واعتبر عالم الآثار الغبان أن وصف هذه المنشآت الحجرية بالهياكل هو وصف غير دقيق، وقال لـ”سكاي نيوز عربية”: “هذه المنشآت الأثرية موجودة في سجلات وقواعد معلومات المواقع الأثرية بالهيئة، كما أنها مذكورة في الأعداد الأولى من حولية الآثار السعودية (أطلال)”.

وتابع: “لا تنتشر هذه الآثار في المناطق التي ذكرها الباحث الأسترالي في خيبر والعويرض فقط، بل في عدد من المناطق بالمملكة، منها جبال طويق بمنطقة الرياض، ومواقع في وادي الدواسر، وفي عدد من المواقع في المنطقة الغربية والشمالية ومنطقة عسير وغيرها”.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد ذكرت بأن عالم الآثار ديفيد كيندي، أمضى أكثر من 10 سنوات يبحث عبر شاشة حاسوبه الشخصي عن الآلاف من الهياكل الحجرية الأثرية الغامضة المنتشرة في جميع أنحاء الصحراء السعودية، ومن خلال برنامج “غوغل إيرث”، واستطاع تحديد مواقع تعود لآلاف السنين.

وأوضخ الغبان: “يعود تاريخ هذه المنشآت إلى فترة العصر الحجري الحديث المتأخر، منذ نحو 8 آلاف سنة؛ لكن الغالبية العظمى منها ترجع إلى العصر البرونزي، أي منذ 5 آلاف سنة (الألف الثالث قبل الميلاد، ويرجع بعضها إلى الألف الرابع)”.

وأشار إلى أن معظم هذه المنشآت الحجرية، مقابر لأشخاص تأخذ أشكالا متعددة، إما دائرة ويمتد منها مذنبات، أو أشكال مستطيلة أو مربعة، وأحيانا تمتد إلى مسافات طويلة جدا بحسب المكانة الاجتماعية ومستوى ثراء الشخص الذي دفن في هذا المدفن”.

وتابع: “هذه المنشآت مذكورة أيضا في القرآن الكريم، لأنها انتشرت عند قوم عاد الذين عاشوا في الألف الثالث قبل الميلاد، فحضارة عاد هي إحدى الحضارات البائدة في الجزيرة العربية، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى: ﴿ َتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾، وقد ذم الاهتمام المفرط بالقبور، لذا ذم هذه الظاهرة، فالريع في اللغة العربية هو كل مكان مشرف من الأرض أو المدخل بين الجبال، وجميع هذه المنشآت توجد على أماكن مشرفة من الأرض فوق مرتفع”.

وكشف الغبان أن علماء آثار سعوديين ودوليين قاموا مؤخرا بأعمال بحث وتنقيب في إحدى المنشآت الحجرية القريبة من الخرج بعد مسح كل المنطقة الممتدة من الخرج حتى وادي الدواسر، وتم العثور على بقايا بشرية تعود إلى 3400 سنة قبل الميلاد؛ بالإضافة إلى سيف من البرونز، وقد أعلن عن هذه المكتشفات في ملتقى آثار المملكة قبل أيام.

كما أشار إلى أن مختصين سعوديين في فترة ما قبل التاريخ، قاموا بالكثير من الدراسات حول هذه المنشآت المعمارية؛ وهناك أكثر من 500 مجموعة من هذه المنشآت مسجلة في موقع جامعة الملك كظاهرة معمارية، مبينا أن ليس كل منشأة حجرية تعتبر قبرا، فبعضها عبارة عن متاهات لصيد الحيوانات.