الكاميرون تعوّض عدم جاهزيتها ببرونزية الكان – مصدر24

الكاميرون تعوّض عدم جاهزيتها ببرونزية الكان

حققت الكاميرون المضيفة ريمونتادا رائعة عندما قلبت تخلفها أمام بوركينا فاسو إلى تعادل ثم فوز بركلات الترجيح، محرزة المركز الثالث في النسخة الثالثة والثلاثين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية. وكررت الكاميرون إنجازها على أرضها عام 1972 عندما حلت ثالثة بفوزها على الزائير وكسبت مباراة الترضية للمرة الثانية في تاريخها.

ياوندي – حصد منتخب الكاميرون المركز الثالث في بطولة كأس أمم أفريقيا، وذلك عقب فوزه على منتخب بوركينا فاسو (5-3) بركلات الترجيح، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وكان منتخب بوركينا فاسو خسر أمام نظيره السنغالي في الدور قبل النهائي (1-3)، فيما خسر المنتخب الكاميروني في الدور قبل النهائي أمام المنتخب المصري (1-3) بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. مُنحت الكاميرون الوقت الكافي من أجل الاستعداد لاستضافة البطولة القارية على أراضيها للمرة الأولى منذ 1972.

كان من المفترض أن تستضيف النهائيات في العام 2019 قبل أن يُسحب منها هذا الحق بسبب تأخير في الاستعدادات ومنحه لمصر. كما أُرجئت البطولة العام الماضي بسبب جائحة فايروس كورونا.

ومع ذلك، لم يكن كل شيء جاهزا، ولم تكن المرافق والخدمات الخاصة بوسائل الإعلام في ملعب ليمبي قد اكتملت بحلول الوقت الذي انطلقت فيه البطولة.

ولم يساعد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) المنظمين المحليين، بعد أن قرر قبل أربعة أيام فقط من الموعد نقل مباراة في ربع النهائي وأخرى في نصف النهائي من ملعب غابوما في العاصمة الاقتصادية دوالا إلى ياوندي.

كانت هناك مخاوف بشأن أرضية الملعب، ولكن لم يتم تقديم أي تفسير رسمي لهذا التغيير، وقررت الهيئة القارية أيضا في اللحظة الأخيرة تقديم مباراة تحديد المركز الثالث يوما واحدا.

كما عانت البطولة من حضور جماهيري متواضع في بلد مجنون بكرة القدم. فرض الاتحاد القاري شروطا صارمة لدخول الملاعب، حيث تحتم على الحاضرين أن يكونوا ملقحين بالكامل وتقديم دليل على اختبار سلبي لفايروس كورونا، وهو ما يكفي لردع الكثيرين في دولة ذات معدل تطعيم منخفض.

ارتفع عدد الجماهير مع تقدم أدوار البطولة، ولكن يبدو أن كارثة أوليمبي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى الكثيرين.

نقطة سوداء

نجم النصر السعودي يكسر حاجز الـ7 أهداف
نجم النصر السعودي يكسر حاجز الـ7 أهداف

ستبقى مأساة ملعب أوليمبي في العاصمة ياوندي التي أدت إلى وفاة ثمانية أشخاص، ذكرى سوداء إلى الأبد في تاريخ النسخة الثالثة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها الكاميرون، خلال شهر عانى فيه منظمو البطولة القارية من مشكلة تلو الأخرى.

تم بناء ملعب أوليمبي المذهل الذي يتسع لـ60 ألف مقعد في العاصمة ياوندي ليكون جوهرة البطولة في الكاميرون، بتكلفة رسمية بلغت نحو 163 مليار فرنك أفريقي (284 مليون دولار). إنما اسمه سيظل مرتبطا إلى الأبد بأحداث الرابع والعشرين من يناير 2022، عندما توفي ثمانية أشخاص وأصيب 38 بجروح إثر حادثة التدافع عند بوابة المدخل الجنوبي للملعب قبل مباراة البلد المضيف وجزر القمر في ثمن النهائي. تم إغلاق الملعب مؤقتا ولكن أعيد فتحه بعد 10 أيام لمواجهة نصف النهائي بين الكاميرون ومصر والتي لم تكن فأل خير على المضيف الذي ودع البطول.

