“الفطام الاقتصادي” فرصة أم واقع مر فرض على الأردن – مصدر24

“الفطام الاقتصادي” فرصة أم واقع مر فرض على الأردن

عمان – تصطدم عمان برهانات صعبة في طريق تحقيق أهدافها، بسبب الخسائر الناجمة عن وباء كورونا التي تتطلب سنوات لمعالجتها، في بلد يعتمد بشكل أساسي على المساعدات الدولية، وليس لديه موارد مستدامة تساعده على مواجهة الأزمات.

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز “إن هذه المرحلة الصعبة التي أثرت فيها جائحة كورونا علينا، يجب أن تدفعنا لمرحلة الفطام عن المساعدات والمنح بما يمنحنا استقلالا اقتصاديا بالاعتماد على الذات، ويرتبط باستقلال سياسي يجعل منا بلدا أقوى.

وأضاف أن العالم بأسره أمام عدو جديد لا معالم واضحة له، مشيرا إلى أن التحدي والفرصة هو بإعداد كل دولة ذاتها للأسوأ.

وأشار إلى أن فرصة الأردن قوية، لأنه كان يعتمد سابقا على المنح والمساعدات، وبدأت هذه المرحلة تتلاشى بالاعتماد على الذات، وجاءت كورونا لتجعل من الوصول إلى هذا الهدف متطلب لا بد من تحقيقه سريعا.

وأوضح “نحن مقبلون على مرحلة فيها ضغوط على مستوى الإقليم والعالم وكل ما كان استقلالنا أقوى ومناعتنا أقوى كل ما كنا في وضع أفضل”.

ويسوق الرزاز إلى أن الفطام الاقتصادي فرصة للأردن لتنفيذ برنامجا موسعا للإصلاح الاقتصادي، يهدف إلى خفض الدين العام وعجز الموازنة، وزيادة التشغيل، وضبط المالية العامة.

عمر الرزاز: كل ما كان استقلالنا أقوى ومناعتنا أقوى كل ما كنا في وضع أفضل

ويتطلب الإصلاح الاقتصادي تضافر الجهود للخروج برؤية تنمية سليمة فيما يتعلق بتطوير بيئة الأعمال واستغلال الظرف الإقليمي الراهن بما يخدم الاقتصاد المحلي، ويكون ذلك بتشريعات متطورة ومنافسة خاصة على صعيدي قانوني الاستثمار والضريبة وانجاز قانون الشراكة.

غير أن هذا الخيار لم يأت إلا بعد تراجع الدعم الدولي للأردن في السنوات الأخيرة بسبب المتغيرات الطارئة على المنطقة والتي أفضت إلى تغير في أولويات الدول العربية والغربية التي طالما شكلت سندا لاقتصادها.

وقد وجد أصحاب القرار في الأردن أنفسهم في وضع صعب بانتشار كورونا، رغم فتح معظم الشركات وتخفيف قيود الحركة في أوائل يونيو، للتقليل من أعباء جميع القطاعات تقريبا بعد إغلاق دام أكثر من شهرين ونصف الشهر في مواجهة الجائحة.

وعمقت تداعيات الوباء المشاكل الاجتماعية بالنظر لتدهور القدرة الشرائية وارتفاع البطالة، فضلا عن الانكماش الاقتصادي وتراجع نسق الاستثمارات المرتبط بعوامل صحية وعالمية في ظل تراجع الاقتصاد العالمي وحركة الطيران.

وحاول العاهل الأردني في الأشهر الأخيرة تأمين دعم مالي من الحلفاء الأوروبيين في ظل عدم مبالاة أميركية وتغير سياسات الإنفاق الخليجية، وكانت هذه أحد اسباب الزيارة التي قام بها قبل ايام إلى العاصمة الفرنسية باريس، بيد أن الدول الأوربية تمر هي ذاتها بوضع طارئ جراء الوباء وهذا انعكس على مستوى “سخائها” هي الأخرى.

وقال الرزاز إنه متفائل “لأن القيادة الهاشمية الحكيمة جنبت الأردن على مدى عقود من الزمان كثير من الأزمات، ونحن دولة قوية لكنها ليست شبيهة بدول انهارت في المنطقة لأنها لم تعتمد على العدل ولا القانون ولا على احترام الإنسان”.

وأضاف “ما زال أمامنا مشوار لم ينته بعد، لكن لدينا أسس متينة، ومتفائل لأن لدينا شباب يبنون دول العالم، ولدينا قطاع خاص مبدع أحيانا تكون الحكومة هي العقبة أمامه ولذلك لا بد من تسهيل الإجراءات”.

وعن إجراءات التعامل مع كورونا أكد الرزاز أن الأردن، وبشكل مبدئي ثابت، يرفض فكرة مناعة القطيع، فمناعة القطيع تعني البقاء للأقوى في ظل فراغ في القيم المجتمعية والتشريعات التي تسعى لحماية الأضعف.

وأضاف أن السيناريو الأول والذي نسعى إليه هو الالتزام العالي على مستوى الأفراد لتسطيح المنحنى الوبائي وتخفيض عدد إصابات كورونا. وأكد أن الحكومة تأمل وتصر على أن لا تصل إلى الحظر الشامل، وستفعل كل ما بوسعها لعدم الوصول إلى السيناريو الأسوأ موضحا أن الحظر الشامل يضر الاقتصاد بشكل كبير.

ومن شان فرض حظر شامل في الأردن أن يعمق أزمة الأردن الاقتصادية، وتحاول الحكومة جاهدة تفادي هذا السيناريو.

'