المصرف المركزي السوري يرفع سعر الحوالات للمنظمات الدولية – مصدر24

المصرف المركزي السوري يرفع سعر الحوالات للمنظمات الدولية

لجأ البنك المركزي السوري إلى رفع سعر صرف الدولار للمنظمات الدولية بهدف وضع سياسات تشجيعية لزيادة التحويلات الواردة عبر القنوات الرسمية، بهدف تحريك سعر صرف الحوالات وجعله قريباً من سعر السوق السوداء.

دمشق – أعلن مصرف سورية المركزي الاثنين رفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية للمنظمات الدولية العاملة في البلاد.

وقال المصرف، في بيان صحافي “لم يتم أي تعديل على سعر صرف الدولار الرسمي الذي هو 1256 ليرة وما جرى تعديله هو سعر الصرف التفضيلي الخاص بالمنظمات الدولية فقط”.

ونقلت وسائل إعلام محلية أنه بحسب قرار المركزي، فإن المصارف وشركات الصرافة المرخصة تلتزم بشراء حوالات الأمم المتحدة والسفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات والمؤسسات الدولية ومن في حكمها الواردة من الخارج بهذا السعر التفضيلي.

وتلتزم شركات الصرافة المرخصة ببيع حصيلة مشترياتها الواردة من هذه الحوالات إلى المصارف المرخصة خلال يوم عمل واحد، وبسعر الصرف المحدد بتاريخ قيامه بعملية الشراء مضافاً إليه هامش 0.003، وتقوم المصارف ببيع القطع للمركزي مع هامش.

وفي ديسمبر 2019، أصدر مصرف سورية المركزي قراراً حدد بموجبه سعراً تفضيلياً لاستلام الحوالات الواردة من الخارج بالقطع الأجنبي والعائدة للمنظمات والجهات الدولية، وذلك بحوالي 700 ليرة سورية للدولار بدلاً من 435 ليرة.

وفي يوينو 2020، رفع مصرف سورية المركزي سعر شراء الدولار لتسليم الحوالات الشخصية الواردة إلى سوريا بنسبة 78.5 في المئة، ليصبح 1250 ليرة سورية بدلاً من 700 ليرة.

وتأتي هذه التحركات بعد دعوة  خبراء إلى ضرورة قيام مصرف سورية المركزي بوضع سياسات تشجيعية لزيادة التحويلات الواردة عبر القنوات الرسمية، أبرزها تحريك سعر صرف الحوالات وجعله قريباً من سعر السوق السوداء.

إلى ذلك استمر سعر صرف الدولار الأميركي بالصعود بعد حالة هبوط استمرت خلال اليومين الماضيين وبلغ سعر صرف الدولار الأميركي في العاصمة دمشق 4450 ليرة سورية، مع تقلب السعر بين ساعة وأخرى.

المصارف تلتزم بشراء حوالات الأمم المتحدة والسفارات والقنصليات و البعثات الدبلوماسية بالسعر التفضيلي الجديد

وبلغت أسعار الصرف في محافظة حلب حوالي 4385 ليرة سورية للدولار الأميركي.

وشهدت أسواق الذهب في سوريا الاثنين انخفاضا كبيرا، وقالت نشرات صادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق إن سعر غرام الذهب عيار 21 انخفض 15 ألف ليرة سورية ليسجل بيع الغرام 200 ألف ليرة سورية.

وسجلت الأسواق السورية منذ بداية الشهر الجاري صعوداً كبيراً في سعر صرف الدولار الأميركي حيث وصلت إلى مستويات قياسية بلغت أكثر من 4600 ليرة للدولار، مع ارتفاع حاد في سعر السلع.

وخسرت الليرة السورية قيمتها أكثر من 85 ضعفاً منذ مارس 2011 حيث بلغ سعر صرف الدولار الأميركي وقتها حوالي 50 ليرة سورية.

وأدى تآكل النقد الأجنبي في سوريا إلى إضعاف قيمة الليرة بعد أن فاق الطلب العرض في ظل تدافع لشراء الدولار مما ضغط على قيمة العملة المحلية ودفعها إلى التهاوي.

ويناير الماضي أصدر البنك المركزي السوري ورقة مالية جديدة بقيمة 5 آلاف ليرة لتداولها بجانب الفئات النقدية المتداولة في البلاد، معتبرا أن الوقت أصبح ملائما لذلك وفق المتغيرات الاقتصادية الحالية، غير أن خبراء اعتبروا الخطوة ستغذي انهيار العملة المحلية.

ولكن البنك قال في حينها إن “طرح فئة الـ5 آلاف ليرة للتداول جاء بعدما تبينت الحاجة لفئة نقدية أكبر من الفئات الحالية المتداولة ذات قيمة تتناسب مع احتياجات التداول النقدي”، مشيرا إلى أنه “تمت طباعتها منذ عامين”.

وتعد الورقة النقدية الجديدة من فئة الـ5 آلاف ليرة، الورقة النقدية الثانية التي يتم إصدارها خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 10 سنوات في سوريا.

وكان المصرف المركزي السوري قد طبع خلال عام 2017 فئة الألفين، بعد ارتفاع نسب التضخم وانهيار الليرة أمام العملات الأجنبية.

وبحسب البنك المركزي، تعرض سعر صرف العملة السورية إلى تدهور مستمر خلال الحرب، وخاصة منذ أواخر عام 2019 نتيجة الحرب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، حيث بلغ سعر الدولار 1250 ليرة، فيما بلغ في السوق الموازي 2880 ليرة مقابل ما بين 45 إلى 50 ليرة قبل الحرب.

واعتبر خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة من قبل الحكومة السورية تهدف للانسجام مع الوضع الاقتصادي السيء للبلد، دون أن تساهم في إيقاف ارتفاع التضخم.

وبحسب اقتصاديين، فإن طرح أوراق نقدية جديدة يعزز من انهيار الليرة السورية، لافتين إلى أن الحكومة تعمل على سد العجز القائم في الميزانية، عبر طرح أوراق نقدية جديدة.

'