المنتخبات العربية تطمح لوضع بصمة تاريخية في كأس آسيا – مصدر24

المنتخبات العربية تطمح لوضع بصمة تاريخية في كأس آسيا

المنتخبات العربية تطمح لوضع بصمة تاريخية في كأس آسيا

السعودية أكثر المنتخبات وصولا إلى النهائي القاري، والمنتخب الياباني يتصدر السجل الذهبي آسيويا.

تستضيف الإمارات العربية المتحدة فعاليات النسخة السابعة عشرة لبطولة كأس آسيا لكرة القدم خلال الفترة من الخامس من يناير إلى أول فبراير المقبلين بمشاركة 24 منتخبا. وتخوض المنتخبات العربية الآسيوية فعاليات البطولة، وهي تطمح لوضع بصمة تاريخية في منافسات النسخة السابعة عشرة من المسابقة القارية.

أبوظبي – تطمح المنتخبات العربية لوضع بصمتها في النسخة السابعة عشرة، وتحقيق تطلعات جماهيرها التي تنتظر ظهورها بالحدث القاري على أحر من الجمر. لم تبدأ المشاركات العربية في بطولات كأس آسيا إلا في النسخة الخامسة التي استضافتها تايلاند عام 1972 ولكن الفرق العربية تركت بصمة واضحة في النسخ التالية من البطولة علما بأن النسخ الأربع الأولى أقيمت منافسات كل منها بنظام مجموعة واحدة ولم تشهد إقامة مباريات نهائية.

ومنذ 1972، كانت الكرة العربية حاضرة بفريق واحد على الأقل في ثمان من أصل 12 نسخة أقيمت بين عامي 1972 و2015 وكان النهائي عربيا خالصا في نسختي 1996 و2007.

وكان المنتخب السعودي صاحب نصيب الأسد في عدد مرات الوصول إلى المباراة النهائية برصيد ست مباريات نهائية بل إنه الأكثر وصولا إلى النهائي من بين جميع المنتخبات التي شاركت في كأس آسيا على مدار تاريخ البطولة. ورغم مشاركته المتأخرة في بطولات كأس آسيا لكرة القدم والتي كان أولها في النسخة التاسعة للبطولة والتي استضافتها قطر في عام 1988، ترك المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) بصمة سريعة في تاريخ البطولة وأحرز اللقب القاري أربع مرات في ثماني مشاركات له فقط.

وقبل نحو ثماني سنوات، وفي قطر أيضا، توج المنتخب الياباني بلقبه الرابع لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب متفوقا على نظيريه الإيراني والسعودي اللذين توج كل منهما باللقب ثلاث مرات. وأحرزت هذه المنتخبات الثلاثة فيما بينها لقب البطولة عشر مرات وكانت الألقاب الستة الأخرى للبطولة من نصيب خمسة منتخبات أخرى.

وفكرة انطلقت من مانيلا لتنير سماء كرة القدم الآسيوية عبر 16 نسخة أقيمت حتى الآن وتوج بلقبها ثمانية منتخبات مختلفة وسط تدرج رائع في المستوى لتتحول إلى واحدة من أبرز البطولات على مستوى العالم. هكذا يمكن تلخيص تاريخ بطولات كأس آسيا لكرة القدم والذي يمتد إلى أكثر من ستة عقود منذ انطلاق فعاليات النسخة الأولى في 1956. وعلى مدار العقود الستة، شهدت البطولة تطورا هائلا في مستواها لتتحول من بطولة تقتصر على عدد محدود من المنتخبات إلى منافسة شرسة بين 24 منتخبا مما يجعلها البطولة الأبرز في القارة الأكبر على مستوى العالم.

ومع تأسيس الاتحاد الآسيوي للعبة في 1954 واجتماع الدول المؤسسة للاتحاد في العاصمة الفلبينية مانيلا، كانت إقامة هذه البطولة من بين أبرز الأفكار التي طرحت لتطوير اللعبة في القارة. ولم يستغرق تنفيذ الفكرة وخروجها إلى حيز التطبيق وقتا طويلا حيث انطلقت النسخة الأولى في عام 1956 وأقيمت نهائيات البطولة في هونغ كونغ لتصبح ثاني أقدم بطولة قارية فلم تسبقها سوى بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي انطلقت قبلها بأربعة عقود فيما بدأت بطولات كأس الأمم الأفريقية في 1957 وكأس الأمم الأوروبية في 1960.

