الفيصل: عاصفة الحزم تسير بشكل جيد وتحقق أهدافها – مصدر24

الفيصل: عاصفة الحزم تسير بشكل جيد وتحقق أهدافها

أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم (الأحد) أن حملة التحالف الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن تسير بشكل جيد وفق الأهداف المرسومة لها، وعلى مساريها العسكري والإنساني، وذلك من خلال استهداف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق والقوات المتمردة على الشرعية، مبيناً استمرار الحملة في جهودها الإنسانية لحماية المدنيين وإجلاء الجاليات وتقديم المساعدات الإغاثية، والتعاون في ذلك مع المنظمات الدولية المعنية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، معبراً عن إدانته واستهجانه لاستمرار ميليشيات الحوثي بإرهاب وترويع المدنيين الأمنيين بالمدفعيات الثقيلة والدبابات داخل المدن، وهو الأمر الذي تسعى جهود “عاصفة الحزم” إلى إيقافه.
وذكرت “وكالة الأنباء السعودية” (واس) أن الأمير سعود الفيصل قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقر وزارة الخارجية في الرياض: “بداية أود أن أنعى أبناء الوطن وأبطاله الذين استشهدوا على يد الغدر والخيانة دفاعًا عن الوطن، وأن ارفع أصدق التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأسر الشهداء وذويهم، والشعب السعودي الكريم”، داعياً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
وأكد الفيصل أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي تأتي في إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، مشيراً إلى أن التنسيق والتشاور مستمر بين البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيداً “بمستوى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية، من خلال آلياته المتمثلة في اللجنة السعودية المشتركة المعنية ببحث التعاون على المستوى الحكومي، ومجلس رجال الأعمال المعني بتفعيل التعاون على مستوى القطاع الخاص، وهو الأمر الذي أسهم في إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وتطوير المشروعات المشتركة التي بلغت 186 مشروعاً برأسمال نحو 33 بليون ريال”.
وأضاف: “بحثنا أيضاً مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ومستجداتها، والجهود القائمة لمحاربة الإرهاب في ظل شراكتنا المثمرة لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسورية، والدعم الكبير من فرنسا والعالم للتحالف العربي الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن، وما أبدته باريس من استعداد لتقديم كل ما تحتاجه المملكة من جميع النواحي”، مشيراً إلى أن المملكة ترى أن التحالفين يشكلان جهداً متوازياً لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره والأيديولوجيا التي تقف وراءه.
ولفت الفيصل إلى أن المحادثات تناولت مفاوضات برنامج إيران النووي والاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه، مؤكداً: “نحن متفقون على أهمية أن يفضي الاتفاق النهائي عن الشروط الواضحة والمُلزمة – التي لا غموض فيها – وبما يضمن عدم تحول البرنامج النووي إلى برنامج عسكري”.
وقال: “تأمل المملكة أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي وبما ينسجم مع قرار الجامعة العربية في هذا الشأن، كما تؤكد المملكة بأن بلوغ أهداف الأمن والاستقرار في المنطقة، يتطلب أيضا الالتزام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها”.
وفيما يتعلق بالمأساة السورية، قال وزير الخارجية السعودي: “إننا نرى أن إطار الحل السلمي واضح ومتفق عليه من قبل المجتمع الدولي، والمتمثل في مبادئ إعلان جنيف1 وما اشتمل عليه من ترتيبات لنقل السلطة، وترى المملكة أن استمرار تدفق الأسلحة إلى بشار الأسد وزمرته بجميع أنواعه المدمرة لسورية وشعبها، من شأنه تعطيل الحل السلمي المنشود، وسنستمر من جانبنا بالتصدي لها والدفع بالحل السلمي بكل السبل المتاحة”.
