نيويورك – كشفت مصادر مطلعة أن شركة تويتر تتعرض لضغوط متزايدة من مساهميها للتفاوض مع إيلون ماسك بخصوص الصفقة التي عرضها للاستحواذ على المنصة الإلكترونية.

ويأتي هذا المنحى رغم أن أغنى شخص في العالم وصف عرضه البالغ 46.5 مليار دولار لشراء منصة التواصل الاجتماعي بأنه الأفضل والنهائي، لكنه يخطط أيضا لتقديم عرض مباشر لمساهمي تويتر لبيع أسهمهم له.

وقالت المصادر لوكالة رويترز، شريطة عدم الكشف عن هويتها، إنه بينما تتباين آراء مساهمي تويتر إزاء السعر العادل للصفقة، فقد تواصل الكثيرون منهم مع الشركة بعد أن أوضح ماسك خطته لتمويل الاستحواذ، داعين إلى عدم ترك فرصة التوصل إلى اتفاق معه تفلت من أيديهم. ومن المتوقع أن يجد مجلس إدارة تويتر أن عرض ماسك البالغ 54.2 دولار للسهم منخفض جدا عندما تعلن أرباحها الفصلية الخميس المقبل.

ومع ذلك، قالت المصادر لرويترز إن بعض المساهمين الذين يتفقون مع هذا الموقف ما زالوا يريدون من تويتر السعي إلى الحصول على عرض أفضل من ماسك الذي تقدر فوربس أن ثروته الصافية تبلغ 270 مليار دولار.

وأحد الخيارات المتاحة لمجلس إدارة تويتر هو محاولة إقناع ماسك الذي يملك حاليا 9.2 في المئة من أسهمها بتقديم عرض أفضل. وربما يكون طلب عروض شراء من مستثمرين محتملين خيارا آخر.

ويعارض مجلس إدارة تويتر الاقتراح. ولمنع ماسك من الاستحواذ على تويتر، لوّح بتفعيل إجراء “الحبة السامة” الذي من شأنه أن يصعب على الملياردير الأميركي الاستحواذ على أكثر من 15 في المئة من الشركة عبر السوق.

ويبرر مجلس الإدارة موقفه بأن أي استحواذ يفوق 15 في المئة من أسهم الشركة من دون الحصول على موافقته، من شأنه أن يغرق السوق بالأسهم ويجعل عملية الاستحواذ بالتالي أكثر صعوبة.

وقال المحلل روجر كاي من شركة إندبوينت تكنولوجيز لوكالة الصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي، إن “مجلس الإدارة يشعر بأن الأمور ليست على ما يرام”.

وأضاف إن “ماسك هو في الأساس استبدادي، ونظرته التحررية فيها شيء من سياسات اليمين المتطرف”.

وأشارت المصادر إلى أنه بينما لم يتضح بعد المسار الذي ستتخذه تويتر، فإنه من المرجح بشكل متزايد أن يحاول مجلس إدارتها طلب عرض أفضل من ماسك حتى إذا رُفض عرضه الحالي.

وقال أحد مديري الصناديق المستثمرة في تويتر، طالبا عدم الكشف عن هويته، “لن أُفاجأ إذا استيقظت الأسبوع المقبل لأرى ماسك يرفع ما وصفه بعرضه الأفضل والنهائي إلى 64.2 دولار للسهم الواحد”.

وأغلق سهم تويتر عند 48.93 دولار الجمعة الماضي، أي أقل كثيرا من العرض الذي قدمه ماسك، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين إزاء مصير هذا العرض.

ويلتقي الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية، بمساهمي تويتر منذ أن كشف النقاب عن عرضه في الرابع عشر من أبريل الجاري سعيا إلى الحصول على دعم لعرضه.

ويقول ماسك إن المنصة بحاجة إلى أن تصبح خاصة كي تنمو وتتحول إلى منصة حقيقية لحرية التعبير. وقالت المصادر إن المستثمرين لفترات قصيرة مثل صناديق التحوط يريدون من تويتر قبول عرض ماسك أو طلب زيادة صغيرة فقط.

وأوضحت أن بعض هؤلاء قلقون من أن أحدث انخفاض في قيمة أسهم التكنولوجيا، وسط مخاوف من التضخم والتباطؤ الاقتصادي، يجعل من غير المحتمل أن تكون تويتر قادرة على زيادة قيمة سهمها في أي وقت قريب.

وقال سهم أدرانجي، وهو مدير محفظة لدى صندوق كيريسدال كابيتال مانجمنت للتحوط “أود أن أقول، اقبلوا بقيمة 54.2 دولار للسهم وأتموا الصفقة”. ويستثمر الصندوق في تويتر منذ أوائل عام 2020 ويملك 1.13 مليون سهم أو 0.15 في المئة من أسهمها. وأشارت مصادر لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إلى أن تويتر قد تصدر إعلانا بشأن الأمر بحلول الخميس المقبل أو حتى قبل ذلك.

ويقول المحلل روب إندرلي إن “ماسك يؤكد أنّه سيجعل تويتر منصة اجتماعية من دون قيود، لكن كان هنالك عدد كبير من منصات مماثلة ولم تنجح، إذ يسيطر عليها المتصيدون ويصبحون عدائيين جدا ويبعدون الناس عن المنصة”.

وذكرت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية أنّ ماسك سيحتاج إلى نحو 39 مليار دولار لشراء كل أسهم تويتر القائمة، لافتة إلى “احتمال كبير” في تسديد أو إعادة تمويله مليارات الدولارات من الديون الحالية للشركة الواقعة في سان فرانسيسكو.

ولا يبدي المحللون جميعهم تشاؤما حيال الخطوة، إذ اعتبر البعض منهم أنّ عرض الملياردير المثير للجدل شراء تويتر إيجابي مستندين إلى تاريخ ماسك الريادي. ويقول ريتشرد سميث الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة ريسك سميث إنه “لا يمكن إنكار ما أنجزه ماسك”، مضيفا “أعتقد أنه قد يحدث تحولات في تويتر”.