امريكا “منزعجة” من انتقادات الزعيم الاعلى الايراني بعد الاتفاق النووي – مصدر24
امريكا “منزعجة” من انتقادات الزعيم الاعلى الايراني بعد الاتفاق النووي

امريكا “منزعجة” من انتقادات الزعيم الاعلى الايراني بعد الاتفاق النووي

قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنها منزعجة للغاية من العداء الذي أبداه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لها بعد توقيع الاتفاق النووي وفيما سعى وزيرا خارجية البلدين لتهدئة المعارضة للاتفاق من ساسة متعصبين بالداخل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الخطاب الذي ألقاه خامنئي يوم السبت وتوعد خلاله بتحدي السياسات الأمريكية في المنطقة رغم الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي “مزعج للغاية”.

وقال كيري في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية أذاعت القناة مقتطفات منها يوم الثلاثاء “لا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت سوى بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره.. هذه هي سياسته.”

وتابع “لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تصدر في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية.” وأبلغ خامنئي أنصاره يوم السبت أن السياسات الأمريكية في المنطقة تختلف “180 درجة” مع سياسات إيران خلال خطاب ألقاه في مسجد بطهران وسط هتافات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”.

وبموجب الاتفاق الذي أبرم في فيينا الأسبوع الماضي ستفرض قيود طويلة الأجل على برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه كان يهدف لإنتاج قنبلة نووية لكن تقول الجمهورية الإسلامية إنه سلمي. وفي المقابل سترفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن طهران. ووقع الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.

وكان الاتفاق انجازا سياسيا كبيرا للرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني لكن يتعين على الزعيمين أن يقنعا المتعصبين الأقوياء بالداخل بالاتفاق في البلدين اللذين سادت بينهما العداوة لعقود ويشيران لبعضهما البعض ب “الشيطان الأكبر” وعضو في “محور الشر”.

وفي حالة إيران ينبغي أن ينال الاتفاق موافقة نهائية من مجلس الأمن القومي ثم خامنئي الذي امتنع حتى الآن عن إصدار حكم نهائي فيما قال إنه ينبغي إخضاع نص الاتفاق للتدقيق.

أما في الولايات المتحدة فقد اصطف الجمهوريون الذين يهيمنون على الكونجرس ضد الاتفاق لكن أوباما يقول إنه سيستخدم حق النقض للتصدي لأي رفض من الكونجرس.

اما في الولايات المتحدة فقد اصطف الجمهوريون الذين يهيمنون على الكونجرس ضد الاتفاق لكن أوباما يقول إنه سيستخدم حق النقض للتصدي لأي رفض من الكونجرس.

كما عهد إلى كيري أيضا بمهمة إقناع حلفاء أمريكا المتشككين في المنطقة بالاتفاق. وتعارض إسرائيل الاتفاق بشكل قاطع بينما تنتاب حلفاء سنة مثل السعودية شكوك في أن الاتفاق يصب في صالح غريمتهم الشيعية التي يتهمونها بإشعال الصراع الطائفي في المنطقة.

وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إن خطاب خامنئي تضمن “إشارات توحي باستمرار إيران في التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.”

وأضاف في تعليقات نقلتها عنه وكالة الأنباء السعودية إن تلك التصريحات “لا تساعد على بناء الثقة لعلاقات تعاون تقوم على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.”

ووصف دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية معارضة إسرائيل للاتفاق بأنها “خلاف كبير” مع واشنطن حول “ركيزة أساسية للسياسة الخارجية” لكنه في نفس الوقت سعى للتهوين من شأن الخلاف مع أقرب حليف لإسرائيل.

وقال “كل ما يمكن أن تفعله في هذه المواقف أن تقول وجهة نظرك .. أن تقول الحقيقة” مضيفا أنه يجب التعامل مع الخلاف “بطريقة حذرة للغاية” و”باحترام متبادل”.

* ظريف يدافع عن الاتفاق

وكانت كراهية الولايات المتحدة واحدة من المبادئ الرئيسية للنظام السياسي القائم في إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. لكن سكان إيران البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة انتخبوا روحاني بأغلبية ساحقة في 2013 بعدما تعهد بإنهاء العزلة الدبلوماسية للبلاد.

وفي الوقت ذاته لم يوجه خامنئي انتقادات شديدة قد تؤدي لنسف الاتفاق وتمنع رفع العقوبات التي يتلهف المواطن الإيراني العادي على رؤية تطبيقها.

لكن الحرس الثوري الايراني والمتشددين بدأوا في انتقاد الاتفاق بشكل مباشر فهاجموا قرارا أقره مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الاثنين يتبنى الاتفاق.

وربما يحاولون إقناع خامنئي برفض الاتفاق بالقول إنه انتهك الخطوط الحمراء التي حددها ولا سيما البنود التي تبقي على القيود السارية على نشاط ايران في تطوير الصواريخ البالستية ومشترياتها من السلاح من الخارج.

وقال ظريف للنواب إن قرار الأمم المتحدة اقتصر على تقييد تطوير الصواريخ المصممة لحمل رؤوس نووية وأضاف أن هذا لن يؤثر على برنامج الصواريخ الايراني لأن ايران ليس لديها برنامج لتطوير صواريخ نووية.

ونقلت وكالة تسنيم للانباء عن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري قوله يوم الاثنين إن بعض بنود مشروع قرار مجلس الأمن تجاوزت بوضوح الخطوط الحمراء التي رسمتها الجمهورية الاسلامية خاصة ما يتعلق منها بالقدرات العسكرية لايران.

وكسر علي أكبر ولايتي وهو مستشار كبير لخامنئي للشؤون الخارجية صمتا طويلا يوم الثلاثاء وقال إن الاتفاق “لا يخلو من الأخطاء” لكنه لم يرفضه بشكل قاطع.

ونسب إليه القول في موقع الزعيم الأعلى على الانترنت “لا أحد يمكنه أن يحدد لنا أي الاسلحة نمتلك.. وباستثناء الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ستواصل إيران صنع كل أنواع الصواريخ والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ والدبابات وغيرها من المعدات المدرعة التي تحتاجها.”

أعمال كالمعتاد؟

ويدفع احتمال رفع العقوبات الشركات لوضع خطط للعودة إلى إيران.

وفي باريس قال لوران فابيوس الذي سيكون أول وزير خارجية فرنسي يزور إيران في 12 عاما إن موقف فرنسا المتشدد من إيران خلال المفاوضات النووية لن يضر شركاتها عندما تعود لإيران بعد رفع العقوبات.

وتبنت فرنسا أحد أكثر المواقف تشددا بين القوى الست الكبرى التي ناقشت الاتفاق رغم التاريخ الطويل لعلاقاتها التجارية والسياسية والاجتماعية مع إيران.

وقال فابيوس في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية “صحيح أن فرنسا كانت صارمة للغاية… هل ستتم معاقبة الشركات الفرنسية؟ إجابتي هي لا.. لأنه في الماضي كان لنا وجود مهم في إيران. ما لنا (من خبرة) في الكثير من المجالات ممتاز والإيرانيون جادون. أنتم تعرفون السياسة الخارجية وأعتقد أنكم لا تخسرون شيئا من احترام الآخرين لكم.”

وكانت شركات فرنسية مثل بيجو لصناعة السيارات وتوتال النفطية من كبار اللاعبين في السوق الإيرانية لكن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على طهران عام 2011 أبعدت هذه الشركات عن السوق الإيرانية.

المصدر:رويترز

'