بعد ألف عام على الانشقاق الكبير بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، السياسة مازالت تحكم الدين – مصدر24

بعد ألف عام على الانشقاق الكبير بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، السياسة مازالت تحكم الدين

يواجه العالم الأرثوذكسي خطر الانقسام بعد اعتراف بعض الأساقفة وكبار الكهنة بالكنيسة الأوكرانية المنشقة عن الكنيسة الروسية، رغم التحذيرات التي أطلقتها بطريركية موسكو بأنها ستقطع الشراكة الكنسية مع كل بطريرك أو أسقف يعترف بالتجمعات الانشقاقية في أوكرانيا، معتبرة ذلك يضفي شرعنة على الانقسام ومباركة لخطوة خروج الكنيسة الأوكرانية من تحت وصايتها الدينية.

 

القاهرة – بعد ألف عام على الانشقاق الكبير بين كنائس الشرق والغرب (1045)، ظهر تصدع جديد في العالم الأرثوذكسي بعد أن اعترفت بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس رسميا بالكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، لتصبح بذلك الكنيسة الثالثة التي تعترف بالاستقلال الذاتي لكنيسة أوكرانيا، بعد كنيسة اليونان وبطريركية القسطنطينية المسكونية.

وذكر البابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك كنيسة الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، خلال زيارته الرعوية لقبرص وأثناء ترؤسه القداس بكنيسة القديس يوحنا الرحوم، اسم المطران أبيفانيوس، رئيسا للكنيسة الأوكرانية من بين الكنائس الأرثوذكسية الجامعة والمنشأة حديثا.

تعد هذه المرة الثانية خلال شهر نوفمبر التي يذكر فيها بطريرك الإسكندرية اسم أبيفانيوس أثناء القداس تأكيدا على الاعتراف بكنيسته. وكانت المرة الأولى خلال قداس في كنيسة رؤساء الملائكة بالقاهرة.

مثّل اعتراف ثيؤدوروس بـ”الكنيسة المنشقة” صدمة للكنيسة الروسية، التي يزيد عدد أتباعها عن 125 مليون أرثوذكسي حول العالم، بسبب تغيّر موقفه من التأييد المطلق لها ورفضه المعلن لخروج كنيسة أوكرانيا من تحت الوصاية الدينية لموسكو، إلى الاعتراف بها ككنيسة مستقلة.

ووصفت شعورها تجاه الحدث بـ”الحزن العميق” مشيرة إلى أنه لن يتم ذكر اسم بطريرك الإسكندرية أثناء إقامة القداس من جانب البطريرك الروسي، كما هو الحال مع أسقف الكنيسة اليونانية وبطريرك القسطنطينية، ومن المتوقع أن يتخذ قرارا بحذف اسمه أيضا من لوائح الكنيسة الروسية ووقف الشراكة معه في الأسرار المقدسة كسابقيه.

وتطرح هذه التطورات العديد من التساؤلات عمّن يقف وراءها. وهل هناك قوى خارجية تدفع لصالح أوكرانيا على حساب كنيسة موسكو، ولمصلحة من شقّ صف الأرثوذكسيين في العالم. وهل ستتحقق رؤية رومان لونكين، الباحث في الشؤون الكنسيّة في الأكاديمية الروسية للعلوم بأن القطيعة مع القسطنطينية تشي بظهور عالمين أرثوذكسيين متناحرين؟

موقف متباين

انقسامات ستغلط الديني بما هو سياسي
انقسامات ستغلط الديني بما هو سياسي

يعتبر الخبراء أن ما يحدث اليوم هو تبعات للهزة الكبرى أو ما سمي بـ”الانشقاق الكبير”، الذي حدث بين الأرثوذكس والكاثوليك، نتيجة انقسام الإمبراطورية الرومانية بين القسم الشرقي البيزنطي وعاصمته القسطنطينية والقسم الغربي وعاصمته روما. وفي القرن السادس عشر شهدت المسيحية انقساما جديدا قاد لبنته الأولى الإصلاحي مارت لوثر، وانتهى إلى حروب البروتستانت والكاثوليك.

واليوم، يطل التاريخ برأسه، مهددا بانقسام جديد تلعب فيه السياسة أيضا دورا. وبدأت التصدّعات تظهر بعد ما عقد رجال الدين الأرثوذكس في 2018 مجمّعا واسعا في كييف لاتخاذ قرار تاريخي بإقامة كنيسة بأوكرانيا مستقلة عن روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم.

