الكرملين: من “الغباء والسخف” اتهام روسيا بتسرب الغاز في نورد ستريم – مصدر24

الكرملين: من “الغباء والسخف” اتهام روسيا بتسرب الغاز في نورد ستريم

أثار تسرّبان للغاز في موقعين من خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، وكذلك في الخط نورد ستريم 2، شكوكا حول عمليات تخريبية، وسط رفض الكرملين اعتبار روسيا وراء تسرّب الغاز، بالموازاة مع تصاعد تحذيرات الاتحاد الأوروبي للردّ بقوة إذا ما كان عملا متعمدا.

موسكو – أكّد الكرملين أنه من “الغباء والسخف استنتاج أن روسيا كانت وراء تسرب الغاز من خطوط أنابيب نورد ستريم” الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي عملا متعمدا، في وقت حذّر فيه الاتحاد الأوروبي من  أن أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتا وسيُقابل برد قوي وموحد.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء بعد أن وصفت أوكرانيا حالات التسرب بأنها “هجوم إرهابي” دبرته موسكو إنه “أمر متوقع تمامًا وغبي كما هو متوقع أيضًا أن تصدر روايات على هذه الشاكلة – غبي وسخيف كما يمكن أن يُتوقع”. وأضاف للصحافيين أن “حالات التسرب تطرح مشكلة بالنسبة إلى موسكو”، لافتا “الخطان كانا ممتلئان بالغاز الجاهز للضخ، وهذا الغاز ثمين جدا، والآن هذا الغاز يتبخر في الهواء”.

ودعا “الجميع إلى التفكير قبل الإدلاء بتصريحات، وانتظار نتائج التحقيق”، معتبرا أن “الوضع يتطلب حوارا وتفاعلا عاجلا من جميع الأطراف لمعرفة ما حدث، حتى الآن نرى غيابا تاما لمثل هذا الحوار”.

جوزيب بوريل: تسرب الغاز ليس مصادفة وسط مؤشرات على عمل متعمد

ورصدت ثلاث حالات تسرب للغاز في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق، سبقها انفجاران. وشبكة الخطوط هي في صميم توترات جيوسياسية في الأشهر الأخيرة في وقت أوقفت فيه روسيا إمداداتها إلى أوروبا ردا، على ما يبدو، على عقوبات غربية فرضت عليها بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا.

ويمتد الخطان بشكل متواز وكان الهدف منهما مضاعفة إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا مرتين، لكن برلين أوقفت خط نورد ستريم 2 في الأيام القليلة التي سبقت إرسال موسكو جنودها إلى أوكرانيا.

وحذر الاتحاد الأوروبي الأربعاء، من أي هجوم على منشآت الطاقة التابعة له في بيان صادر عن مسؤول العلاقات الخارجية فيه جوزيف بوريل. وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن “أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتا وسيُقابل برد قوي وموحد”.

واعتبر بوريل في بيان أن “تسرب الغاز ليس مصادفة وسط مؤشرات على عمل متعمد”، مشيرا إلى أن “كل المعلومات المتوافرة تشير إلى أن حالات التسرب تلك هي نتيجة عمل متعمد”. كما ندد بوريل بـ”الاستفتاءات التي نظمتها موسكو لضم مناطق أوكرانية تسيطر عليها”، واصفا إياها بأنها “غير قانونية وتم التلاعب بنتائجها”.

وكتب بوريل في تغريدة “هذا انتهاك جديد لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في إطار من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان”. وأضاف “نحيي شجاعة الأوكرانيين الذين يستمرون في مواجهة الاجتياح الروسي ومقاومته”.

ووصف أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، في تغريدة، التسربات الثلاثة التي جرى العثور عليها في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 تحت بحر البلطيق بأنها “أعمال تخريبية”. وأرسل أمين عام الناتو التغريدة بعد اجتماع في مقر الحلف العسكري الغربي في بروكسل مع وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف.

وقال ستولتنبرغ إنه وبودسكوف “ناقشا التخريب في خطوط أنابيب نورث ستريم” مضيفا “نحن تناولنا حماية البنية التحتية المهمة في دول الناتو”. وكتب بودسكوف في تغريدة قبل اجتماعه مع ستولتنبرغ “نعمل جنبا إلى جنب حلفائنا من أجل السلام والأمن الأوروبيين”.

