امريكا سترسل قوات خاصة لـ سوريا ومساعي لعقد هدنة بعد محادثات سلام – مصدر24
امريكا سترسل قوات خاصة لـ سوريا ومساعي لعقد هدنة بعد محادثات سلام

امريكا سترسل قوات خاصة لـ سوريا ومساعي لعقد هدنة بعد محادثات سلام

كشفت الولايات المتحدة يوم الجمعة عن خطط لإرسال أول قوات أمريكية على الأرض إلى سوريا في القتال ضد تنظيم داعش وقالت إن عشرات من عناصر القوات الخاصة سيُرسلون كمستشارين لفصائل تقاتل التنظيم المتشدد.

وأعلنت واشنطن نبأ القوة البرية الصغيرة قبيل دعوة 17 بلدا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لهدنة في عموم سوريا خلال محادثات بفيينا حضرتها إيران للمرة الأولى منذ بدأ الصراع في عام 2011 وهي الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المشاركون في اجتماع فيينا وبينهم الولايات المتحدة وروسيا إن “خلافات جوهرية لا تزال توجد بين المشاركين إلا أنهم توصلوا لتفاهم مشترك على.. تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب” وقالوا إن الوزراء سيعودون للاجتماع خلال أسبوعين.

وفي إشارة نادرة لتقدم دبلوماسي لمحت إيران يوم الجمعة إلى أنها تفضل مرحلة انتقالية في سوريا مدتها ستة أشهر تعقبها انتخابات لتحديد مصير الرئيس بشار الأسد وهو اقتراح طرح في محادثات السلام كتنازل لكن خصوم الرئيس يرفضونه ويقولون إنه حيلة لإبقائه في الحكم.

وبالإضافة لمصير الأسد الذي قالت الوفود إنها لا تتوقع حدوث أي انفراجة فيه فإن نقاطا عالقة لا تزال قائمة منذ فترة طويلة تشمل معايير تحديد الفصائل المعارضة التي ستعتبر إرهابية ومن سيتم إشراكها في العملية السياسية.

وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون إن القوة الخاصة صغيرة العدد ستعمل في سوريا مع فصائل “معارضة معتدلة” محلية للقتال ضد الدولة الإسلامية وإنها يجب عدم اعتبارها مهمة قتالية.

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في واشنطن “الرئيس أوضح بجلاء أنه لن يكون هناك حل عسكري للمشاكل التي تعصف بالعراق وسوريا. هناك حل دبلوماسي.”

وقال أيضا إن مهمة القوات الخاصة ستتمثل في “تدريب وإرشاد ومساعدة” الفصائل المحلية.

وأضاف موضحا أن عدد القوات سيكون أقل من 50 جنديا “أعتقد أننا لو كنا نهدف لتنفيذ عملية قتالية فلربما كنا سنرسل أكثر من 50 جنديا على الأرض.”

ويمثل الإعلان تغييرا في سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وتستهدف واشنطن تنظيم داعش بغارات جوية منذ أكثر من عام منذ استولى التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من شرق سوريا وشمال العراق وأعلن قيام خلافة إسلامية لجميع المسلمين. لكن رغم إقرارها بتنفيذ غارات بقوات خاصة في سوريا في الماضي فإنها لم تنشر قوات هناك.

وفيما يخص سوريا يمثل هذا جزءا مما سماه مسؤولون أمريكيون استراتيجية مزدوجة تتمثل في زيادة الدعم للفصائل التي تصفها بأنها “معارضة معتدلة” وتقاتل الدولة الإسلامية مع العمل دبلوماسيا لإزاحة الأسد من السلطة.

* طهران ربما تكون “مستعدة لتقديم تنازل”

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في فيينا إن توقيت الإعلان الذي تزامن مع انعقاد الاجتماع في العاصمة النمساوية كان محض مصادفة وإن تحركات السلام ستتواصل.

وأضاف كيري “لا يمكن أن نسمح للخلافات بالوقوف في طريق الحل الدبلوماسي المحتمل.”

وقلب قرار روسيا قبل شهر بالانضمام للصراع في سوريا بقصف خصوم الأسد موازين استراتيجية الولايات المتحدة وحلفاءها رأسا على عقب. ويقول الأمريكيون وحلفاؤهم إن رحيل الأسد ضروري لأن وجوده يعقد جهود الحرب ضد الجهاديين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في فيينا إن قرار الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سوريا سيزيد من أهمية التعاون بين القوات المسلحة للبلدين.

وتقول روسيا التي بدأت قصف مواقع في سوريا قبل شهر إنها تستهدف فقط الدولة الإسلامية. لكن الغالبية العظمى من غاراتها أصابت فصائل أخرى تعارض الأسد بينها من يدعمه الأمريكيون.

ولأربع سنوات استبعدت إيران من مؤتمرات سلام دولية بسبب رفضها مقترحا أيدته الأمم المتحدة لتحقيق انتقال للسلطة في دمشق.

لكن طهران ربما عدلت موقفها بطريقة قد تخلق أرضية لتسوية وسط مع دول غربية.

ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد الإيراني في المحادثات بشأن سوريا قوله يوم الجمعة “إيران لا تصر على بقاء الأسد في السلطة للأبد.”

وقال مسؤول كبير بالمنطقة مطلع على الموقف الإيراني إن الأمر قد يصل إلى حد الكف عن دعم الأسد بعد المرحلة الانتقالية.

وقال المسؤول لرويترز “المحادثات تدور كلها عن الحلول الوسط وإيران مستعدة للتوصل لحل وسط بقبول بقاء الأسد ستة اشهر… بالطبع سيرجع تحديد مصير البلاد للشعب السوري.”

* التزام مهم؟

لكن خصوما للأسد قالوا إن مثل هذا الاقتراح لا يرقى لكونه تنازلا جديدا من جانب طهران لأن انتخابات جديدة قد تبقي الأسد في السلطة وهو الذي حققت حكومته نصرا سهلا في انتخابات جرت العام الماضي.

وقال أبو غيث الشامي المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام المعارضة والتي تقاتل في الجنوب إن مشاركة الأسد في انتخابات أمر غير واردة “فمصير الأسد وكل المجرمين يجب أن يتحدد في المحكمة بعد المذابح التي ارتكبها هو ومن معه في حق الشعب السوري.”

ومهما يكن من أمر فإن التزاما من جانب إيران بتحديد فترة زمنية لمرحلة انتقالية قد يعتبر تعاملا جديدا ومهما من قبل أحد أوثق حلفاء الأسد الأمر الذي قد يتيح أساسا محتملا لمساع دبلوماسية في المستقبل.

وانهارت كل المساعي السابقة لإيجاد حل دبلوماسي لحرب سوريا الأهلية بسبب إصرار الولايات المتحدة وقوى أوروبية ودول عربية وتركيا على موافقة الأسد على التخلي عن السلطة.

وخلقت مشاركة روسيا في الصراع لصالح الأسد حافزا جديدا لتدشين مساع دبلوماسية لإنهاء الحرب التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وتسببت في نزوح أكثر من عشرة ملايين من منازلهم. ويبدو أن الدول الغربية التي دعت إلى تنحية الأسد عن السلطة بدأت تتقبل أنه لا يمكن تنحيته بالقوة العسكرية.

وفي أحدث تطور في ساحة المعارك قالت مجموعة إنقاذ تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إن أكثر من 57 شخصا قتلوا في هجوم صاروخي للقوات الحكومية على سوق في بلد بالقرب من دمشق.

 

 

المصدر:رويترز

'