اللقاحات الصينية والروسية فريسة للشكوك – مصدر24

اللقاحات الصينية والروسية فريسة للشكوك

لندن – تحول التنافس العالمي بين الدول الكبرى على إنتاج لقاح كوفيد – 19 إلى منافسة شرسة انخرطت فيها كل دولة بكامل ثقلها الاقتصادي والإعلامي، حتى تتمكن من التسويق لمنتجها الفعال مقابل اللقاحات المنافسة، علّها تقاوم الركود المفروض على العالم في ظل تقلص فرص التنافس الاقتصادي في مجالات أخرى غير طبية.

وستكون ثقة السكان في اللقاحات عاملا جوهريا في خيارات الحكومات للحد من معدل الإصابة في الجائحة المستمرة منذ عام، بعد أن أصاب فايروس كورونا أكثر من 92 مليون شخص في شتى أنحاء العالم وفتك بما لا يقل عن مليون و980 ألفا.

وتخوض الصين وروسيا المنافسة العالمية للحدّ من انتشار الجائحة وإنتاج لقاح فعال، لكنّهما تحظيان بثقة متدنية تثير جدلا كبيرا حول مدى صدقهما. فهل يعود تدني الثقة في اللقاحات الصينية والروسية إلى حملة تشكيك تقودها القوى المنافسة أم له ما يبرره؟

كشف استطلاع عالمي للرأي الجمعة أن الناس في أنحاء العالم يرغبون بشكل عام في الحصول على لقاح ضد مرض كوفيد – 19، لكن مشاعر الريبة إزاء اللقاحات التي تنتجها الصين وروسيا تفوق مخاوفهم من اللقاحات المصنوعة في ألمانيا أو الولايات المتحدة.

وخلص الاستطلاع، الذي أجرته شركة يوجوف لاستطلاعات الرأي واطلعت عليه رويترز بشكل حصري، إلى أن البريطانيين والدنماركيين هم الأشد حرصا على تلقي اللقاح عندما يتسنى لهم ذلك، في حين كان الفرنسيوين والبولنديوين الأكثر ترددا.

واستند الاستطلاع على أسئلة تم طرحها على حوالي 19 ألف شخص. وتوصل أيضا إلى أن مستوى الرغبة في الحصول على اللقاح زاد في الكثير من الدول في الأسابيع الأخيرة، بعد البدء في توزيع اللقاحات، التي طورتها شركات أميركية وروسية وصينية وألمانية وبريطانية، على الناس في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا.

وفي بريطانيا أعرب 73 في المئة عن رغبتهم في تلقي اللقاح، بينما وصلت النسبة في الدنمارك إلى 70 في المئة، لكن أقل من نصف من شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة، قالوا إنهم مستعدون لتلقي لقاح مضاد لكوفيد – 19، وهي نسبة ثابتة بشكل عام منذ يوليو.

وقال 37 في المئة ممن شملهم الاستطلاع في بولندا و48 في المئة في فرنسا إنهم سيرفضون لقاحات كوفيد – 19 إذا عرضت عليهم.

التجربة هي الفيصل

نجاعة اللقاح رهينة آراء مستخدميه
نجاعة اللقاح رهينة آراء مستخدميه

تتمسك شعوب العالم بأي فرصة قد تنقذها من خطر التعايش مع الجائحة لفترة أطول، لكنها تعيش حيرة غير معلنة حول نجاعة اللقاح الأفضل من بين اللقاحات المكتشفة لكوفيد – 19 في دول عديدة.

وتوصلت دراسة نشرها باحثون في مجال الثقة باللقاحات في نوفمبر إلى أن نظريات المؤامرة والتضليل تغذي مشاعر الريبة، ويمكن أن تؤدي إلى تدني معدلات التطعيم إلى ما هو أدنى من المستويات المطلوبة لحماية المجتمعات.

وكشف استطلاع يوجوف الجمعة أن غالبية الناس داخل الأقليات ذات الحجم الكبير في العديد من البلدان يقولون إنهم يفضلون الانتظار إلى حين التأكد من سلامة اللقاحات، وأن قلة فقط منهم هم الذين يرفضونه مدفوعين بآراء راسخة مناهضة للتطعيمات.

وفي فرنسا كانت نسبة من يرفضون اللقاح لأنهم “يعارضون اللقاحات بشكل عام” هي الأعلى، حيث بلغت تسعة في المئة من السكان، لكنها مع ذلك أقل بكثير من النسبة المئوية لرافضي لقاح كوفيد – 19 بالتحديد.

وتقول تقارير إنّ سكان العالم يرحبون حتى بلقاح آت من روسيا أو الصين، شرط أن يكون حصل على موافقة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض وإدارة الغذاء والدواء.

ومع زيادة الإنتاج وعمليات التسليم، استكشف استطلاع يوجوف أيضا المواقف إزاء التطعيم الإلزامي، وهي سياسة تناقشها بعض الحكومات في محاولة لتحصين أكبر عدد ممكن.

ولاقت الفكرة أكبر قدر من الاستحسان في الهند وبلغت نسبة مؤيديها 77 في المئة، تليها إندونيسيا بنسبة 71 في المئة، والمكسيك بنسبة 65 في المئة.

وانقسم البريطانيون إزاءها، إذ أيدها 40 في المئة وعارضها 42 في المئة، وكان الأميركيون أكثر ميلا إلى المعارضة بنسبة 46 في المئة مع تأييد 29 في المئة فحسب لإلزامية التطعيم.

'