القوى العالمية تتراشق بالتهم: من تسبب في تفشي وباء كورون – مصدر24

القوى العالمية تتراشق بالتهم: من تسبب في تفشي وباء كورون

القوى العالمية تتراشق بالتهم: من تسبب في تفشي وباء كورون

 

تسبب وباء كورونا في تدهور العلاقات الدولية أكثر بالرغم من محاولة حشد كل الجهود من أجل التوصل إلى لقاح يضع حدا لأخطار هذا الوباء الذي تتبادل الولايات المتحدة والصين من ناحية وأوروبا وروسيا من ناحية أخرى الاتهامات بشأن مصدره وتداعياته.

واشنطن- يحتدم السجال منذ أيام بين القوى العالمية حول مصدر وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من ثمانية آلاف شخص عبر العالم، حيث تتبادل الولايات المتحدة والصين الاتهامات في هذا الغرض، بينما يتهم الاتحاد الأوروبي روسيا بنشر معلومات مضللة بشأن الفايروس وهو ما تنفيه موسكو.

والثلاثاء زاد التوتر بين واشنطن وبكين بعد أن قرر الصينيون طرد الصحافيين الأميركيين المتواجدين على أراضيها، في خطوة تؤكد تدهور العلاقات بين القوتين أكثر فأكثر، خاصة أنها تأتي بعد أن استدعت الخارجية الأميركية السفير الصيني لديها للاحتجاج على اتهامات بلاده لواشنطن بأنها تقف خلف ظهور هذا الوباء.

وتأتي هذه الاتهامات بالرغم من أن العالم بأسره يضع في سلم أولوياته إيجاد لقاح ضد الوباء المستجد والذي طال أكثر منن 120 منطقة وبلد عبر العالم. ويعيد هذا التلاسن الحاد بين القوتين إلى الواجهة الحرب التجارية المحتدمة التي خاضتها واشنطن ضد بكين.

احتدام السجال بين القوى العالمية حول مصدر وباء كورونا
احتدام السجال بين القوى العالمية حول مصدر وباء كورونا

وفي خطوة تنم عن الغضب الأميركي المتنامي على الصين خاصة بعد اتهام الأخيرة عبر بعض وسائل الإعلام واشنطن بأنها تمثّل مصدرا للفايروس المستجد تبنّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء صيغة “الفايروس الصيني” ليصف كورونا المستجد، مؤكدا أنه “جاء من الصين وأعتقد أنها صيغة دقيقة جدا”.

وهذه الصيغة يستخدمها منذ أيام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي لم يعد يتحدث سوى عن “فايروس صيني” أو “فايروس قادم من مقاطعة ووهان” وهي أول مدينة ظهر فيها المرض وانحسر في البداية داخلها.

وقد كررها مساء الاثنين رئيس الولايات المتحدة في تغريدة، ما أدى إلى تأجيج غضب بكين. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية مساء الثلاثاء في رد على تغريدات المسؤولين الأميركيين “نشعر باستياء كبير”، معتبرا ذلك “إدانة” لبلده.

وقد تحدث المسؤول الصيني في الأسبوع الماضي عن فرضية أن يكون الجيش الأميركي أدخل العامل المسبب للمرض إلى بلده دون تقديم أدلة عملية. ورد ترامب قائلا “لا أقدر قول الصين أن جيشنا نقل لها الفايروس. جيشنا لم ينقل الفايروس إلى أحد”.

وأوضح الرئيس الأميركي الذي بدا غاضبا أنه يستخدم عبارة “فايروس صيني” ردا على هذه الاتهامات التي كان قد استخدمها مسؤولون صينيون في وسائل إعلام. وتؤجّج هذه الحرب الكلامية الخلافات الدبلوماسية المتكررة منذ وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة في مطلع العام 2017.

وعندما بدأ الوباء ينتشر خارج الصين، تراوحت مواقف الحكومة الأميركية بين إدانة غياب الشفافية لدى الجانب الصيني في البداية، والتعبير عن “ثقة” الرئيس الأميركي في نظيره الصيني شي جينبينغ. ولكن منع الولايات المتحدة الأشخاص القادمين من الصين من دخول أراضيها أثار غضب بكين.

والرسالة من الجانب الأميركي واضحة ومفادها أن مكافحة الوباء لا تنهي المنافسة مع الدولة الآسيوية التي تعتبرها الولايات المتحدة خصمها الاستراتيجي الأول على الأمد الطويل. وانتهز مايك بومبيو الأسبوع الماضي فرصة عرض التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان ليدين السياسة الصينية في إقليم شينجيانغ بشمال غرب الصين، حيث يحتجز مئات الآلاف من المسلمين على ما يبدو باسم مكافحة الإرهاب.  وتخوض إدارة ترامب مواجهات على جبهات أخرى ضد الصين، من الدفاع عن الديمقراطية في هونغ كونغ إلى إدانة نزعتها التوسعية في بحر الصين الجنوبي، مرورا باتهامات بالتجسس.  ولكن ترامب أكد أن الاتفاق التجاري الذي اتخذ شكل هدنة في حرب الرسوم الجمركية وأبرم بعد أشهر من المفاوضات لن يتأثر بالخلافات الجديدة المرتبطة بفايروس كورونا المستجد.

الحرب الكلامية بين الصين والولايات المتحدة تؤجج الخلافات الدبلوماسية المتكررة منذ وصول ترامب إلى السلطة في 2017

وليس ببعيد عن هذا الصراع تدور معارك دبلوماسية أخرى بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث يتهم الأوروبيون موسكو بالترويج لتأثيرات كبيرة للفايروس على الغرب. والأربعاء نفى الكرملين هذه المزاعم التي أوردها الاتحاد الأوروبي في وثيقة.

وتشير هذه الوثيقة إلى أن الكرملين يقود حملة إعلامية روسية مضللة تهدف إلى تضخيم تأثير الفايروس في الغرب.

وتزعم الوثيقة وجود حملة ضخمة ومستمرة لنشر معلومات مضللة بهدف تضخيم الأزمة الصحية في أوروبا. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الأربعاء إن المزاعم لا أساس لها. وتأتي هذه الصراعات والعالم يحبس أنفاسه بالتوازي مع سباق آخر محموم من أجل التوصل للقاح ضد وباء كورونا.

'