واعترفت بالكنيسة الأوكرانية بطريركية القسطنطينية في منتصف أكتوبر 2018، وتم منح الاستقلال الذاتي للكنيسة الأوكرانية منهية بذلك 332 عاما من الوصاية الدينيّة الروسيّة عليها ومتجاهلة خطر تأجيج الانقسام داخل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

كان ذلك التاريخ فاصلا للأرثوذكس، وأصبحت الكنائس تصنف طبقا لأي جناح تنضم؛ لموسكو برئاسة البطريرك كيريل، ولديها العدد الأكبر من المؤمنين وتتحكم بقدر ضخم من الثروة والسلطة، أم القسطنطينية المسكونية بقيادة برثلماوس الأول، وتتمتع بالشرعية كونها أول بطريركية في التاريخ والزعيم الروحي لنحو 300 مليون أرثوذكسي في العالم.

تعد كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر من الطوائف الدينية المسيحية الصغيرة نسبيا، حيث لا يتجاوز عدد المنتمين إليها في عموم أفريقيا، حسب إحصاءات رسمية، نحو نصف مليون نسمة، وفي مصر يقدر عدد المنتمين إليها بـ25 ألفا، ويقع مقرها الرئيسي بمدينة الإسكندرية، وتتبع الكنيسة اليونانية وتشترك معها بالكثيرِ مِن الطقوس وتصلي بلغتها.

وجاء قرار ثيؤدوروس الثاني، الذي يرأس الكنيسة منذ عام 2018، مفاجئا حيث ربطته علاقة جيدة بكنيسة موسكو. وسبق أن انضم لقائمة الرافضين لمنح الاستقلال الذاتي للكنيسة الأوكرانية. وطالب بالصمود في وجه الانشقاق، مشددا على أنه “لا يجب الاستسلام للضغط السياسي، فعندما تنقسم الدول، ثم الكنائس، فهذا ليس جيدا”، فالسياسيون لديهم أسبابهم وتعليماتهم والتزاماتهم المتغيرة ويمرّون، بينما الكنيسة باقية، وسعى إلى القيام بوساطة من أجل عقد لقاء أرثوذكسي عام لإيجاد حلّ للأزمة يحول دون تشرذم العالم الأرثوذكسي وتعميق الانشقاق داخل أوكرانيا.

لكن تبدّل موقف ثيؤدوروس الثاني للنقيض التام، وولى وجهه من موسكو إلى القسطنطينية. وظهر في لقاء مع التلفزيون اليوناني RIK أثناء زيارته الرعوية إلى قبرص، واعترف بالكنيسة الأوكرانية المستقلة، واصفا ذلك بـ”القرار الصعب جدا”، الذي جاء بعد صلوات كثيرة وتمت مناقشته مع جميع رؤساء كهنة البطريركية، قائلا “لا، لن ننقسم، وفي النهاية، سنجلس مع بعضنا، خوفا من الله وحبنا لحل المشكلة.. الكنيسة التي تريد الحكم الذاتي يجب أن تحصل عليه، ومن تلقاء أنفسهم سيرون أنه لا فرق”.

طرح هذا التحول المفاجئ والمتناقض لبطريرك الروم الأرثوذكس علامات استفهام، فكيف يمكن لرجل دين مسؤول أدان الانشقاق الأوكراني ودعم الكنيسة الشرعية أن يغير موقفه، والمفترض أن رجال الكهنوت ثابتون على مواقفهم. وهل اعترافه بالكنيسة الأوكرانية سيقود إلى حل الأزمة الكنسيّة على صعيد العالم الأرثوذكسي، أم سيعمقها؟

لا يتفاءل المراقبون تجاه الوضع الحالي، وتوقعوا أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الانقسامات وتحولات بعض الكنائس المحلية، التي لم تعبّر عن انحيازاتها حتى الآن، لتسير على نهج الكنيستين المصرية واليونانية وتنحاز للجانب الأوكراني.

يقول أحد القساوسة (طلب عدم ذكر اسمه) إن قرار ثيؤدوروس يؤدي إلى بروز خلافات وتصدّعات داخل بطريركية الإسكندرية بين مؤيدين ومعارضين، حيث يعد بالنسبة إلى البعض قرارا دينيا، في حين يؤكد آخرون أنه مخالف لقواعد الكنيسة، لأنه قرار غير مجمعيّ، فالمجمع المقدس لهذه الكنيسة أنهى أعماله في 10 أكتوبر الماضي دون إعلان اعترافه بالكنيسة المستقلة، ومرجح أن قساوسة كنيسة الإسكندرية أُبلغوا بمضمونه بعد اتخاذه.

ويشير إلى أن تصريحات ثيؤدوروس خلال زيارته لقبرص ستفتح الباب أمام الكنائس الأخرى للاعتراف بما قامت به القسطنطينية، ما يضيق الخناق على الكنيسة الشرعية هناك ويعمق الانقسام داخل هذا البلد.

