ثورة تصحيح تثير الجدل داخل أروقة يويفا – مصدر24

ثورة تصحيح تثير الجدل داخل أروقة يويفا

باريس – أثار إلغاء قاعدة أفضلية الهدف المسجل خارج الديار بحال التعادل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ردود فعل متباينة بين الحنين إلى الآلة الحاسبة وأنصار الإصلاح لتفريق “أكثر وضوحا” بين الأندية.

وتشهد كرة القدم الأوروبية ثورة صغيرة مع قرار الاتحاد الأوروبي (يويفا) إلغاء القاعدة التاريخية المعتمدة منذ 1965، عندما كان الانتقال إلى أرض الخصم مغامرة والتسجيل خارج الديار بمثابة الإنجاز.

ومنذ بداية الدور التمهيدي في المسابقات الأوروبية في فبراير الماضي، بدأت الأندية تعتاد على فكرة أن الخسارة 1 – 2 خارج الأرض لم تعد نتيجة مقبولة، لأن فوزها إيابا على أرضها 1 – 0 لم يعد يؤهلها إلى الدور التالي، بل يدفعها إلى خوض شوطين إضافيين في الأدوار الإقصائية.

إلغاء قاعدة أفضلية الهدف المسجل خارج الديار بحال التعادل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أثار ردود فعل متباينة

وكان الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا صريحا بقوله “عندما تمت استشارة المدربين، كنت بين أكثرية أيّدت هذا التغيير، لأنه يجعل النتائج أوضح وأكثر قابلية للفهم”.

وتابع توخيل الذي يخوض فريقه يوم الأربعاء إياب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام ليل الفرنسي (2 – 0 ذهابا) “لم أفهم أبدا لماذا نتيجة 3 – 1 يجب أن تكون أفضل قليلا أو أسوأ قليلا من 2 – 0”. ويشاركه الرأي المدرب الإسباني أوناي إيمري الذي اختبر فوز فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي على برشلونة الإسباني 4 – 0 قبل أن يتلقى خسارة رهيبة إيابا 6 – 1 في الثواني القاتلة ضمن إياب ثمن نهائي 2017.

وقال مدرب فياريال الإسباني الذي يلاقي الأربعاء يوفنتوس الإيطالي بعد تعادلهما ذهابا 1 – 1 “يجب أن نفوز الآن، هذا كل شيء. هذا طبيعي. هذا ما يجب القيام به في كرة القدم منذ البدء”.

في وقت الإصلاح في يونيو 2021، أشار رئيس يويفا السلوفيني ألكسندر تشيفيرين إلى قاعدة أصبحت مصدر “ظلم”، خصوصا خلال التمديد عندما يُجبِر الفريق الزائر، بحال التسجيل، مضيفه على التسجيل مرتين.

ويشرح الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني “أصبحت أكثر إنصافا الآن، لأنها تجبرك على عدم الخسارة، على تحقيق الفوز دوما”.

وبالنسبة إلى جانبييرو غاسبيريني مدرب أتالانتا الإيطالي الفائز على باير ليفركوزن الألماني في يوروبا ليغ، لكنه تلقى هدفين على أرضه (3 – 2) في ذهاب ثمن النهائي، فإن هذا الإصلاح “بدّل الأمور”. وقال “تبدو لي هذه الصيغة الجديدة أكثر عدالة، لا شكّ بأنها أصعب لكن أكثر إنصافا، لأن المتأهل يكون من سجّل هدفا أكثر من خصمه”.

حجّة أخرى ضد القاعدة القديمة، هي مباريات أكثر حماسة دون حسابات، ومجريات مثيرة في حالة التمديد قبل ركلات الترجيح. ويقول رمز نادي بايرن ميونخ الألماني وعضو اللجنة التنفيذية في يويفا كارل – هاينز رومينيغه “ستخلق إثارة إضافية. سنشهد مباريات كثيرة تلجأ إلى تمديد الوقت”.

منذ بداية الدور التمهيدي في المسابقات الأوروبية في فبراير الماضي، بدأت الأندية تعتاد على فكرة أن الخسارة 1 – 2 خارج الأرض لم تعد نتيجة مقبولة

وشاركه الرأي مواطنه توماس توخيل، ولو أن ثمن النهائي حتى الآن لم يشهد أي تمديد “حتى الآن، لدي انطباع بميل الأمور أكثر نحو الهجوم، لأننا نفكر أكثر بالتسجيل ولا نخشى كثيرا تلقي الأهداف”.

برغم ذلك، لا يزال البعض متحفظا على غرار الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي المتأهل على حساب إنتر الإيطالي (2 – 0 ثم 0 – 1). وقال كلوب الذي قاد ليفربول إلى اللقب القاري في 2019 “تابعت دوري الأبطال طيلة حياتي على التلفزيون بدلا من خوضها، وأحببت هذه القاعدة. لا أعرف سبب إلغائها، لكنها لم تعد موجودة الآن، حسنا. لكن لا أعتقد أن تأثيرها سيكون كبيرا”.

كما يشكّك بها مدرّب يوفنتوس الإيطالي ماسيميليانو أليغري “ماذا تغيّر؟ لا أعرف. لا تغيّر شيئا في مقاربة المباراة”، علما أن فريق “السيدة العجوز” أقصي مرتين في آخر سنتين ضمن المسابقة القارية الأولى بسبب هذه القاعدة أمام ليون الفرنسي (0 – 1 و2 – 1) وبورتو البرتغالي (1 – 2 و3 – 2 بعد التمديد).

والكلمة الأخيرة لتوخيل الذي قال مازحا بعد فوزه ذهابا على ليل 2 – 0 دون أن تهتز شباكه على أرضه “في ظل قاعدة أفضلية الهدف خارج الديار، النتيجة ستكون أفضل”.

'