وأضاف: “ناقشنا أيضا النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ومستجداته، وأود أن أبارك انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية عضواً كاملاً فيها”، موضحاً أن “هذا الإجراء يشكل اعترافاً آخر من المجتمع الدولي بفلسطين الدولة والسلطة والسيادة، ونأمل أن يتم ترجمة هذا التوجه على الأرض بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، وفق مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبادرة السلام العربية، من خلال تصدي المجتمع الدولي لسياسات التعنت الإسرائيلية في إطالة أمد النزاع بكل ما يحمله من مآسي إنسانية”. وقال الفيصل “أود أن أبلغكم أن وزير الخارجية الفرنسي أطلعني على أفكار فرنسا لتحريك عملية السلام، وهذا يتفق مع موقف فرنسا الدائم لضرورة إحلال السلام في فلسطين، ونشكر فرنسا على هذا الموقف”.
من جهته، نوه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالاستقبال الودي الذي وجده لحظة وصوله للمملكة، كاشفاً عن لقاءات مع قيادات وشخصيات سعودية رفيعة المستوى تناول معهم خلالها عددا من المجالات التي من شأنها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وثمن استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز له صباح اليوم، مشيداً بالحديث الذي دار خلال اللقاء، موضحاً أنه جرى تناول الوضع الدولي والإقليمي والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال فابيوس انه استعرض جوانب عدة مع الأمير سعود الفيصل، أبرزها الملف النووي الإيراني، موضحاَ أنهما قارنا تحليلاتهما حياله، مؤكداً حرص فرنسا على التوصل إلى حل حقيقي، يتمثل في اتفاق واضح ومتين، وقابل للتحقق في ما يتعلق بضمان ألا يكتسي البرنامج شكلاً عسكرياً في المستقبل، والتأكيد على العقوبات المستقبلية الرادعة في حال انتهاك إيران للاتفاق، وشروط رفع هذه العقوبات، آملاً الوصول إلى حل قبل نهاية شهر يونيو المقبل.
وشدد على أمنيات فرنسا بعودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وخصوصاً اليمن، وإيجاد حلول تسهم في عودة الشرعية للحكومة اليمنية ميدانياً، ووضع حد نهائي لهذا النزاع الدامي، مجدداً تأكيد فرنسا واستعدادها للمساهمة في إيجاد الحل المنشود.
وحول الوضع في سورية قال فابيوس، إن “فرنسا تؤمن بأن بشار الأسد ليس مستقبل سورية، ولا داعش كذلك”، مؤكداً أن الحل الوحيد يتمثل في تشكيل حكومة وحدة من دون بشار، ومن ثم الاتفاق على حقوق ووجبات الجميع، مشيراً إلى التنسيق الفرنسي – السعودي في هذا الشأن.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي الحكومة العراقية باحترام التزامها تجاه اتباع سياسة تشمل كل الأطياف العراقية، ليشعر الشعب العراقي بالثقة تجاهها، ما سيسهم في تجنيد الشعب للقضاء على “داعش” ميدانياً، مقللاً من الحلول الأخرى .
وعدّ فابيوس العدالة مطلباً مهماً في القضية الفلسطينية، وقال، إن “فرنسا تعتزم القيام ببعض المبادرات، بمشاركة الأطراف ذات العلاقة، لتحديد معايير تسمح بالتوصل إلى حل”، مؤكداً أن الحل الوحيد للاستدامة وتحقيق السلام، هو حل للدولتين، مشدداً على أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، نافياً أن يكون هناك سلام دائم من دون عدالة.
وكشف عن توقيع اتفاقات فرنسية – سعودية من شأنها تسهيل العلاقات بين البلدين، لا سيما الاقتصادية منها، التي تجد إرادة مشتركة بتطويرها ودفعها إلى الأمام، لافتاً إلى تقديمه فكرة مشروع للطاقة النووية المدنية للمملكة يمكن من خلالها زيادة مصادر الطاقة لديها وتنويعها، واعداً بتقديم المساعدة اللازمة للمملكة متى ما ارتأت ذلك واستحسنت الفكرة التي وعد المسؤولون في المملكة بدرسها، خصوصاً وأن فرنسا برعت في هذا المجال .

المصدر : الحياة السعودية

'