الفكر الإنجليزي يعبّد طريق نجاح الجعايدي مع الترجي

تونس – يواصل المدرب راضي الجعايدي مهامه في تدريب الترجي الرياضي بكل ثبات، حيث ما تزال أمامه جملة من التحديات في الفترة القادمة التي تعتبر مقياسا هاما لمعرفة مدى جاهزية المجموعة لتحقيق الأهداف المرسومة.

ومن النقاط التي يعمل الكادر الفني الجديد على إرسائها هي أساسا إعادة الصلابة إلى الدفاع حيث يدرك الجعايدي دور الخط الخلفي في منظومة الفريق وهو الذي يعتبر من أبرز لاعبي المحور الذين مرّوا بالترجي في بداية الألفية الجديدة، حيث أحرز العديد من التتويجات وكان من أعمدة المنتخب الوطني الفائز بكأس أفريقيا 2004، كما عرف مسيرة احترافية ناجحة في البطولة الإنجليزية، وهذه المسيرة تؤهله لإعادة البناء على أسس صحيحة.

وفقد الترجي ثوابته الدفاعية في الموسم المنقضي حيث تفادى قبول الأهداف في ثلاث مباريات فقط من مجموع 12 خاضها في رابطة الأبطال، وهو أمر منطقي في ظل ضعف المنظومة الدفاعية التي ستكون الهاجس الأكبر للكادر الفني الجديد في بداية التجربة.

تعديلات جوهرية

الهدف الأساسي بالنسبة إلى الجعايدي هو الارتقاء بالنادي إلى مستوى أحسن وأفضل من كل النواحي. وبدأ العمل مع المجموعة على الجوانب البدنية والفنية والتكتيكية ووضع برنامجا واضحا في الإحاطة النفسية والمتابعة العلمية للاعبين وطريقة العمل داخل الملعب وخارجه.

وطموحات الترجي الذي ظهر بوجه جديد كبيرة لاسيما في اللقاءين الأخيرين سواء محليا أو أفريقيا، وأضحى الفريق يمتلك الإمكانيات ما يجعله يتفاءل بمستقبله.

وبادر الجعايدي بتغيير الرسم التكتيكي الذي أنهك الترجي في المواسم الماضية وجعله كتابا مفتوحا أمام جميع المنافسين، ذلك أن التأقلم مع العديد من الخطط والتعامل مع كل مباراة على حدة سيعبّد طريق النجاح أمام الفريق وهو ما يمرّ أيضا بحسن توظيف قدرات اللاعبين ومنح الفرصة للأكثر جاهزية وحضورا.

وتعاقد نادي العاصمة التونسية في بداية شهر أغسطس الماضي مع نجمه الأسبق لتدريب الفريق خلفا لمعين الشعباني الذي أشرف على تدريب الترجي لفترة تجاوزت العامين ونصف العام.

وأدخل المدافع الأسبق لمنتخب تونس تقاليد عمل جديدة مستوحاة من الطرق التي تعتمدها الأندية المحترفة في أوروبا. وفرض الجعايدي على لاعبي الفريق البقاء كامل اليوم في مقر النادي، عكس ما كان عليه الحال في السابق حيث كان اللاعبون يتواجدون في ملعب النادي أثناء التدريبات فقط. ويسعى المدرب الجديد لنادي العاصمة التونسية من خلال اعتماد طرق عمل جديدة للتغلب على النقائص الفنية والبدنية والتكتيكية التي عانى منها الفريق بشكل خاص خلال الموسم الفارط.

ويبحث الترجي الرياضي الأربعاء عن فوز جديد في الدوري التونسي الممتاز حين يستضيف اتحاد بن قردان في لقاء مؤجل من الجولة 11 ضمن منافسات المجموعة الأولى. وفريق باب سويقة الذي يتصدر المجموعة بـ20 نقطة لن يكون في مهمة سهلة أمام بن قردان الذي يحتل المركز الثاني بـ18 نقطة. وستكون المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ وجد الترجي فعاليته في الفترة الأخيرة، بعد أن أمطر شباك البنزرتي برباعية. في المقابل، سيبذل الاتحاد ما لديه لمباغتة الترجي في رادس وافتكاك الصدارة منه، كما فعل في الجولة السابقة مع الصفاقسي.

في لقاء مؤجل لحساب الجولة 11 من المجموعة الثانية، سيكون النجم الساحلي أمام حتمية الفوز على مضيفه ترجي جرجيس الأربعاء ليبتعد عن فخ مجموعة الهبوط. ويحتل النجم المركز الخامس في الدوري برصيد 12 نقطة، وهو مطالب بقيادة المدرب الجديد الأسعد الشابي بتحقيق نتيجة إيجابية لمصالحة جماهيره الغاضبة من الهزيمة أمام الترجي الرياضي السبت الماضي في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، ما قلص من حظوظه في التأهل إلى ربع النهائي.

حتمية الفوز

وكان الشابي قد أكد -بعد الهزيمة أمام الترجي- أن أولوية فريقه تبقى التأهل إلى البلاي أوف في الدوري لضمان المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل. ولن تكون مهمة النجم سهلة باعتبار أنه سيحل ضيفا على ترجي جرجيس الذي يعد من الفرق الصعبة فوق ميدانها. ويحتاج ترجي الجنوب إلى الفوز الذي يقفز به إلى المركز الخامس، ويمكنه من تدعيم حظوظه في البقاء ضمن أندية النخبة.

ومن ناحية أخرى سيكون الصفاقسي في رحلة صعبة إلى تطاوين، حيث سيواجه الاتحاد الذي يتقاسم معه المركز الثالث بـ16 نقطة.

ويسعى اتحاد تطاوين لاستغلال الوضعية الصعبة التي يمر بها فريق عاصمة الجنوب الذي خسر نسبة كبيرة من حظوظه في التأهل إلى ربع نهائي الكنفيدرالية الأحد الماضي بعدما اكتفى بالتعادل مع بيراميدز المصري في ملعب رادس. والمباراة سيكون شعارها التدارك للفريقين، باعتبارهما قد تعثرا في الجولة الماضية لصالح نجم المتلوي واتحاد بن قردان، وسوف يعزز الفائز من حظوظه في التأهل إلى مجموعة التتويج.