#تونس تبسط امنها ضد المسلحين رغم الخسائر – مصدر24

#تونس تبسط امنها ضد المسلحين رغم الخسائر

على الرغم من العمليات العسكرية المتواصلة للجيش التونسي بجبل الشعانبي، الذي يمتد على مساحة شاسعة تفوق مائة كيلومتر مربع مليئة بالغابات والكهوف والمناجم، تبقى مشكلة الألغام التي يتم زرعها تحت الأرض بطريقة يصعب التفطن إليها بالتجهيزات التي يستخدمها الجيش قائمة.

ما تزال تونس عرضة للتهديدات في ظل انفجارات الألغام بجبل الشعانبي حيث تواصل حصد مزيد من الأرواح بصفوف الجيش الذي يؤكد سيطرته على هذه المنطقة، في وقت تؤكد فيه قوات الأمن إحباطها لمخطط يستهدف تفجير عدة مناطق.
وقُتل عسكريان الجمعة الماضية عقب انفجار لغم في الجبل الواقع بمحافظة القصرين (وسط غرب البلاد) ليرتفع عدد القتلى في صفوف القوات العسكرية والأمنية إلى 34 قتيلا منذ بدء العمليات ضد المسلحين نهاية 2012.
ويقول المتحدث باسم وزارة الدفاع توفيق الرحموني للجزيرة نت إن الجيش يواجه صعوبة باكتشاف الألغام الأرضية غير التقليدية التي يزرعها مسلحون، تقول السلطات إنهم من جنسيات مختلفة يخططون لإقامة إمارة إسلامية بالبلاد.
ويقول أيضا إن الألغام المزروعة بجبل الشعانبي، الذي يمتد على مساحة شاسعة تفوق مائة كيلومتر مربع مليئة بالغابات والكهوف والمناجم القديمة، يتم زرعها تحت الأرض بأكياس بلاستيكية بطريقة “يصعب التفطن إليها بالتجهيزات التي يستخدمها الجيش”.
صعوبة اكتشاف الألغام
ويرى العميد المتقاعد من الجيش مختار بن نصر أن السيطرة على جبل الشعانبي “ليست مسألة معدات” موضحا للجزيرة نت أن كاشفات الألغام التي تشتغل بارتداد موجات مغناطيسية أو بالإشعاعات لا تستطيع أن تتفطن إلى الألغام المخبأة تحت الأرض بأوعية بلاستيكية.
ويضيف أن المسلحين قادرون على زرع لغم في مساحة عشرة سنتيمترات، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة لتفادي الخسائر البشرية في صفوف الجيش الذي كثف من عمليات تمشيط جبل الشعانبي والجبال المتاخمة له للقضاء على المسلحين.
وبالنسبة إلى الجيش التونسي والقوات الأمنية فإن ملاحقة المسلحين في الجبال أو داخل المدن هي مسألة حياة أو موت إن لم تكن مسألة شرف، خاصة بعد مقتل ثمانية جنود خمسة منهم ذبحا في جبل الشعانبي نهاية يوليو/ تموز 2013، ناهيك عن مقتل أمنيين في كمائن متفرقة.
ويقول العميد الرحموني إنه تم تعزيز القوات العسكرية في جبل الشعانبي للرفع من القدرة العملياتية لها حتى تصبح قادرة على مواجهة كل الاحتمالات في أقل وقت متاح لها، مؤكدا بسط الجيش سيطرة شبه كلية على الشعانبي والجبال المتاخمة له.
من جانبه يقول العميد المتقاعد مختار بن نصر إن انفجارات الألغام الأخيرة في جبل الشعانبي تظهر تعقب الجيش التونسي فلول المسلحين الذين يسعون -وفق رأيه- لعرقلة تقدم الجيش صوبهم من خلال تفخيخ المكان وزرع ألغام أرضية تنبههم باقتراب الجيش.
أعداد محدودة
وحول عدد المسلحين المتحصنين بجبل الشعانبي الذي يمتد إلى حدود الجزائر، يقول الرحموني “عدد الإرهابيين غير واضح ويمكن أن يتغير يوما بعد يوم” بينما يقول بن نصر إن “العدد غير مضبوط لكنه قد لا يتجاوز الثلاثين”.
ويضيف بن نصر أن هناك صلة بين المسلحين في جبل الشعانبي والعناصر المسلحة التي ألقي عليها القبض داخل مدن تونسية وآخرها مدينة مدنين الواقعة على الحدود مع ليبيا، الأمر الذي صعد كثيرا من قلق السلطات نظرا للفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا.
وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي للجزيرة نت أن قوات الأمن “ألقت القبض على 16 إرهابيا تسللوا من ليبيا وبحوزتهم ألغام وأحزمة ناسفة ومتفجرات كانوا يسعون لاستخدامها في تفجير مناطق سياحية وصناعية واغتيال شخصيات”.
وتحسب هذه العملية إلى قوات الأمن في منع تسلل المسلحين لداخل المدن، والحيلولة دون تنفيذ هجماتهم. وكانت السلطات تمكنت قبل أربعة أشهر من قتل مشتبه فيهم بقتل المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، واعتقلت أشخاصا قالت إنهم كانوا يخططون لتفجيرات.
ورغم هذه النجاحات فإن العميد المتقاعد بن نصر يقول إن “محاربة الإرهاب في تونس عمل حيني وفوري” في حين يرى أن القضاء عليه يقتضي وضع مخطط إستراتيجي استباقي يأخذ بعين الاعتبار الجانب الأمني والاستخباراتي والتنموي والتربوي والعقائدي.

المصدر : الجزيرة نت

'