تركيا تحذر باشاغا من دخول طرابلس بالقوة – مصدر24

تركيا تحذر باشاغا من دخول طرابلس بالقوة

أنقرة – اجتمع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس المخابرات هكان فيدان برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المدعوم من البرلمان فتحي باشاغا، وذلك في لقاءين منفصلين كشفا نية أنقرة لدعم حكومة الوحدة وتحذير خصومها من مغبة دخول طرابلس بالقوة، وفق ما نشرته صحيفة “المونتور” السبت ونقله موقع “عين ليبيا”.

وأكدت الصحيفة وفق مصادرها، أن المباحثات عقدت بشكل منفصل في مقر المخابرات التركية، حيث رفض كل من الدبيبة وباشاغا الإقامة في نفس الفندق لمنع أي فرصة للاجتماع الثنائي، ما يكشف حجم الخلافات بين الرجلين، خاصة بعد الاشتباكات الدموية في طرابلس.

وأشارت الصحيفة إلى أن فتحي باشاغا غادر الاجتماع مع المسؤولين الأتراك وهو في حالة غضب شديد، وذلك بعد تحذير نائب رئيس وكالة المخابرات الوطنية التركية عمر جيليك الأطراف المحلية من أن أي محاولة لدخول طرابلس بالقوة سيتم اعتبارها عملا عدائيا، وهو ما رفضه باشاغا واعتبره دعما لا مشروطا من قبل أنقرة للدبيبة.

وكان فتحي باشاغا أدى خلال الأشهر الأخيرة زيارات متتالية إلى أنقرة، وذلك لدفعها إلى وقف دعمها لحكومة عبدالحميد الدبيبة، حيث تعتبر أنقرة من أكثر الدول الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية.

وأشار مراقبون إلى أن فتحي باشاغا دعا مرارا الجانب التركي إلى وقف دعم ميليشيات موالية للدبيبة، خاصة وأن تركيا لا تزال تملك قوات ومرتزقة في المنطقة الغربية، وهي قادرة على التأثير في المشهد خاصة في العاصمة طرابلس.

ورغم أن باشاغا أكد مرارا أن علاقته بتركيا جيدة وهي تعود إلى سنوات مضت، خاصة إبان توليه وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، لكن يبدو أن هذه العلاقات بدأت تتأثر سلبا مع إصرار تركيا على دعم حكومة الوحدة الوطنية.

كما أدى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح زيارات متتالية إلى أنقرة، حيث التقى الشهر الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعددا من المسؤولين الأتراك للبحث في ملف الأزمة.

فتحي باشاغا غادر الاجتماع مع المسؤولين الأتراك وهو في حالة غضب بعد تحذيره من دخول طرابلس بالقوة
فتحي باشاغا غادر الاجتماع مع المسؤولين الأتراك وهو في حالة غضب بعد تحذيره من دخول طرابلس بالقوة

ورغم الانتقادات التي وجهها عقيلة صالح في مراحل سابقة للتدخل التركي، خاصة إبان جهود الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لدخول طرابلس وإنهاء سطوة الميليشيات، لكن يبدو أن رئيس البرلمان الليبي بات على دراية بحجم وتغلغل أنقرة في المشهد، لاسيما في الغرب والعاصمة.

ويبدو أن عقيلة صالح سعى لإقناع الأتراك بسحب دعمهم لحكومة الوحدة الوطنية دون المساس بمصالح أنقرة، لكنه على الأغلب لم ينجح في تحقيق مبتغاه مع إصرار الأتراك على دعم الدبيبة.

ويرى المراقبون أن تركيا قادرة، بحكم علاقاتها بمختلف أجنحة تيارات الإسلام السياسي وبما تمتلكه من قوات، على وقف القتال في طرابلس، لكن يبدو أنها لا تقوم بما يلزم في محاولة على ما يبدو لإبقاء الضغوط على مختلف القوى، وتظل بالتالي مسيطرة على كل خيوط اللعبة.

وشهدت طرابلس قبل نحو أسبوع اشتباكات دموية بين قوات فتحي باشاغا وأخرى موالية للدبيبة، أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى وسط دعوات أممية إلى وقف العنف، لم تلق آذانا صاغية من قبل مختلف القوى المتصارعة.

وقد فشل فتحي باشاغا في الإطاحة بحكومة منافسه الدبيبة، بعد أن فقدت جماعات مسلحة موالية له السيطرة على الأرض في المعركة التي تجددت ليل الجمعة وصباح السبت، مع تعيين السنغالي عبدالله باتيلي مبعوثا أمميا خلفا لستيفاني ويليامز التي أخفقت في تسوية الملف.

وسيواجه باتيلي الكثير من التعقيدات لإنهاء الخلافات السياسية والصراع العسكري مع تصاعد التدخلات الأجنبية، خاصة التركية وحالة الانقسام المزمنة.

ويرى المراقبون أن المشهد الراهن هو تكرار للأزمة التي عاشتها ليبيا خلال فترة المواجهة بين خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة السراج.

'