ويشرح لـ”العرب”، أنه تقاطعت في الآونة الأخيرة عوامل سياسية وكنسية لإشعال الأزمة الحادة بين بطريركية موسكو وعموم روسيا والقسطنطينية، وبالرغم من أن الأزمة الروسية الأوكرانية تبدو عنوانا تدور حوله الانقسامات لكن للأزمة جوانب أخرى تمتد جذورها في عمق التاريخ، متجاوزة موسكو ــ كييف.

الدين على مذبح السياسة

البابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك كنيسة الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس: "الكنيسة التي تريد الحكم الذاتي يجب أن تحصل عليه"
البابا ثيؤدوروس الثاني، بطريرك كنيسة الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس: “الكنيسة التي تريد الحكم الذاتي يجب أن تحصل عليه”

ما يحدث من انقسامات يرتبط بدور البطريركية القسطنطينية في العالم الأرثوذكسي اليوم واستثمار سلطتها المعنوية، بوصفها كنيسة مسكونية، لتعزيز نفوذها المباشر على الكنائس الأرثوذكسية حول العالم. ويبدو أن القسطنطينية وجدت ضالتها من خلال اللعب على وتر الانشقاقات بالضغط على أكبر عدد من الكنائس التابعة لها بما تملكه من سلطة روحية لتأييد قراراتها، وبذلك تستعيد مكانتها وتعزل كنيسة موسكو وتقلص الدور المتصاعد لها وتفتّتها إلى كنائس قومية.

اعتراف بطريركية الرّوم الأرثوذكس بالكنيسة التي تعتبرها موسكو “منشقة” فتح باب التكهنات بأزمة وشيكة بين كنيستي مصر وروسيا، ودارت حوارات في الغرف المغلقة أنه تم تحت ضغط كنسي وسياسي داخليا وخارجيا لفك العزلة التي تحاصر بطريركية القسطنطينية بعد قرارها منح الاستقلال الذاتي لأوكرانيا.

تناقض مواقف بطريرك الإسكندرية جعل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون صورة مركّبة يتضمن الجزء الأعلى منها صورة ثيؤدوروس الثاني يقبّل المتروبوليت (رتبة كنسيّة تمنح للأسقف) أونُفريوس أثناء زيارة الدعم التي قام بها إلى الكنيسة الشرعية عند بدء الأزمة في أوكرانيا، والنصف الآخر من الصورة بدا وكأنه مشهد ليهوذا الإسخريوطي وهو يقبّل السيد المسيح قبل تسليمه للصّلب.

يمكن قراءة الصورة المتداولة في سياق أن البعض يعتبر تغير موقف ثيؤدوروس من المنشقين خيانة للكنيسة الشرعية، وأسبابه ليست لاهوتية أو كنسية، بل مشابهة لتلك التي دعت يهوذا إلى تسليم السيد المسيح.

يؤكد بعض المهتمين بالشأن الكنسي أن البطريرك الإسكندري بدا غير سعيد خلال زيارته الحالية لقبرص، زاعمين أن اعترافه بالاستقلال الذاتي الذي منحَته القسطنطينية للكنيسة في أوكرانيا لم يكن طوعيا وعن قناعة، لكنه جاء نتيجة استسلامه لضغوط مارسها البعض عليه واستجاب لها خوفا من انقطاع الرواتب والمساعدات المالية التي تتلقاها بطريركيته. واستند هؤلاء إلى ما أثير مؤخرا وأكده المتحدث الرسمي للبطريرك بأن الكنيسة تمر بأزمات مالية، حيث أعلنت عن بيع أراض وكنائس تابعة لها لنظيرتها الأرثوذكسية، ما أدى إلى انخفاض أعداد الكنائس والمترددين عليها وما يمثله ذلك من تحدّ للوجود الأرثوذكسي اليوناني في مصر.

وألمح البعض إلى استغلال الولايات المتحدة الأرثوذكسيين بغرض الفتنة وزعزعة استقرار أكبر عدد ممكن من البلدان خاصة روسيا.

وتناقلت بعض المواقع اعتراف بطريرك الإسكندرية بالكنيسة الأوكرانية المنشقة، وقالت إنها ضربة جديدة لمصر من وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتعميق انقسام العالم الأرثوذكسي، وأن واشنطن تضغط على كنائس أرثوذكسية أخرى بغرض الاعتراف بالمنشقين ليصل تأثير انقسام الأرثوذكسيين في أوكرانيا إلى المسيحيين المصريين من الروم الأرثوذكس.

