“المجد للصوت”.. مستقبل الشبكات الاجتماعية – مصدر24

“المجد للصوت”.. مستقبل الشبكات الاجتماعية

واشنطن- يستعد اللاعبان التقليديان فيسبوك وتويتر لدخول معترك التنافس الصوتي مع تطبيق “كلوب هاوس” الذي استطاع استقطاب الناشطين حول العالم وحظي باهتمام واسع.

وطرح موقع تويتر خدمة جديدة لمستخدميه تسمح لهم بإجراء محادثات صوتية جماعية، والخاصية التي تدعى “سبايسس” (Spaces) تشبه ما يقدمه “كلوب هاوس” من خلال إنشاء غرف تمكن المغردين من الانضمام والمشاركة في المحادثات. وبهذه الميزة سيمنح تويتر المستخدمين حيزاً إضافياً للتعبير مع فرضه المساحة المسموح بها لتدوين التغريدات والتي يجب أن لا تتعدى 280 حرفاً.

وأثارت الميزة بهجة ممتلكي هواتف الأندرويد خاصة أن “كلوب هاوس” متاح حاليا لمستخدمي “أي.أو.أس” فقط. وتستعد الشركة لإطلاق أول نسخة تجريبية في شهر مارس القادم مؤكدة أنها ستركز في المرحلة الأولى على تطبيقات أندرويد و”أي.أو.أس” ثم يأتي تطبيق الويب في مرحلة لاحقة.

من جانبه بدأ فيسبوك يسعى وراء تطبيق “كلوب هاوس” للدردشة الصوتية. وكشفت مصادر أن فيسبوك يعمل على إصدار نسخته الخاصة من تطبيق الدردشة الصوتية لمنافسة تطبيق “كلوب هاوس”. وتأتي هذه التسريبات بعد ظهور الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ على التطبيق الصوتي.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن المديرين التنفيذيين لفيسبوك أمروا الموظفين بإنشاء غرف للدردشة الصوتية فقط، والتي تعرف داخل الشركة حتى الآن باسم “فاير سايد” (Fireside).

ويعتقد الخبراء أن زوكربيرغ قد استخدم تطبيق “كلوب هاوس” لاستطلاع المنافسة في مبادرة شركته الجديدة، فبعد لحظات من انتشار أخبار ظهوره المفاجئ على “كلوب هاوس” امتلأ موقع تويتر بالمحادثات حول دوافع الرئيس التنفيذي.

 

زوكربيرغ استخدم تطبيق “كلوب هاوس” لاستطلاع المنافسة في مبادرة شركته الجديدة
زوكربيرغ استخدم تطبيق “كلوب هاوس” لاستطلاع المنافسة في مبادرة شركته الجديدة

 

ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” قالت مصادر مطلعة إن زوكربيرغ كان مهتمًا منذ فترة طويلة بأشكال الاتصالات الصوتية ولكن “فاير سايد” لا يزال في “مراحل التطوير الأولى”.

ويحفل تاريخ فيسبوك بالعديد من محاولات استنساخ المنافسين، أو الاستحواذ عليهم بشكل كامل لضمان استمرار الهيمنة على المشهد، ولا تعتبر التطبيقات الصوتية وعلى رأسها “كلوب هاوس” استثناءً من تلك القاعدة. وعلى سبيل المثال اشترت شركة فيسبوك شبكة مشاركة الصور إنستغرام وتطبيق المراسلة واتساب وشركة الواقع الافتراضي أوكلوس عندما كانت جميعها شركات صغيرة نسبياً.

كما يشتهر فيسبوك بسعيه الدائم لاستنساخ العناصر الناجحة التي يقدمها المنافسون، حيث قام إنستغرام عام 2016 باستنساخ خاصية القصص من منصة سنابشات المنافسة التي تتيح مشاركة مقاطع الفيديو والصور، كما أطلق إنستغرام أيضاً العام الماضي خاصية ريلز والتي تشبه ما يقدمه تيك توك. وعندما حققت منصة زووم للمؤتمرات الافتراضية نجاحها الهائل العام الماضي أطـلق فيسبوك بسرعة خدمة “الغرف” لدردشة الفيديو الجماعية، بالإضافة إلى ذلك تعمل الشركة حالياً على إطلاق خدمة الرسائل البريدية “نيوزلتر” لمنافسة خدمة “سبستاك” الشهيرة.

ولا يعتبر كلوب هاوس النجاح الصوتي الوحيد إذ أن أول نجاح كبير للتطبيقات الصوتية يعود لعام 2015 مع ظهور تطبيق “ديسكورد” (Discord)، الذي يمتلك في الوقت الحالي نحو 100 مليون مستخدم، وعلى الرغم من أن بداية المنصة كانت عبارة عن تجمع لمحبي ألعاب الفيديو، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت في الاتجاه لتتحول إلى شبكة عامة تجتذب جميع أنواع المستخدمين، كما أن هناك أيضاً مجموعة من التطبيقات الصوتية التي تحاول أن تجد لها مكاناً بين المستخدمين مثل “وافي” (Wavve) و”سبوون” (Spoon) و”ريفر” (Riffr) وغيرها. ويتوقع خبراء أن “حرب الأصوات” بدأت لمعرفة أي منصة يمكنها تشكيل مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أدت الأدوات عبر الإنترنت إلى نشر الأخبار، قبل أن يظهر فيسبوك عام 2004. وفي عام 2006 ظهرت خدمة “تدوين صغيرة” جديدة تسمى تويتر، حيث يمكن لأي شخص مشاركة أفكاره مع العالم باستخدام 140 حرفًا فقط. ويتتبع الصوت مسارًا مشابهًا.

حرب الدردشات الصوتية بدأت لمعرفة أي منصة يمكنها تشكيل مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي

ولسنوات كثيرة كانت محطات راديو AM وFM حراس البوابة الأساسيين للبث. ثم ظهرت خدمة البودكاست وبدأ الجميع في إنشاء وتوزيع برامجهم الخاصة. والآن مع ظهور الشبكات الاجتماعية الصوتية سيكون من السهل على أي شخص بث محادثاته إلى العالم الأوسع.

و في الوقت الذي عمل فيه انتشار وباء كورونا على جذب الجمهور للتطبيقات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي الجديدة، يعتقد بعض المحللين أن عدد مستمعي البودكاست ارتفع بشكل مطرد في العقد الماضي؛ إذ استمع ثلث الأميركيين على الأقل إلى مدونة صوتية واحدة في الشهر الماضي، وفقًا لمركز بيو للأبحاث. كما نمت منصات بث الموسيقى مثل سبوتيفاي وأبل ميوزك.

'