فرض تنظيم الدولة الإسلامية قوانينه وأحكامه على أهالي محافظة الرقة، فبعد أن تلونت مقاره باللون الأسود، فرضت دوريات الحسبة على النساء الرداء الأسود وتغطية الوجه، كما منع الاختلاط حتى بين أبناء العائلة الواحدة في المطاعم والحدائق العامة.
وبعد انفراد التنظيم بحكم الرقة وريفها، سن العديد من القوانين والتشريعات التي قيدت حركة الأهالي في تنقلاتهم وحياتهم اليومية، ابتداء من ذهابهم إلى الأسواق والمطاعم والرحلات، والمدارس والمعاهد، وصولا إلى السفر خارج أو داخل الرقة.
ويؤكد الناشط الإعلامي أبو الحمزة أنه بعد سيطرة التنظيم على الرقة أصبح يصدر البيانات والتشريعات، ويفرض تطبيقها على الأهالي، وهو ما ترك تحولات كبيرة في حياة وعادات الأهالي فيها.
وأضاف للجزيرة نت “أصبح اللون الأسود يغطي كل شيء بالرقة، ابتداء من مقرات التنظيم التي يتم طلاؤها باللون الأسود، إضافة إلى لباس عناصره، كما أنه فرض على النساء من أهالي الرقة ارتداء اللباس الأسود الكامل وتغطية الوجه”.
الحسبة والخنساء
وتابع “هناك انتشار لدوريات التنظيم في كل شوارع الرقة وريفها، سواء كانت كتيبة الحسبة التي تلاحق أمور المخالفات الشرعية للرجال، أو كتيبة الخنساء التي تلاحق أمور المخالفات الشرعية للنساء.
كما ينتشر السلاح في الشوارع، حيث إن كل عناصر التنظيم من رجال ونساء وأطفال يحملون السلاح في كل تحركاتهم، مما يجعل أهالي الرقة متخوفين من أي خطأ لاستخدام هذا السلاح بين المدنيين”.
ويسود توقف كامل لحركة الأسواق والتنقلات أثناء أي وقت من أوقات الصلاة حسب أبو الحمزة، الذي يؤكد أن البيع والشراء والتنقل والتواجد في الشوارع أثناء الصلاة ممنوع.
كما يشير إلى أن تنظيم الدولة “منع الاختلاط في الرحلات أو الاستجمام، حيث يلاحظ انتشار تجمعات للنساء وتجمعات للرجال كل على حدة، ويتبعها منع الاختلاط في المقاهي والمطاعم والمعاهد والمدارس، وكلها فرضت على أهالي الرقة امتناعهم عن الذهاب إلى أي مطعم أو مقهى مع توفرها في المدينة”.
وعن التغييرات التي طرأت على الحياة اليومية لأهالي الرقة في ظل حكم تنظيم الدولة، يقول أبو أحمد -أحد أهالي الرقة- إنها كثيرة، وجعلت حياة أهالي الرقة صعبة في ظل ما فرضه التنظيم من قيود منعتهم من أداء حياتهم بحرية، على حد قوله.
وأضاف للجزيرة نت “من أهم التغيرات التي شهدناها منذ سيطرة التنظيم تقييد ومنع خروج النساء دون محرم شرعي، إضافة إلى منع اختلاط الرجال والنساء في أي مكان حتى ضمن المطاعم أو المقاهي التي تحتوي على أقسام للعائلات، وحتى في الأسواق تمنع النساء من مخاطبة الرجل من أجل شراء السلعة المطلوبة”.
فصل بين الجنسين
وتابع “إن أردت أنا وعائلتي الخروج في رحلة استجمام إلى أحد الأماكن أو الحدائق العامة في الرقة وريفها، نضطر للفصل بين النساء والرجال، حيث يجلس الرجال منعزلين عن النساء دون اجتماع، مخافة محاسبتهم من قبل التنظيم بحجة الاختلاط بين العوائل”.
من جانبه، يقول أبو الهيثم -أحد عناصر تنظيم الدولة- إن التنظيم يعمل على “إخراج الناس من الظلمات إلى النور” ضمن أحكام وقوانين شرعية أصدرها التنظيم على أهالي الرقة، كما قال.
وأضاف “الأحكام الشرعية لا تقيد حرية الناس، بل تعمل على تنظيم حياتهم وجعلها متّزنة ومنظمة ضمن الشريعة الإسلامية التي فرضها الله علينا”.
وأردف “فالدولة الإسلامية أصدرت تشريعات تمنع تبرج النساء في الخروج والتنقل والسفر، وفرضت وضع الحجاب الكامل والاحتشام، ومنعت اختلاط الرجال والنساء، وفرضت الصلوات الخمس في المساجد، ومنعت البيع والشراء أثناء الصلاة، ومنعت التدخين وشرب الخمر وبيعهما وشراءهما”.
المصدر : الجزيرة نت