النجم الساحلي يستأنس بتجربة الترجي قبل مواجهة الوداد – مصدر24

النجم الساحلي يستأنس بتجربة الترجي قبل مواجهة الوداد

النجم الساحلي يستأنس بتجربة الترجي قبل مواجهة الوداد

بدأ النجم الساحلي مرحلة جديدة في مسيرته بعد أن تعاقد مع قيس الزواغي مدربا للفريق الأول في وقت يستعد خلاله النادي بخطى حثيثة لمواجهته الحاسمة ضمن دوري أبطال أفريقيا ضد الوداد المغربي، ويبدو الاختيار على هذا المدرب مردّه الأساسي رغبة إدارة النجم في توفير كل ممهدات النجاح، وخاصة أن تجارب سابقة أثبتت جدوى التعاقد مع مدرب شاب من أبناء النادي.

تونس – يعيش النجم الساحلي على وقع موسم متقلب، حيث لم يشهد الفريق على امتداد السنوات الأخيرة تغييرات مستمرة على مستوى الجهاز الفني مثلما حصل هذا الموسم.

واستهل الفريق موسمه مع المدرب المعروف فوزي البنزرتي، حيث عاد لتدريب النجم خلفا للفرنسي روجي لومير وكان هدفه تحقيق نتائج مميزة سواء في المسابقات المحلية أو في المنافسات القارية، غير أن البنزرتي سرعان ما رحل بعد أن عانى الفريق من مشاكل عديدة ولم يقدر على تحقيق بداية قوية.

رحل البنزرتي وخلفه مساعده رفيق المحمدي الذي تولى المهمة لفترة قصيرة قبل أن يتم التعاقد مع المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، بيد أن نجاح الفريق في الوصول إلى ربع نهائي دوري الأبطال لم ينقذ هذا الفني من الإقالة بسبب تراجع أداء النجم وتدني نتائجه محليا.

وعوضه المدرب المساعد عماد بن يونس ليشرف على الفريق في مباراتين استعاد خلالها الفريق بريقه المفقود محليا، غير أن إدارة النادي ارتأت تعيين مدرب جديد لتولي المهمة ومساعدة الفريق على تحسين مستواه واستعادة أمل المراهنة على الألقاب وأهمها لقب دوري الأبطال الغائب عن خزينة النادي منذ سنة 2007، وكلفت قيس الزواغي اللاعب السابق بهذه المهمة.

رضا شرف الدين: اختيارنا قيس الزواغي حصل عن قناعة تامة بقدرات هذا المدرب

ووقع الاختيار على أحد المدربين الشبان للإشراف على الفريق في فترة حاسمة حيث سيكون النجم على موعد مع اختبار قوي للغاية في دوري الأبطال، ومردّ هذا الاختيار وجود قناعة لدى القائمين على النادي بأن الفرصة حانت كي يستلم أحد “أبناء النادي” المهمة، وخاصة أن التعامل مع مدربين لهم خبرة كبيرة لم يحقق النتائج المرجوة.

في هذا السياق فإن التوجه السائد حاليا لدى الفرق التونسية يرتكز على التعامل مع مدربين شبان، وقد أثبتت العديد من التجارب الأخيرة صواب هذا التوجه، ولعل تجربة الترجي الرياضي مع مدربه الشاب معين الشعباني تعتبر رائدة ومحفزة كثيرا للاقتداء بها. منذ أكثر من عام، وجد الترجي بعض الصعوبات وكاد يخرج من المسابقة القارية، فدفع مدربه السابق خالد بن يحيى ثمن هذا التراجع لتقع إقالته قبل مواجهة مصيرية في دوري الأبطال، وبحكم عدم وجود متسع من الوقت للتعاقد مع مدرب جديد، تم تكليف المدرب الشاب معين الشعباني بهذه المهمة، ليحقق نجاحا غير مسبوق.

