القضاء الروسي يلغي رخصة صحيفة “نوفايا غازيتا” – مصدر24

القضاء الروسي يلغي رخصة صحيفة “نوفايا غازيتا”

موسكو – ألغت محكمة روسية، الاثنين، رخصة النشر العائدة إلى النسخة الورقية من صحيفة “نوفايا غازيتا” والتي تعتبر ركن الصحافة الاستقصائية في روسيا، بعد أن أُجبرت على تعليق صدورها منذ مارس الماضي مع سعي الحكومة إلى إسكات الأصوات المنتقدة للحرب في أوكرانيا.

وأواخر مارس أعلنت صحيفة “نوفايا غازيتا” تعليق نشر محتواها بنسختيها الإلكترونية والورقية حتى انتهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن أقرّت روسيا تشريعا يفرض عقوبات سجن مشدّدة ضدّ كلّ من ينتقد عملية الكرملين العسكرية في أوكرانيا.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة ديمتري موراتوف آنذاك في رسالة موجّهة إلى قرّاء الصحيفة “ليس هناك حل آخر”.

وقالت الصحيفة عبر تلغرام إنّ “محكمة باسماني في موسكو اعتبرت أنّ رخصة تسجيل النسخة الورقية لـ’نوفايا غازيتا’ (كوسيلة إعلامية) غير صالحة”.

وحاز موراتوف في 2021 على جائزة نوبل للسلام.

الصحيفة الروسية تأسست في 1993، وعُرفت بتحقيقاتها عن فساد النخب وانتهاكات حقوق الإنسان

ويأتي ذلك بعد وفاة ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق، الأسبوع الماضي عن 91 عاماً، والذي اعتبر داعماً تاريخياً لـ”نوفايا غازيتا”. وتقدّم موراتوف، يوم السبت الماضي، موكب جنازة غورباتشوف.

وأكّدت محكمة باسماني هذا القرار، في بيان، والذي جاء ردّاً على شكوى قدّمتها هيئة مراقبة وسائل الإعلام الروسية نهاية يوليو الماضي.

وفي شكويين أخريين قدمتا أيضاً في يوليو الماضي طلبت هيئة المراقبة إلغاء ترخيصي موقع إلكتروني ومجلة جديدة تابعة لـ”نوفايا غازيتا”. وسينظر القضاء الروسي فيهما خلال هذا الشهر.

أمّا في جنيف، فقد أعربت الأمم المتحدة عن “قلقها البالغ” حيال قرار المحكمة، وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شمدساني، في بيان، إنّ هذا الحكم يشكّل “ضربة جديدة لاستقلال وسائل الإعلام الروسية التي سبق أن تبدّلت أنشطتها بسبب القيود القانونية وعمليات المراقبة المتزايدة للدولة، والتي فرضت إثر هجوم روسيا الاتحادية على أوكرانيا”.

ونهاية مارس الماضي، قرّرت “نوفايا غازيتا” التي كانت تنتقد النزاع في أوكرانيا تعليق صدورها الإلكتروني والورقي، خشية التعرّض لعقوبات في روسيا. وأدّى ذلك إلى توقف طبع الصحيفة منذ أشهر.

وتأخذ السلطات على الصحيفة أنّها انتهكت القانون، كونها لم تحدّد بوضوح في مقالاتها المنظمات والأفراد الذين يعتبرون “عملاء للخارج”.

وتأسّست الصحيفة في 1993، وعُرفت بتحقيقاتها عن فساد النخب الروسية وانتهاكات حقوق الإنسان، وخصوصاً في الشيشان. وقد قتل ستة صحافيين من فريقها منذ التأسيس.

يذكر أن موراتوف باع في مزاد علني جرى في نيويورك جائزة نوبل للسلام التي فاز بها العام الماضي بـ103.5 مليون دولار، لصالح الأطفال النازحين بسبب الحرب في أوكرانيا.

'