تفاقم الأزمة المالية يدفع الخطوط القطرية إلى تسريح الموظفين – مصدر24

تفاقم الأزمة المالية يدفع الخطوط القطرية إلى تسريح الموظفين

تفاقم الأزمة المالية يدفع الخطوط القطرية إلى تسريح الموظفين

أجبرت الأزمات الاقتصادية الخطوط القطرية على تسريح عدد كبير من العمالة جراء إغلاق الحدود وركود نشاط كامل أسطول النقل تبعا لإجراءات العزل الصحي المشددة في وقت تكافح فيه الدوحة عزلتها عن محيطها الخليجي بفعل المقاطعة العربية فضلا على انهيار الطلب العالمي على الغاز أهم أركان اقتصادها ما يقوض فرص نهوضها.

الدوحة – حذّرت الخطوط الجوية القطرية في مذكرة داخلية الثلاثاء من أنّها ستضطر لصرف عدد كبير من موظفيها بسبب انهيار حركة النقل الجوي من جرّاء جائحة كوفيد – 19.

وفي حين كانت الشركة لا تزال تشغّل في مارس رحلات إلى 170 وجهة على متن 234 طائرة، بات اليوم عدد الوجهات التي تسيّر رحلات إليها 35 فقط.

وفي منتصف أبريل الماضي توقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تتراجع عائدات شركات طيران الركاب في 2020 بنسبة 55 في المئة، أي ما يعادل 314 مليار دولار، بسبب كوفيد – 19.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخطوط القطرية قولها في مذكّرة إلى المضيفين الجويّين العاملين في الخطوط الجوية حملت توقيع الرئيس التنفيذي للشركة أكبر الباكر “الحقيقة هي أنّنا ببساطة لا نستطيع الإبقاء على الأعداد الحالية للموظفين وسنضطرّ إلى الاستغناء عن عدد كبير من الوظائف بما في ذلك في أطقم المضيفين”. ولم يحدّد الباكر في مذكّرته عدد الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم، علما بأنّ الشركة توظّف حوالي 30 ألف شخص.

وقالت الشركة في بيان إنّ الضرر الناجم عن وباء كوفيد – 19 على صناعة الطيران “لا مثيل له تسبّب في تحدّيات كبيرة لكلّ شركات الطيران، ويجب علينا أن نتّخذ خطوات حاسمة لحماية مستقبل أعمالنا”.

أكبر الباكر: سنعمل على تقديم دعمنا الكامل للموظفين

وأضاف البيان أنّه “نتيجة لذلك، بوسع الخطوط الجوية القطرية أن تؤكّد أنّ الشركة ستستغني عن عدد من الوظائف بسبب تأثير الفايروس. إنّ أيّ فقدان للوظائف هو أمر مؤسف وسنعمل بشكل وثيق مع جميع الموظفين المتضرّرين لتقديم دعمنا الكامل لهم خلال هذا الوقت العصيب”.

وكانت الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة قد حذرت من أنها ستسجل ثالث خسارة على التوالي مع انتهاء السنة المالية في مارس الماضي، قبل أن يضرب تفشي الفايروس الطلب العالمي على السفر حيث سبق وأعلنت الشركة أنها ستتكبد خسارة بسبب تداعيات المقاطعة العربية التي أغلقت بموجبها أجواء الدول المحيطة بوجه طائرات قطر وأجبرتها على البحث عن مسارات طويلة ومكلفة.

وأعلنت الشركة في فبراير الماضي عن توقيع اتفاق مع مجموعة أميركان إيرلاينز بعد خلافات طويلة. وقال محللون إن الصفقة قد تهدف للتسلل إلى تلك الأجواء الخليجية من خلال المشاركة بالرمز مع شركة طيران أميركية.

ويرى محللون أن الخطوط القطرية تحاول أن تبعث برسالة لجيرانها الخليجيين بأنها يمكن أن تجد حلولا للمقاطعة، إضافة إلى محاولة استرضاء السلطات الأميركية للمساهمة في إنهاء الأزمة مع جيرانها.

وتعتمد الخطوط القطرية بشكل أساسي على رحلات الترانزيت بسبب الحجم الصغير للبلاد كوجهة نهائية للمسافرين حيث لا يدخل ويخرج من مطارها الدولي سوى نسبة ضئيلة من المسافرين.

ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة. كما أدى إيقاف رحلات شركات الطيران السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية إلى قطر إلى إيقاف تدفق المسافرين إلى الدوحة للانتقال عبر الخطوط القطرية إلى دول الخليج الأخرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا ودول الأميركتين.

واقتصرت رحلات الناقلة القطرية إلى بعض الوجهات لإعادة المواطنين إلى بلدانهم بالتزامن مع موجة الوباء وبنسبة إشغال تقل عن نصف المقاعد، الأمر الذي يجعلها عديمة الجدوى اقتصاديا.

الشركة غير قادرة على تغطية رواتب موظفيها
الشركة غير قادرة على تغطية رواتب موظفيها

وأظهرت بيانات حكومية مطلع أبريل الماضي، انكماش اقتصاد قطر بنحو 0.6 في المئة في الربع الأخير من 2019 مقارنة مع نفس الفترة قبل عام، حيث تراجعت أنشطة التعدين والمحاجر بنحو 3.4 في المئة في الربع الأخير من عام 2019 مقارنة مع مستواها قبل عام.

كما أظهرت البيانات أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنحو 1.4 في المئة في الربع الرابع من العام الماضي مقارنة مع الربع الثالث بالأسعار الثابتة.

ويعد الاقتصاد القطري من أقل الاقتصادات تنوعا في العالم. وقد باءت جميع المحاولات لتنشيط السياحة والتحول إلى مركز إقليمي من خلال مشاريع البناء باهظة التكلفة، والتي تحولت إلى عبء بسبب انعدام الطلب عليها، بالفشل.

ويقول محللون إن اعتماد قطر المفرط على سلعة واحدة يجعلها من البلدان الأكثر تأثرا بالأزمة، خاصة في ظل تضخم إنفاقها المحلي.

وتتضح أزمة الاعتماد الشديد على عوائد صادرات الغاز في رضوخ الدوحة في الشهر الماضي لضغوط انهيار الأسعار وتعليق خطط لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 60 في المئة.

'