نجح الشعباني في قيادة الترجي لتحقيق دوري الأبطال سنة 2018 قبل أن تمتد سلسلة نجاحاته ليقود الفريق في السنة الموالية للمحافظة على لقبه القاري، فضلا عن ذلك ساهم هذا المدرب الذي سبق له اللعب لفائدة الترجي لمواسم طويلة في تطوير أداء الفريق بشكل كبير ليثير الإعجاب ويكون دافعا لبقية الأندية التونسية كي تنتهج الدرب ذاته.

وفي هذا السياق يمكن إدراج اختيار إدارة النجم الساحلي المدربَ قيس الزواغي كي يتولى مهمة قيادة الفريق الأول وإعداده لخوض بقية منافسات هذا الموسم. ورغم أن هذا الفني لم يسبق له تدريب فرق كبرى ولم يحقق تبعا لذلك نتائج لافتة، غير أنه حظي بفرصة تدريب فريق مقبل على خوض مواجهة قوية ضمن ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.

ربما لم يكن التعاقد مع أحد أبناء النادي مفاجئا لمتابعي الكرة التونسية؛ ففشل التجارب الأخيرة سواء مع البنزرتي أو مع غاريدو، إضافة إلى صعوبة التعاقد مع مدرب خبير في منتصف الموسم، كان يوحي بأن إدارة النادي ستمنح ثقتها لأحد المدربين المحليين لإتمام مهمة رحلة البحث عن اللقب القاري.

إلا أن التعاقد مع الزواغي، الذي تعتبر مسيرته التدريبية متواضعة مقارنة بأغلب المدربين التونسيين المتاحين حاليا، لم يكن قرار منتظرا. غير أن رضا شرف الدين رئيس النجم الساحلي فسّر هذا الاختيار بأنه الأسلم والأنسب للفريق في الوقت الراهن. وفي تصريحه لـ”العرب” أوضح شرف الدين أن الوضع الحالي للفريق كان يستوجب منح الثقة لأحد المدربين الشبان الذين يعرفون كل شيء عن الفريق وبالتالي لا يستحقون الكثير من الوقت للتأقلم والتعرف على اللاعبين.

وأضاف قائلا  “اختيارنا قيس الزواغي ليكون مدرب النجم الساحلي حصل عن قناعة تامة بقدرة هذا المدرب الشاب على تقديم الإضافة وتطوير أداء الفريق، هو من أبناء النادي ولديه دراية بكل الأمور المتعلقة باللاعبين، ويعرف أيضا مكامن الضعف، لذلك يمكن له النجاح وقيادة النجم إلى التألق”.

حلم التتويج يراود أبناء جوهرة الساحل
حلم التتويج يراود أبناء جوهرة الساحل 

ما ينطبق على مدرب الترجي يصحّ أيضا على المدرب الجديد للنجم، فالهدف الأول الذي وقع تحديده مع هذا المدرب هو ضرورة التقدم في المسابقة القارية والمراهنة بقوة على التتويج بلقبها.

وبحكم قرب موعد المباراة القوية ضد الوداد، حدّد الزواغي استراتيجية عمله مؤكدا أنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل تخطي عقبة المنافس المنتظر في ربع نهائي دوري الأبطال، مضيفا أنه متحمس للغاية لتحقيق الهدف المنشود وخاصة أن كل مقومات النجاح متوفرة حاليا.

وفي تصريحه لـ”العرب” قال “لدي كل الأسباب التي تحفزني على تحقيق أفضل النتائج سواء في المنافسات المحلية أو المسابقة القارية، فالنجم لديه كل الشروط التي تساعده على التقدم، أعرف ما ينتظرني وأعلم أن هناك العديد من النقائص التي يتوجب إصلاحها، يمكن التأكيد من الآن أن النجم سيظهر بمستوى جيد يسمح بمقارعة الوداد والوصول إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال”.

وستبدأ مغامرة هذا المدرب مع النجم انطلاقا من يوم السبت حيث سيخوض الفريق مباراة ضمن الدوري المحلي ضد نجم المتلوي، وهي مباراة يعتبرها الزواغي أفضل إعداد قبل بدء التفكير في التحدي القادم ضد الوداد المغربي.

'