ووفق المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، فإن “الغرب لا يريد الإجابة عن الأسئلة التي طرحتها موسكو بشأن أنشطته المرتبطة بإرسال المرتزقة إلى أوكرانيا”.

وتعتبر موسكو المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في أوكرانيا مرتزقة، ستعاملهم بناءً على ذلك، وأكدت مرارا أنهم ليسوا أسرى حرب.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول تجنيد المرتزقة في المعارك المندلعة بينهم منذ فبراير الماضي.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، تصفية المرتزقة الجورجيين “المتورطين في تعذيب وقتل وحشي” لجنود روس في مارس الماضي، بأوكرانيا.

وفي منتصف الشهر الجاري، أعلن الجيش الروسي عن مقتل نحو سبعة آلاف من “المرتزقة الأجانب” من 64 دولة وصلوا إلى أوكرانيا منذ بدء النزاع.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “لوائحنا في 17 يونيو تشمل مرتزقة وخبراء في الأسلحة من 64 دولة، ومنذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وصل 6956 إلى أوكرانيا وتم القضاء على 1956 منهم وغادر 1779 آخرون”.

وأضافت الوزارة الروسية أن “بولندا هي الرائدة بين الدول الأوروبية في تأمين وصول المقاتلين إلى أوكرانيا، تليها رومانيا وبريطانيا.”

وحول ملف المرتزقة في الصراع الحالي، تقول الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، إنه “مع بداية أحداث الربيع العربي في الشرق الأوسط وإفريقيا، برز ملف المرتزقة أو ما يُعرف بالقتال بالوكالة”.

وتوضح نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، خلال تصريحاتها لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه مع بداية العملية العسكرية الروسية، لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى فُتح باب التطوع للقتال إلى جانب أحد الطرفين، قيل إن بعضهم جاء من الشرق الأوسط نحو تركيا، فبولندا ثم إلى أوكرانيا”.

وأشارت إلى إعلان وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، القضاء على مجموعتين من المرتزقة، تضم 14 أجنبيّا، على بعد كيلومترات قليلة من مصفاة ليسيتشانسك في جمهورية لوغانسك الشعبية،

ووفقا للوزارة كانت المجموعة الأولى من جنسيات أوروبية متعددة، بينما الأخرى، تضم فقط مرتزقة من جورجيا كانوا جزءًا مما يسمى بـ”الفيلق الجورجي” المسؤول عن قتل وتعذيب جنود روس.

سوق نشطة

ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير، سافر آلاف المتطوعين الأجانب معظمهم من الأوروبيين، إلى هذا البلد لمساعدة القوات في كييف؛ وتصفهم روسيا بـ”المرتزقة” والمال هو دافعهم؛ وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إنه إذا كان هناك مرتزقة، فهم في الجانب الروسي وتم جلبهم من سوريا وليبيا ومالي.

ويقول المحلل العسكري الروسي، ألكسندر أرتاماتوف: “إن هناك قوات بولندية تقاتل كـ”مرتزقة” في أوكرانيا، ليس من أجل عيون كييف، بل هناك إرث تاريخي، تحاول وارسو استعادته”.

وأضاف: “وجود مرتزقة غربيين في أوكرانيا، جاء من منطلق تقويض روسيا، لا من منطلق التضامن مع أوكرانيا”.

ولفت المحلل العسكري الروسي، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن “مسألة العقوبات غير المسبوقة على روسيا تؤكد أن استجلاب المرتزقة هو من ضمن مخطط واسع وضخم يُراد منه تحطيم القدرة الروسية على إدارة الصراع”.

وأكمل قائلاً: “وفق المؤشرات يبدو أن هذا لن يتحقق، خاصة مع أخبار تحرير مناطق يومية في دونباس، دون تسجيل أي نصر لأوكرانيا سوى المطالبة من المجتمع الدولي بتشديد العقوبات وضخ المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية”.