تنافس إخواني حوثي على استثارة قبائل المَهرة – مصدر24

تنافس إخواني حوثي على استثارة قبائل المَهرة

المهرة (اليمن) – دخلت جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن في ما يشبه التنافس مع جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب التجمّع اليمني للإصلاح، على استثارة أهالي محافظة المهرة بأقصى شرقي البلاد وتأليبها ضدّ السعودية، باستخدام التهويل لخبر حلول قوات بريطانية بالمحافظة.

ودعت الجماعة الخميس إلى الوقوف أمام ما سمّته “المؤامرات التي تستهدف البلاد بعد وصول قوات بريطانية إلى المهرة”.

وقال القعطبي علي حسين محافظ المهرة المعين من قبل الحوثيين “إنّ القوات البريطانية التي وصلت إلى المهرة تهدف إلى السيطرة على مواقع استراتيجية”، متّهما السعودية بالتواطؤ في ذلك.

ودعا القعطبي كافة التيارات المناهضة للتواجد الأجنبي في المهرة “إلى تعزيز وحدة الصف والتلاحم والوقوف بحزم أمام تلك المؤامرات”.

كما دعا أبناء وقبائل المهرة إلى “التصدي للمخططات التي تستهدف أمن وسيادة واستقلال اليمن”.

وكان حزب الإصلاح قد سبق الحوثيين في إثارة موضوع القوات البريطانية في المهرة، حيث طالب في وقت سابق الحكومة اليمنية بتقديم “توضيح شفاف” حول وجود قوات أجنبية في محافظة المهرة خارج إطار التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال في بيان إنّه “عقد اجتماعا طارئا واستثنائيا للوقوف أمام مستجدات الأوضاع المحلية بالمحافظة”، محذّرا من وجود قوات أجنبية خارج التحالف العربي الذي تقوده السعودية “تحت ذرائع واهية تجر المحافظة إلى فضاءات الفوضى وتمرير أجندات ومطامع وتسابق محموم ينتقص من سيادة البلد”.

وطالب الحزب “الجهات المسؤولة بالوقوف أمام مسؤولياتها وتجنيب المهرة الصراعات والنأي بها بعيدا عن التجاذبات والصراعات الإقليمية”.

كما حثّ البيان “المكونات الاجتماعية والحزبية اليمنية على استنكار ورفض كل ما من شأنه ارتهان المحافظة لمن يطمح أن يعيد مطامعه التاريخية وإعادة سيطرتها على الأرض والإنسان المهري واليمني عموما”.

جاء ذلك بعد أن ذكر موقع إكسبرس البريطاني أن قوة بريطانية، تضم أربعين فردا من عناصر القوة الجوية الخاصة، وصلت السبت إلى مطار الغيضة في المهرة.

وتابع أن القوة سيساعدها موظفون محليون متعاونون مع وزارة الخارجية البريطانية لملاحقة مرتزقة تابعين لجماعة الحوثي يعتقد أنهم المسؤولون عن الهجوم الذي استهدف مؤخرا ناقلة النفط ميرسر ستريت التي تشغلها شركة إسرائيلية، وأعلنت القيادة المركزية بالجيش الأميركي ضمن نتائج تحقيقها أنّه تمّ بطائرة مسيرة إيرانية الصنع.

واستنادا إلى ذلك اتهمت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل إيران بالوقوف خلف الهجوم الذي أودى بحياة اثنين من طاقم الناقلة أحدهما بريطاني، وهو ما نفته طهران.

ويأتي تطابق المواقف بين الحوثيين والإخوان بشأن الوضع في المهرة، ومحاولتهما معا تأليب قبائلها ضد السعودية عبر اتهامها بالمسؤولية عن وجود قوات أجنبية في المحافظة، انعكاسا لتشابه أهداف كل من الطرفين الساعيين لتركيز موطئ قدم لهما في المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي المتميّز بساحل طويل منفتح على بحر العرب.

ومنذ نهاية 2017 دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية إلى المهرة لتعزيز الأمن هناك ومكافحة عمليات التهريب، في ظل أنباء تواترت آنذاك بشأن اتّخاذ جماعة الحوثي من المحافظة محطّة أساسية لتلقي كميات من الأسلحة والذخائر والمعدّات العسكرية الأخرى المهرّبة من إيران، بما في ذلك قطع الطائرات المسيّرة التي يعاد تركيبها في صنعاء وتستخدم في استهداف الأراضي السعودية.

'