كما أن الكارثة أبعدت الناس بعد حضور 24371 شخصا فقط لتلك المباراة. امتلأ الملعب بنسبة 40 في المئة فقط، علما أن المنظمين يرفعون سعة الملاعب إلى 80 في المئة عندما تلعب الكاميرون وفقا للبروتوكولات الصحية المتعلقة بجائحة فايروس كورونا.

الكاميرون مُنحت الوقت الكافي من أجل الاستعداد لاستضافة البطولة للمرة الأولى منذ 1972 ومع ذلك، لم يكن كل شيء جاهزا

قال فالنتان كامغا، أحد مشجعي الكاميرون، لوكالة فرانس برس عند دخوله إلى الملعب لمباراة نصف النهائي “عندما يموت الناس، الجميع يخاف”.

وستعاني الكاميرون للتخلص من الإرث الأسود لملعب أوليمبي، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي وضعتها بعد الحادثة المميتة. صرّح أسطورة الكاميرون ريغوبير سونغ “لحظات الفرح يمكن أن تصاحبها لحظات حزن. هناك شعور بالحزن لكنه جزء من الحياة”.

حطم المهاجم الكاميروني فينسنت أبوبكر، أرقام المصري حسام حسن، والجنوب أفريقي بينيدكت ماكارثي، بعد إحرازه هدفين في فوز منتخب بلاده أمام بوركينا فاسو، في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع ببطولة أمم أفريقيا.

ورفع أبوبكر رصيده إلى 8 أهداف بالبطولة، بعدما سجل 5 أهداف في المجموعات (2 أمام بوركينا فاسو، و2 أمام إثيوبيا، وهدف أمام الرأس الأخضر)، وهدف في ثمن نهائي البطولة أمام جزر القمر.

وكسر نجم النصر السعودي حاجز الـ7 أهداف، الذي لم يتجاوزه أي لاعب منذ نسخة بوركينا فاسو 1998، حين تصدر المصري حسام حسن، والجنوب أفريقي بينيدكت ماكارثي، صدارة الهدافين بـ7 أهداف.

ويتصدر الكونغولي مولامبا نداي مهاجم الكونغو الديمقراطية، صدارة أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف بنسخة واحدة، عندما أحرز 9 أهداف، في البطولة التي أقيمت عام 1974 في مصر.

ويُعد الإيفواري لوران بوكو هو أول لاعب يحصل على بطولة الهداف في مرتين متتاليتين، عامي 1968 و1970؛ حيث أحرز 6 أهداف بالبطولة الأولى، و8 أهداف في البطولة الثانية.

دروس مقبلة

إنجاز مشرف
إنجاز مشرف

شهدت البطولة الكثير من الإثارة مثل وصول بوركينا فاسو إلى نصف النهائي على الرغم من الانقلاب العسكري في البلاد، بالإضافة إلى وصول غامبيا البلد الصغير إلى دور الثمانية في ظهوره الأول.

كما بلغت جزر القمر الأدوار الإقصائية وخرجت مرفوعة الرأس أمام الكاميرون (2-1) في دور ثمن النهائي على الرغم من اضطرارها إلى اللعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة السابعة وإلى إشراك لاعب ميدان بين الخشبات الثلاث لغياب الحراس الثلاثة بسبب كوفيد والإصابة.

إلا أن حادثة التدافع خارج أولميبي في تلك الأمسية طغت سريعا على ما حدث داخل الملعب.

قال روجيه ميلا المتوج مع الكاميرون باللقب القاري عامي 1984 و1988 “من الناحية الرياضية، شهدنا بعض المباريات الرائعة، لكن لم يبلغ أفضل فريقين المباراة النهائية”، في إشارة إلى مصر والسنغال. على الرغم من وجود لاعبين عالميين مثل المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والجزائري رياض محرز، فإن المستويات التي شهدتها المباريات لم ترتق إلى مستوى التوقعات.

سُجل 100 هدف فقط في 51 مباراة قبل النهائي، بمعدل 1.96 هدف في المباراة الواحدة، مماثل لنسخة 2019. على أرض الملعب وخارجه بشكل خاص، هناك آمال في أن تكون النسخة المقبلة من البطولة أفضل.

ولن يدوم الانتظار طويلا، إذ من المقرر أن تستضيف كوت ديفوار العرس القاري في يونيو ويوليو 2023، بعد ستة أشهر فقط من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر وخلال موسم الأمطار، عوامل قد تجلب تحدياتها الخاصة.

'