اهل #الغوطة : لن ننسى مجزرة الكيميائي ولن نسامح – مصدر24

اهل #الغوطة : لن ننسى مجزرة الكيميائي ولن نسامح

في الذكرى الأولى لمجزرة الكيميائي التي ارتكبها نظام الأسد في الغوطة يحاول سكان معضمية الشام والناجون من المجزرة لملمة جراحهم أملا في رسم حياة جديدة بلا كيميائي وبلا أسد، مؤكدين أنهم أبدا لن ينسوا ولن يسامحوا.

لم يكن تحديد نسرين (18 عاما) موعد زفافها -عشية الذكرى الأولى لمجزرة الكيميائي التي ارتكبتها قوات النظام السوري بمنطقة الغوطة- محض صدفة، فقد قررت الشابة -التي أجلت المجزرة موعدها مع الفرح- أن تدفن ذكراها المريرة وأن تتحدى الموت وتنظر مرة أخرى نحو مستقبل تأمل في أن يكون خاليا من الكيميائي ومن نظام الأسد، كما تقول.

وكانت نسرين قد خرجت من منزلها في 20 أغسطس/آب الماضي باتجاه مسجد الزيتونة، للاطمئنان على والدها الذي لم يعد من صلاة الفجر ظنا منها أن القصف المعتاد قد توقف، وما هي إلا أمتار حتى سقطت متأثرة بفعل الغاز الكيميائي الذي كان منتشرا بالهواء.
وبينما كان جثمان والدها في طريقه إلى “تربة الشهداء” بمعضمية الشام مع نحو 69 آخرين سقطوا في المجزرة، كانت نسرين قد نقلت مع غيرها من المصابين بغاز السارين لمشفى داريا الميداني بعد أن دخلت في غيبوبة استمرت لأيام.

ذكرى صعبة
وبعد نحو ثمانية أسابيع تمكنت الشابة من استعادة صحتها والتعافي من آثار الغاز على جهازيها التنفسي والعصبي، فكانت رؤية والدها هي أول مطلب لها غير أن دموع أمها أخبرتها بما حاولت الأم إخفاءه.
تقول نسرين “سألت والدتي عن أبي، فأجابتني بارتباك معللة غيابه بأنه مشغول، لكن عندما بدأت في البكاء عرفت أنني فقدت والدي للأبد”.
وتضيف “لم نتوقع أن يقصفونا بالغاز، لقد اعتقدنا أنها قنابل تقليدية، ظننت أن صوت الناس في الجوار وحالة الهلع كانا جراء قصف تقليدي، وخشيت أن يكون قد أصيب والدي المسن فخرجت باتجاه المسجد على الفور”.
ولا تتذكر نسرين شيئا مما حدث سوى أنها أصيبت بدوار، ثم وجدت نفسها في غرفة الإنعاش بين غيبوبة ويقظة، فيما كانت تقوم والدتها بخدمتها طوال فترة العلاج.
ووفقا لرغبتها شاهدت فيلما تسجيليا خلال فترة علاجها بالمشفى الميداني -كان من بين وثائق فريق الجزيرة نت في ريف دمشق خلال ذروة الحصار على مدينة معضمية الشام- فاكتفت بالتعليق على المشاهد بقولها “تنذكر وما تنعاد”.

جهد كبير
أمجد العبار -أحد الأطباء الذين أشرفوا على متابعة حالة نسرين- يتذكر جهود الفرق الطبية التي واجهت ظرفا استثنائيا خلال هذه المجزرة.

ويقول العبار “عالجنا عشرات الحالات التي تأثرت بغاز السارين بكثير من الجهد، كانت الجثث والإصابات تغص بصالة المشفى والممرات، وكانت نسرين واحدة من الحالات الصعبة التي واجهتنا لأنها تضررت بشدة من الغاز”.
وعن قدرة المشفى الميداني على احتواء تلك الحالات يقول الطبيب “لقد تعرضنا قبل مجزرة الكيميائي بمعضمية الشام لقصف مشابه في 24 أبريل/نيسان من السنة نفسها، ولجأنا على الفور لإجراء دورات تدريبية على مثل هذه الحالات، ورغم ذلك استقبلنا أعدادا تفوق القدرة الاستيعابية للمشفى”.
واكتست بعض الجدران باللون الأصفر -من ساحة التربة وسط المدينة حتى جامع الزيتونة- في إشارة رمزية للذكرى، وعلق ناشطون لافتات عليها عبارات تشدد على حق الضحايا.

لن ننسى
ويؤكد أبو ناصر المعضماني -في حديث هاتفي – على ضرورة أن يعترف النظام بجريمته أمام المجتمع الدولي ويعوض ذوي الضحايا، مضيفا أن الهدنة الموقعة مع النظام “لا تعفي من المطالبة بحقنا المشروع في تعويض المتضررين وذوي الضحايا”.
وأوضح -ابن المدينة التي تعرضت للقصف الكيميائي- أن بعض ناشطي الجمعيات المدنية طالبوا المجلس المحلي للمدينة بوضع بند “تعويض ذوي الضحايا على رأس أعمال لجنة الإشراف على المصالحة”، غير أن تلك المطالب “تلاشت وتبخرت بين الوعود والمبررات”، وختم حديثه قائلا “لم نسامح ولن ننسى”.
المصدر : الجزيرة نت

'