منذ 1972، كانت الكرة العربية حاضرة بفريق واحد على الأقل في ثمان من أصل 12 نسخة أقيمت بين عامي 1972 و2015

ولم تكن البطولة، في نسخها الأولى، بالقدر المطلوب من القوة والاهتمام حيث اقتصرت مثل غيرها من البطولات الجديدة على عدد محدد من المنتخبات المشاركة لكنها شهدت على مدار تاريخها حتى الآن تبادلا للهيمنة والسيطرة على لقبها بين مناطق مختلفة من القارة حيث توج منتخب كوريا الجنوبية بلقب أول نسختين وتبعه المنتخب الإسرائيلي بلقب البطولة الثالثة ثم أقصي بعدها بعشر سنوات من عضوية الاتحاد الآسيوي للعبة.

وسيطر المنتخب الإيراني على اللقب في البطولات الثلاث التالية لكأس آسيا قبل أن تنتقل الهيمنة على اللقب في ثلاث مناسبات إلى غرب القارة عن طريق منتخبي الكويت والسعودية. وبعدها انتقلت السيطرة إلى المنتخب الياباني الذي توج باللقب في أربع من آخر سبع نسخ للبطولة ولم يقطع سيطرته على اللقب سوى منتخبي السعودية في 1996 والعراق في 2007 ثم المنتخب الأسترالي في النسخة الماضية عام 2015.

وبعد البداية المتواضعة للبطولة، جاءت مشاركة المنتخبات الخليجية في بطولات كأس آسيا منذ النسخة الخامسة في تايلاند عام 1972 لتغير ملامح البطولة وتضاعف من قوتها والاهتمام بها بعدما نجحت الاتحادات العربية في إقصاء إسرائيل من عضوية الاتحاد الآسيوي.

ولم تستغرق منتخبات الخليج وقتا طويلا لتأكيد حضورها القوي في البطولة حيث بلغ المنتخبان الكويتي والعراقي المربع الذهبي في نسخة عام 1976 بإيران واحتل الأزرق الكويتي المركز الثاني إثر هزيمته 0-1 فقط في المباراة النهائية أمام المنتخب الإيراني الذي أحرز لقبه الثالث على التوالي ليصبح أول منتخب يتوج باللقب الآسيوي ثلاث مرات فيما أحرز المنتخب العراقي المركز الرابع بهزيمته بنفس النتيجة أمام نظيره الصيني في مباراة تحديد المركز الثالث.

وتقدم المنتخب الكويتي خطوة في البطولة التالية وأحرز اللقب في النسخة السابعة التي استضافتها بلاده عام 1980 ليصبح أول منتخب عربي يحرز اللقب ويفتح الطريق أمام هيمنة خليجية تامة على اللقب في الثمانينات من القرن الماضي حيث توج المنتخب السعودي باللقب في النسختين التاليتين في عامي 1984 بسنغافورة و1988 بقطر.

واستغل المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) إقامة البطولة في بلاده عام 1992 وتوج بلقبه الأول في أول ظهور له بنهائي البطولة علما بأنه تغلب في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة الثالثة على التوالي. ولكن الأخضر السعودي استعاد اللقب في النسخة التالية التي أقيمت في أحضان جارته الإمارات حيث شهدت النسخة الحادية عشرة أول نهائي عربي خالص للبطولة.

كرر المنتخب الياباني الإنجاز في البطولة التالية عام 2004 والتي استضافتها الصين وتوج بلقبها بعد عامين من استضافة بلاده بطولة كأس العالم 2002 بالتنظيم المشترك مع جارتها كوريا الجنوبية. وشهدت النسخة التالية عام 2007 المشاركة الأولى للمنتخب الأسترالي في البطولة إثر انضمام الاتحاد الأسترالي إلى الاتحاد الآسيوي في 2006. ورغم إقامة هذه النسخة في جنوب شرق آسيا حيث استضافتها إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام بالتنظيم المشترك، عادت هيمنة غرب القارة على اللقب وشهدت البطولة النهائي العربي الثاني في تاريخها ببلوغ المنتخبين العراقي والسعودي المباراة النهائية.

'