تخبط داخل حكومة دياب بعد اعتراف وزيرة الدفاع بإقفال المجتمع الدولي أبوابه في وجه لبنان – مصدر24

تخبط داخل حكومة دياب بعد اعتراف وزيرة الدفاع بإقفال المجتمع الدولي أبوابه في وجه لبنان

تخبط داخل حكومة دياب بعد اعتراف وزيرة الدفاع بإقفال المجتمع الدولي أبوابه في وجه لبنان

بيروت – اعترف أحد الوزراء البارزين، للمرّة الأولى منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة حسّان دياب، بأنّ “المجتمع الدولي مقفل في وجهنا”.

وجاء الاعتراف على لسان نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا (أرثوذكسية متزوجة من سنّي) التي التقت مجموعة من الصحافيين تحدّثت إليهم عن الوضع الراهن في لبنان.

واعتبرت مصادر سياسية أن كلام وزيرة الدفاع، التي تداوم في معظم الأحيان في السراي الحكومي حيث رئيس مجلس الوزراء، عكس حالة من التخبط تعيش في ظلّها الحكومة الحالية التي تأسست قبل خمسة أشهر والتي يسيطر عليها حزب الله وتفتقد التنسيق ووحدة الموقف بين مكوناتها.

واعترفت عدرا أيضا بأن إقفال المجتمع الدولي في وجه لبنان “قرار سياسي”، مشيرة إلى أن القوى الخارجية تتذرع بـ”الإصلاحات” كي تبرر وقف المساعدات الخارجية عن لبنان.

ولم تستطع المصادر السياسية اللبنانية تحديد ما إذا كان كلام نائبة رئيس الوزراء يشير إلى احتمال استقالة الحكومة الحالية، لكنّها قالت إن المشكلة التي تواجه رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله في الوقت ذاته تعود إلى رفض سعد الحريري قبول تشكيل حكومة جديدة إلّا في ظل شروط ليس مستعدا للتراجع عنها.

القوى الخارجية تتذرع بـ"الإصلاحات" كي تبرر وقف المساعدات

وأوضحت المصادر أن هذه الشروط ليست مقبولة، على الأقل إلى حد الآن، من ميشال عون وصهره جبران باسيل، خصوصا من حزب الله المصرّ على أن يتمثّل في أي حكومة لبنانية.

في غضون ذلك عبّر وزير خارجية فرنسا عن قلق بلاده الأربعاء تجاه الأزمة في لبنان وقال إن السُخط الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.

وقال جان إيف لو دريان أمام جلسة في البرلمان “الوضع ينذر بالخطر في ظل وجود أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية تتفاقم الآن بفعل مخاطر جائحة فايروس كورونا”.

وطالب الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات حتى يتسنى للمجتمع الدولي مد يد المساعدة للبنان، مشيرا إلى أنه سيزور لبنان قريبا لإبلاغ السلطات بذلك بشكل واضح.

وزادت الضغوط الأميركية على الطبقة السياسية في لبنان في سياق خطة للفرز بين داعمي حزب الله من جهة وبين من يشتركون في الحكومة في سياق لعبة المصالح من جهة ثانية، خاصة أن استمرار سيطرة الحزب الموالي لإيران على المؤسسات اللبنانية ستُضاعف العقوبات الأميركية على البلاد.

وكشف الجدل الأخير حول تصريحات السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أن القرار اللبناني بات رهين حزب الله، وهذا من شأنه أن يشدد نزوع الإدارة الأميركية نحو زيادة الضغوط على البلد الذي يمر بأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة.

ويشير مراقبون إلى أن “التضامن” الذي يحرص عليه أقطاب السلطة الحاليون، من خلال الاجتماعات واللقاءات المتتالية بينهم، والتصريحات التي تبرئ الحكومة وتتهم قوى خارجية بتأزيم الوضع، لا يعدو كونه مجرد جرعات تسكينية للمواطن اللبناني، الذي بات يتهدده الجوع على ضوء ارتفاع صاروخي في المواد الأساسية.

وأكّدت زينة عكر أنّ الحكومة ليست حكومة شراء وقت، مشدّدة على وجوب أن “نكون يدا واحدة حتى ننجح، وإن اتّحدنا جميعنا كفريق واحد نستطيع النهوض بلبنان من دون انتظار المساعدات الخارجية”.

وشددت عكر، في لقاء مع عدد من الصحافيين، على أن الحكومة رغم كل الكلام عن استقالات “مستمرة بالعمل والإنتاج ولا خلافات داخلها”. وقالت “عندما أصل إلى مرحلة لا أستطيع فيها العمل أستقيل. نحن جئنا لنعمل ومصرون على العمل”.

'