تصعيد يمهد لإقالة الكبير من المصرف المركزي الليبي – مصدر24

تصعيد يمهد لإقالة الكبير من المصرف المركزي الليبي

طرابلس – فتح التصعيد غير المسبوق لرئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله ضد محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، باب التكهنات بشأن ما إذا كان هذا التصعيد يمهد لاستبعاد الكبير من المنصب الذي يتولاه منذ تسع سنوات رغم إقالته من قِبَل مجلس النواب مرارا.

وتزايدت حدة هذه التكهنات مع ظهور أصوات تطالب باستبعاد الكبير وتعيين محمد الشكري مكانه، والذي كان البرلمان قد انتخبه بديلا عن الكبير في ديسمبر 2017 . واقترح عضو مجلس النواب عبدالسلام نصية، تعيين محمد الشكري محافظا لمصرف ليبيا المركزي.

وتساءل نصية في تغريدة بحسابه على تويتر “لماذا لا يتم تمكين محمد الشكري كمحافظ لمصرف ليبيا المركزي الموحد، هو حاصل على ثقة البرلمان وأدى اليمين الدستورية، وتتم معالجة مسألة عدم عرضه على مجلس الدولة من خلال تصويت المجلس على قبوله والبدء في الحوار بشأن نائب المحافظ ومجلس الإدارة؟”.

ويثير توقيت المعركة التي بدأت منذ نحو أسبوعين بين الكبير وصنع الله استغراب المتابعين، خاصة أن العملية السياسية الجارية حاليا ستقود -حسب ما هو معلن- إلى استبدال المسؤولين على رأس المؤسسات السيادية بما في ذلك مؤسسة النفط والمصرف المركزي.

ولا يستبعد متابعون أن تكون المعركة تسعى إلى الضغط على الكبير للاستقالة، لاسيما مع تواتر الأنباء بشأن وجود مساع من بعض الدول -وفي مقدمتها تركيا- لإبقائه على رأس المصرف المركزي، خاصة مع تعثر المسار السياسي.

وبدأت المعركة بين الطرفين بعدما اتهم الكبير صنع الله بإخفاء عائدات النفط، ورد عليه صنع الله بالقول إن العائدات تم تحويلها وتجميدها في مصرف ليبيا الخارجي بحسب الاتفاق الذي جرى بين السلطات في الشرق والغرب لإعادة ضخ النفط الذي كانت قبائل الشرق قد أوقفته بسبب اتهامات للصديق الكبير بالتوزيع غير العادل للثروة ومحاباة رجال أعمال محسوبين على الإسلاميين مقابل تهميش إقليم برقة.

ويرجح متابعون أن يكون تحرك صنع الله، المنحاز إلى الشرق والذي كانت تربطه علاقة قوية بالسلطات في طرابلس ألزمته الصمت عن تجاوزات الكبير طيلة هذه السنوات، عائدا إلى سعيه للبقاء على رأس مؤسسة النفط من خلال استرضاء القبائل بشهادته على الكبير.

ومن غير المعروف ما إذا كانت معركة صنع الله ضد الكبير تحظى بدعم دولي أو من قبل البعثة الأممية التي زارته رئيستها سيتفاني ويليامز قبل أسبوعين في مدينة البريقة القريبة من بنغازي.

ويرى مراقبون أن الكبير استمد طيلة السنوات الماضية الدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين عرقلتا التعامل مع المصرف المركزي في البيضاء حتى عندما كانت الحكومة الليبية المؤقتة تحظى بالشرعية الدولية بين 2014 – 2015، لكن من غير المعروف ما إذا كان مازال يحظى بهذا الدعم حاليا، وهو ما سيتضح خلال الفترة المقبلة.

وأشار تقرير لموقع “أفريكا أنتلجنس” إلى أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج يسعى للتخلص من الكبير الذي ساءت علاقته به خلال الفترة الماضية عن طريق الاستعانة بمصطفى صنع الله.

فايز السراج يسعى للتخلص من الصديق الكبير بعد أن ساءت علاقته به خلال الفترة الماضية
فايز السراج يسعى للتخلص من الصديق الكبير بعد أن ساءت علاقته به خلال الفترة الماضية

وأضاف الموقع أن “السراج يأمل في استغلال غياب أي اتفاق سياسي حول مستقبل ليبيا للحفاظ على منصبه، ويسعى إلى دعم موقفه من خلال وضع المؤسسات المالية الوطنية تحت سيطرته، بمساعدة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط”.

وتحدث التقرير أيضا عن احتمال نشوب مواجهة بين السراج ومن وصفهم بـ”حلفائه الأقوياء الإخوان المسلمين ومجتمع الأعمال المصراتي المدعوم جيدًا بالاعتمادات التي يحصلون عليها من الكبير”.

وقرر السراج أخيرا التدخل في الصراع حيث دعا الاثنين كبار المسؤولين -ومن بينهم صنع الله والكبير- إلى اجتماع طارئ الثلاثاء.

وذكر أن الاجتماع سيناقش التداعيات والآثار المترتبة على عملية تجميد الإيرادات النفطية، واقتراح الحلول الناجعة لهذه الأزمة بما يضمن تجنيب البلاد مخاطر الحرب والمزيد من التشظي والانفصال.

وهاجم صنع الله مساء الأحد الصديق الكبير وقال إن سياساته فاشلة وأضاعت أموال الليبيين المتأتية من إيرادات النفط.

وتساءل “أين ذهبت الـ186 مليارا من إيرادات النفط خلال السنوات الأخيرة والتي أحيلت إلى المصرف المركزي؟”، مضيفا “صُرف هذا المبلغ ولكن هل تحسنت معيشة الليبيين؟ هل انتهت الطوابير؟”.

وتابع “الديناصورات والقطط السمان والوحوش التي كانت لا تمتلك شيئا الآن تمتلك المئات من الملايين ووصلت إلى المليارات”، مشيرا إلى أنهم تحصلوا عليها كاعتمادات وهمية من المصرف المركزي.

وتطرق صنع الله إلى تباين أسعار صرف الدولار مقابل الدينار الليبي بين السوق الرسمية والسوق غير الرسمية، ووجه اتهاما مباشرا إلى محافظ المصرف المركزي بـ”بيع الدولار مقابل 1.40 دينار ليبي لبعض الأشخاص ثم يعاودون بيعه إلى المواطنين بأسعار متفاوتة ما بين ستة وعشرة دنانير”، متحدثا عن “إنشاء مراكز قوى”، وتوعد بالقول “لا يمكن أن يستمر هذا العبث”.

'