطره 40 سنتيمترا.

وبالموازاة مع ذلك، تسود حالة احتقان شديدة لدى أهالي مهاجرين غير شرعيين في مدينة وهران غرب البلاد، والذين قضوا خلال الأسبوع الماضي في عرض البحر بعد احتراق قاربهم، ومن ضمن الضحايا العشرين امرأة وطفل.

وأفاد مصدر محلي لـ”العرب”، بأن “الأهالي بصدد تنظيم احتجاج مفتوح أمام مقر السلطات المحلية للتنديد بمماطلة الجهات المختصة في التكفل بالجثث التي لفضها البحر في سواحل محافظة الشلف، وبعدم جدية تلك المصالح في البحث عن باقي الجثث التي يجهل مصيرها إلى حد الآن”.

وتفاقمت ظاهرة الهجرة السرية في الجزائر، بشكل لافت خلال الأسابيع الماضية. وذكر تقرير للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تسجيل عشرة آلاف حالة في غضون الأشهر العشرة الأخيرة، ووصول نحو أربعة آلاف مهاجر إلى السواحل الإسبانية خلال المدة المذكورة، فضلا عن وجود 18 ألف جزائري في مراكز الاعتقالات الأوروبية.

وفي الأثناء تتوجه الأنظار إلى قصر المرادية حيث من المنتظر أن يكشف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الأربعاء، عن قرار “مهم” وفق ما أفادت به رئيسة حزب العمال اليساري لويزة حنون، في بحر هذا الأسبوع.

'