وتساءل المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، ما إذا كانت السلطات المصرية تسيطر على الأمور وتستطيع التأثير على قرار كهذا، مشيرا إلى أن القرار لا يخدم مصالح القاهرة، ولا الأرثوذكسية حول العالم، ولا حتى مصالح المسيحيين المصريين.

وكشف كيريل، بطريرك موسكو، عن انزعاجه الشديد بسبب استعداد بعض الأساقفة للاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة، وقال إن لديه معلومات موثوقة “بأن ما يحدث الآن في العالم الأرثوذكسي ليس صدفة أو موقفا اتخذه رجل دين واحد أو بعض الأساقفة بل مؤامرة تستهدف روسيا لفصلها عن العالم الإغريقي”.

تحدّث أيضا رئيس تحرير مجلة التراث الأورثوذكسي، والأستاذ في جامعة البلمند، الأب أنطوان ملكي قائلا “هذه المجموعة ليست مجموعة كنسية بل مجموعة مرتبطة سياسيا بمشروع يهمّه إحراج روسيا لأنهم لا يستطيعون إلا رؤية أن الكنيسة الروسية كجزء من السلاح الروسي، ولا يستطيعون الفصل بين الاثنتين”.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أشار، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره اليوناني في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري، إلى أن المسألة الأوكرانية ليست مسألة دينية، لكنها مسألة سياسية بامتياز. ولم يُخفِ لافروف أن الكنيسة الأرثوذكسية باتت في قلب الحرب الباردة المستجدّة بين الولايات المتحدة وروسيا، وأن إنشاء هذا الكيان كان مستحيلا لولا الدعم الأميركي المباشر، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تريد التوقف عمّا تقوم به وتحاول تعميم الانشقاق في كافة العالم الأرثوذكسي.

واقع متأزم

الكنيست الأوكرانية انفصلت عن نظيرتها الروسية
الكنيست الأوكرانية انفصلت عن نظيرتها الروسية

يتفق المفكر والباحث القبطي، كمال زاخر، مع توصيف الحدث في إطار سياسي يتعلق باستقلال الكنيسة الأوكرانية عن موسكو، ومحصورا في مستويات عليا لكنه لا يتضمن أي جانب عقائدي ولا يهدد أتباع الأرثوذكسية سواء في الشرق أو الغرب الذين سيواصلون إيمانهم على نحو عادي، والمفترض أن يظل الدين بمنأى عن الحسابات السياسية العابرة.

وعن إمكانية حدوث أزمة بين مصر وروسيا يؤكد زاخر أن مصر وكنيستها ليسا طرفا في الأزمة، وأن بيان الكنيسة الروسية موجه لبطريرك كنيسة الإسكندرية للروم الأرثوذكس، وتصادف أن اسمه متطابق مع بطريرك الكنيسة القبطية، وربما من تحدث عن أزمة لديه لبس فاسمه ثيؤدوروس الثاني وهو النطق اليوناني للاسم تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر.

وأوضح لـ”العرب”، أن تلك الكنيسة لا تخضع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية ومن ثم فهي مستقلة في قراراتها، ولا علاقة للدولة المصرية بقراراتها ورعاياها من الأجانب. وروسيا تعلم هذا، فلا محل لقيام أزمة بسببها بين البلدين، ولا يعتقد أن هناك جهة ما وراء قرارها.

ويعتبر ألكسندروس إلياس، ناشط قبطي ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس، قرار الكنيسة الروسية عدم ذكر اسم بطريركي الإسكندرية والكنيسة اليونانية في قداساتها تطورا سيئا في العلاقة بين الكنائس، يلوح منه خطر الانفصال بين الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، متوقعا أن تتأثر وحدة العالم المسيحي الأرثوذكسي سلبا بسبب ما يحدث، وهناك قساوسة اعترفوا بالكنيسة الأوكرانية ويراهنون على عامل الوقت لتغيير موقف بعض الكنائس.

ويذهب في هذا السياق بطريرك الإسكندرية الذي يرى أن اعتراف كنيسته بالاستقلال الذاتي الذي منحته القسطنطينية للكنيسة في أوكرانيا يقود إلى حلّ للأزمة الحالية وليس إلى انقسام داخل الكنيسة، لكن من الممكن أن تسلك الأمور منحى مختلفا بحيث يتكرّس الانشقاق الأرثوذكسي بين كنائس تعترف بما قامت به القسطنطينية في أوكرانيا وأخرى ترفضه، ويقود ذلك إلى انشقاقات داخل الكنائس المحلية ذاتها كتداعيات محتّمة لهذا الانشقاق الأكبر.

'