تقارب أنقرة وموسكو يدفع واشنطن لتعزيز دعمها لأكراد سوريا – مصدر24

تقارب أنقرة وموسكو يدفع واشنطن لتعزيز دعمها لأكراد سوريا

تقارب أنقرة وموسكو يدفع واشنطن لتعزيز دعمها لأكراد سوريا

الرئيس الروسي يؤكد أن موسكو وأنقرة، بصفتهما دولتين ضامنتين لعملية أستانة، تواصلان “جهودهما المكثفة والمنسقة من أجل إعادة الوضع في هذا البلد إلى طبيعته على أساس دائم”.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجد نفسه في مفترق طرق بين المضي قدما في صفقة أس 400 الروسية أو التخلي عنها وكلاهما خياران أحلاهما مر، ويرى مراقبون أن أردوغان يبدو مصمما على السير قدما في الخيار الأول وهو ما سيشرع الباب أمام واجهة غير متكافئة مع واشنطن، خاصة وأن الأخيرة لديها من الأوراق الشيء الكثير في هذه المواجهة لعل من أبرزها هو دعم أكراد سوريا في مشروع إقامة حكم ذاتي في شمال شرق البلاد.

موسكو  – عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا مغلقا الاثنين دام لأكثر من ساعتين وتركز بالأساس على الملف السوري، ورغبة تركيا في شن عملية عسكرية جديدة في هذا البلد تستهدف الأكراد شرق الفرات، فضلا عن الضغوط الأميركية التي تتعرض لها أنقرة بشأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية “أس 400”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أوضح قبيل الانتخابات المحلية التركية التي جرت في 31 مارس الماضي، أن سوريا ستكون أولوية مطلقة بالنسبة له خلال المرحلة المقبلة وعلى الأخص القضاء على الجماعات الكردية التي يصفها بـ”الإرهابية”.
وتعهد أردوغان مرارا بسحق وحدات حماية الشعب الكردي المدعومة من الولايات المتحدة شرقي نهر الفرات في سوريا وقال العام الماضي إن الاستعدادات استكملت لتنفيذ العملية.
ولا يعرف ما إذا كان الرئيس التركي نجح في استمالة نظيره الروسي في دعم خططه للقيام بعملية عسكرية ضد الأكراد، وما هي الإغراءات التي قدمها أردوغان لموسكو.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مع بوتين عقب الاجتماع إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع روسيا في سوريا. وأضاف “اتخذنا وسنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة (مع روسيا) في إدلب السورية، لأنه من غير الممكن التراجع”.
واعتبر أن بلاده مع وحدة الأراضي السورية.  وشدد على أن الإرهاب بغض النظر عن توجهاته فهو إرهاب، ويجب تحرير المنطقة بشكل كامل منه، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب.
من جهته قال الرئيس الروسي إن موسكو وأنقرة، بصفتهما دولتين ضامنتين لعملية أستانة، تواصلان “جهودهما المكثفة والمنسقة من أجل إعادة الوضع في هذا البلد إلى طبيعته على أساس دائم”.
وأضاف أن الدولتين تنسقان خطواتهما في سياق “تفعيل العملية السياسية الداخلية في سوريا، بما في ذلك من أجل تشكيل اللجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن”، دون الإشارة إلى معضلة شرق الفرات وكيفية معالجتها. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وتدخلت بالفعل لإخراج عناصرها من أراضي غربي الفرات في حملات عسكرية على مدى العامين الماضيين كان آخرها في عفرين العام الماضي.
ويرى متابعون أن أردوغان في وضع صعب، ورغم إيحائه لروسيا بأنه لا يزال ملتزما تجاهها سواء في ما يتعلق بصفقة “أس 400” أو بالاتفاقيات التي تم إبرامها في سوريا وعلى رأسها اتفاقية سوتشي بخصوص محافظة إدلب، إلا أن جميع المؤشرات توحي بأنه متردد ولم يحسم موقفه بعد.
الرئيس التركي سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وستكون هذه المواجهة مكلفة جدا لهالرئيس التركي سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وستكون هذه المواجهة مكلفة جدا له
ويشير المتابعون إلى أن الرئيس التركي في حال فضل الانتصار لتعاونه مع روسيا سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وستكون المواجهة مكلفة له لجهة إمكانية أن يعرض تركيا للمزيد من الهزات الاقتصادية، فضلا عن كون واشنطن ستكون في حل من أي تحفظ لدعم حلفائها الأكراد في شمال شرق سوريا في إقامة حلمهم بتأسيس حكم ذاتي أسوة بنموذج شمال العراق.
وواجهت تركيا خلال الأشهر الماضية خضات مالية كبرى ساهمت في خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم لكبرى المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة وإزمير في الانتخابات البلدية الأخيرة.
وفي حال قرر أردوغان الاصطفاف إلى جانب روسيا والإبقاء على صفقة “أس 400″ فمتوقع أن يجد نفسه في وضع اقتصادي أكثر تعقيدا. وقال بوتين خلال المؤتمر الصحافي مع أردوغان “أمام بلدينا مهام لتعزيز التعاون في المجال العسكري التقني. في المقام الأول، يدور الحديث عن تنفيذ عقد توريد منظومات صواريخ أس-400 تريومف المضادة للجو”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن “هناك مشاريع مستقبلية أخرى على جدول الأعمال تتعلق بتزويد تركيا بالمنتجات العسكرية الروسية الحديثة”.
وكان أردوغان قد تحدث في وقت سابق عن أن روسيا ستصدر لتركيا الشحنات الأولى لهذه المنظومة في يوليو المقبل.
وتحض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا على الاختيار بين منظومة الدفاع الروسية ومقاتلات أف-35 التي ترغب أنقرة أيضا في الحصول عليها. وعلّقت توريد معدّات مرتبطة بهذه المقاتلات إلى الحكومة التركية.
وسبق لواشنطن التي تخشى من تمكّن البطاريات الروسية من اختراق البيانات التكنولوجية للمقاتلات الأميركية وحلف شمال الأطلسي، أن عرضت على أنقرة صواريخ باتريوت الأميركية كبديل.
ويقول مراقبون إن عملية لي الذراع بين واشنطن وأنقرة التي ترفض التنازل تصب في صالح أكراد سوريا ومشروعهم في شمال البلاد. وفيما بدا خطوة أميركية استباقية لزيارة أردوغان إلى موسكو، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، إن مدرعتين اثنتين تابعتين لحلف شمال الأطلسي (الناتو) شوهدتا في قاعدة كوباني العسكرية شرق منطقة الفرات. ونقل المرصد عن مصادر موثوقة أن المدرعتين تابعتان لقوات حلف الناتو ودخلتا مساء الأحد عبر معبر فيشخابور “سيمالكا” بإقليم كردستان.
وأعلن المرصد عن دخول شاحنات قادمة عبر المنفذ الحدودي نفسه، تحمل على متنها مساعدات لوجستية وأخرى عسكرية وآليات وعربات، وتوزعت على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تُشاهد فيها مدرعات تابعة لحلف الناتو في المنطقة.

'