وعلقت الحكومة الألمانية على الأضرار الخطيرة التي لحقت بخطي الغاز في بحر البلطيق قائلة إن “لديها شواهد تفيد بأنه من غير الممكن أن يكون هناك سبب طبيعي لهذه الحادثة”. وردا على سؤال حول ما إذا كان سبب ذلك هو وقوع هجوم، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت الأربعاء إنه لا يستطيع أن يتحدث عن شيء كهذا في الوقت الراهن.

وأضاف هيبشترايت أنه “عندما يتم خروج الغاز، سيصبح من الممكن فحص الضرر على نحو أدق”، مشيرا إلى عدم وجود خطر مباشر على البيئة لكنه قال إن “الغاز ضار بالمناخ”. بدورها أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت مشاركة البحرية الألمانية في كشف ملابسات العمل التخريبي المحتمل في خطي أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق.

◙ الحكومة الألمانية تعلق على الأضرار الخطيرة التي لحقت بخطي الغاز بأن لديها شواهد تفيد بأنه من غير الممكن أن يكون هناك سبب طبيعي لهذه الحادثة

وقالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي الأربعاء إن “الحادثة توضح أن ألمانيا تعتمد على البنية التحتية الحيوية بما في ذلك البنية التحتية الموجودة تحت الماء”. وأضافت لامبرشت “يجب الآن توضيح ملابسات هذه الأحداث المزعجة بشكل سريع وتحديد هوية المسؤولين”، موضّحة أنها “تبادلت وجهات النظر مع نظيرها الدنماركي واتفقت معه على تبادل المعلومات” مشيرة إلى أن “البحرية الألمانية ستساهم بخبرتها في كشف ملابسات الأحداث”.

وأفاد وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو الأربعاء بأنه “لا يستبعد حدوث أعمال تخريبية بشأن التسرب الأخير في أنابيب الغاز الروسية نورد ستريم”. وقال هافيستو في مقابلة حصرية مع الأناضول، إنه “لا يمكن استبعاد أعمال التخريب، ولكن يجب التحقيق في الأمر كمسألة جنائية”، موضحا “التوقيت الذي كشفت فيه بولندا عن تسريبات خط الأنابيب الخاص بها في بحر البلطيق، إذا تم التخريب عن قصد، فإنه يعد تذكيرا بمدى الحرص الذي يجب أن نكون عليه ومدى ضعفنا أمام المخاطر”.

والاثنين، أعلنت شبكات الزلازل الوطنية في السويد والنرويج وفنلندا رصد انفجارين قرب موقع التسربات في خطوط أنابيب الغاز الروسي تحت بحر البلطيق.

كما أعلنت شركة نورد ستريم AG المشغلة لخطي الأنابيب 1 و2، انخفاضا كبيرا في ضغط الأنابيب، فضلا عن إعلان السلطات الدنماركية والسويدية رصد تسرب غاز في الخطوط المارة بالمياه الإقليمية للبلدين. ورجحت الرئاسة الروسية أن الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 قد تكون ناجمة عن “أعمال تخريبية”. وطالبت موسكو الرئيس الأميركي جو بايدن بالكشف عما إذا كانت واشنطن تقف وراء تسرب الغاز من نورد ستريم.

وقالت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن الرئيس جو بايدن “ملزَم بالكشف عما إذا كانت واشنطن تقف وراء ثلاث حالات تسرب للغاز في خطي نورد ستريم اللذين يربطان روسيا بأوروبا”. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا على منصات التواصل الاجتماعي “في السابع من فبراير الماضي قال جو بايدن إن نورد ستريم سينتهي أمره إذا غزت روسيا أوكرانيا.. بايدن ملزَم بالإجابة عما إذا كانت الولايات المتحدة نفذت تهديدها”.

وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء استعدادها لمساعدة حلفائها الأوروبيين بشأن أمن الطاقة وذلك بعد رصد حالات تسرب للغاز في خطوط أنابيب نورد ستريم وقالت إنها تنظر في ما إذا كان السبب يعود إلى عملية تخريب. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن “الولايات المتحدة تنظر في تقارير تفيد بأن حالات التسرب نجمت عن هجوم أو تخريب ما”. وأضاف “إذا تأكد ذلك، فهو لا يخدم مصلحة أحد”.

 

 

'