النظام الصحي في لبنان يقاوم الانهيار – مصدر24

النظام الصحي في لبنان يقاوم الانهيار

بيروت – بلغت المستشفيات في لبنان أقصى طاقة استيعابية لها وبدأ مخزون الأكسجين المخصص للمرضى في النفاد جراء التفشي الكبير لوباء كورونا، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة طوارئ صحية خشية وقوع كارثة إنسانية في البلاد.

وفي 11 يناير أعلن لبنان لأول مرة حالة طوارئ صحية لمدة 10 أيام بدأت الخميس، تتضمن الحظر التام للتجول وتقليص حركة المسافرين وإقفال المحال التجارية  بمختلف أنواعها.

وسجل لبنان مؤخرا أرقاما قياسية في عدد الإصابات اليومية بالفايروس، إذ تخطى 5000 إصابة يوميا الأسبوع الماضي، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين حتى صباح الجمعة 237.132، بينها 1.781 وفاة، وأكثر من 144 ألف حالة تعافٍ.‎

ووفق مسؤول في وزارة الصحة اللبنانية، فإن زيادة الإصابات اليومية بالفايروس بشكل غير مسبوق تعود إلى “عدم اتخاذ إجراءات وقائية في فترة الأعياد (الميلاد ورأس السنة لدى الطوائف المسيحية) التي شهدت ازدحاما في بعض الأسواق وأماكن السهر”.

وقال مدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزيف الحلو “حذرنا (وزارة الصحة) من خطورة فتح البلاد خلال الأعياد (..) ارتفاع أعداد الإصابات سببه عدم الإقفال في تلك الفترة”.

وأضاف “أعداد المرضى مرتفعة في المستشفيات وأقسام الطوارئ، بالإضافة إلى وجود مرضى تتم معالجتهم في المنازل من خلال ماكينات الأكسجين لكن بعضهم يتطلب نقله إلى المستشفى مجددا”.

وعكس بعض الدول، لم يتخذ لبنان إجراءات احترازية مشددة للحد من التجمعات والاختلاط خلال فترة الأعياد لاسيما ليلة رأس السنة، إذ سمحت السلطات بالحفلات الفنية في المطاعم والملاهي الليلية على الرغم من الانتقادات.

وأشار الحلو إلى أن “القدرة الاستيعابية للمستشفيات وصلت أقصاها”، معربا عن “خشيته من الوصول إلى مرحلة معالجة المصابين في مرأب السيارات أو ممرات المستشفيات كما حصل في بعض الدول”.

والسبت الماضي قال نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، إن جميع أسرة المستشفيات الخاصة امتلأت ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المصابين بكورونا.

Thumbnail

ومستشفى الروم في بيروت هو أحد المستشفيات الخاصة التي امتلأت بالمرضى، إلا أن فريقه الطبي يقوم بتحويل عيادات خاصة إلى غرف لاستقبال التوافد المتزايد لمرضى كورونا، بحسب ما تقول المسؤولة عن الممرضات.

وأضافت مسؤولة وحدة العناية بمرضى كورونا نتالي، التي طلبت عدم ذكر اسمها كاملا، “لم تعد هناك أسرة شاغرة في العناية المركزة، فأحيانا نقوم بتقديم الإسعافات الأولية للمرضى الذين يتوافدون إلى حين شغور إحدى غرف العناية المركزة أو إلى حين نقلهم إلى مستشفى آخر”.

وأردفت “لكن، للأسف المستشفيات الأخرى ليست أفضل حالا”. وأشارت نتالي أن “قوارير الأكسجين التي تستخدم لإنعاش المرضى بدأت تنفد في المستشفيات، وهناك صعوبة في تأمينها”، مضيفة أن “بعض المرضى الذي يعالجون في منازلهم لا يستطيعون تأمين قارورة أكسجين بسبب غلاء سعرها”.

وقالت “لا يمكن الاستمرار على هذا النحو، يجب على الناس أن تتنبه وتلتزم الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي”. وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الجمعة أن الجيش اللبناني سيبدأ بتوزيع مبلغ 400 ألف ليرة كمساعدة للعائلات الأكثر احتياجا.

وعمقت جائحة كورونا من أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990) في لبنان، وأدت إلى تدهور قيمة الليرة مقابل الدولار وانخفاض القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.

'