ثورة شبابية على سنوات العبودية في مزارع الشاي الهندية – مصدر24

ثورة شبابية على سنوات العبودية في مزارع الشاي الهندية

مومباي – في التلال الخضراء بشرق الهند التي تزود العالم بشاي دارجيلنغ، تختمر الثورة حيث يحلم جيل جديد بالحياة خارج حدود العمل الزراعي وصعوباته.

راهول كومار جها البالغ من العمر 27 عاما، وهو كاتب طموح، يكافح هو وشباب آخرون لكسر حلقة العمل بين الأجيال. ويدير خلال الأشهر الستة الماضية، حملة لافتكاك حقوق الأرض لوالده جامع الشاي.

ومنذ ما يقرب من قرنين، كان على أطفال عمال حدائق الشاي في غرب البنغال تولي وظائف والديهم مدى الحياة، للاحتفاظ بالسكن المقيد عندما يتقاعد آباؤهم.

ونظرا لأن أفراد الجيل الأفضل تعليما يحملون طموحات مهنية مختلفة عن قطف أوراق الشاي، مثل جها، يواجه النظام طويل الأمد تحديا غير مسبوق. وقال جها “جعل العمال مثل والدي وجدّي هذه المزارع على ما هي عليه اليوم. كيف لا تحق لهم الأرض؟”.

ويضيف “تخرّجت في الجامعة اختصاص لغة هندية لأصبح كاتبا. لا أريد أن أقطف أوراق الشاي، لكن الناس هنا يجبروننا على العمل جيلا بعد جيل… أريد إنهاء دائرة البؤس هذه”.

يعمل حوالي 450 ألف شخص في مزارع الشاي في غرب البنغال، والكثير منهم من نسل رجال ونساء جلبهم مزارعون بريطانيون إلى هنا من الولايات المجاورة في القرن التاسع عشر للعمل في ظروف قاسية.

ومع قطع الروابط مع قراهم منذ سنوات والأجور اليومية التي تزيد قليلا عن 200 روبية (2.75 دولار)، لا يملك هؤلاء أرضا أو منزلا يعودون إليه، ويخشون فقدان السكن الوحيد الذي بحوزتهم في المزارع التي يعملون فيها.

Thumbnail

تحسنت مستويات التعليم في حدائق الشاي في السنوات القليلة الماضية، مع تخصيص شركات الشاي حافلات لنقل الأطفال إلى المدارس التي تضاعف عددها في المنطقة، وبفضل المنظمات غير الربحية التي تربط الأطفال بالكليات والجامعات.

وقال كريستيان كاريا رئيس أوتار بنغلا تشاي شراميك سانجاثان، وهي مجموعة عمال الشاي التي أسسها أبناؤهم، “مهما كانت شهادات أبناء العمال، لا يزال يتعين عليهم العمل في المزارع للحفاظ على منازلهم”.

هذا الشهر، نظمت المبادرة الوليدة “مسيرة البعث”، حيث حمل المتظاهرون ملصقات تطالب بأرض لعمال المزارع. كما ألقوا خطابات في حدائق الشاي ونشروا معلومات على فيسبوك وواتساب.

وقال ناشطون، إن حوالي ألف شخص (جميعهم من أبناء عمال مزارع الشاي) انضموا إلى الحركة. وقد قدموا حوالي 100 طلب إلى المسؤولين في مقاطعتين للحصول على سندات ملكية.

وقالت أنورادها تالوار رئيسة باشيم بانغا كيت ماجور سميتي، وهي منظمة غير ربحية لحقوق العمال تدعم حركة الشباب، “هذه هي الثورة الأولى من نوعها”، ووصفتها بأنها “رائعة”.

وأضافت “إنهم يدركون هويتهم بأنهم من المزرعة، ويعيشون هنا لمدة 100-150 سنة وليست لديهم حقوق في ملكية الأرض. لديهم رغبة في القيام بأشياء كثيرة للخروج من المأزق”.

وتقول جماعات حقوقية، إن العمال في مزارع الشاي والقهوة والهيل في الهند غالبا ما يواجهون الاستغلال والظروف القاسية في المناطق النائية، مع محدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الاجتماعية.

ويظل معظم عمال حدائق الشاي في ولاية البنغال الغربية من النساء ومن بين 104 ملايين من القبائل الهندية، المعروفة أيضا باسم أديفاسي، أو “السكان الأصليون”، الذين يشكلون أقل من 10 في المئة من سكان البلاد، وهم من بين أفقر سكانها.

Thumbnail

وقد أثارت النقابات العمالية قضية أجور العمال وحقوقهم في الأرض، وتبقى مزارع الشاي نقطة توقف إلزامية للسياسيين خلال الانتخابات، بما في ذلك في الحملة المستمرة لانتخابات الولاية من مارس إلى مايو.

وأعلنت حكومة ولاية البنغال الغربية، التي تمتلك أراضي حديقة الشاي وتؤجرها بامتيازات طويلة لمنتجي الشاي، عن مخطط إسكان للعمال، لكن ناشطون قالوا إنه لم يتضمن الوعد بسندات ملكية الأراضي.

منذ ما يقرب من عقد من الزمان، منحت حكومة الولاية 12 ألف عامل سابق في حدائق الشاي يعيشون في تجمعات سكنية غير قانونية في المزارع أراضي، وقال ناشطون إنه ينبغي إحياء هذه الإجراءات وتوسيعها.

وقالت بيناكي هالدار مديرة البرامج الهندية مع منظمة حقوق الأراضي العالمية لانديسا، التي قادت المبادرة مع الحكومة المحلية “اعترفت الحكومة في ذلك الوقت بالمستوطنات العشوائية”.

بعيدا عن حدائق الشاي في غرب البنغال، رصدت الطالبة بجامعة دلهي فولموني موندا البالغة من العمر 23 عاما، منشورات عن حركة حقوق الأرض على فيسبوك وتواصلت مع أعضاء المجموعة بسرعة.

وقالت موندا، التي تلقت مساعدة من منظمة غير حكومية للدراسة في العاصمة، “أنا سعيدة لوجود ثورة… ما الفائدة من تعليمنا إذا لم نقاتل الآن؟ ستكون هذه الحركة ولادتنا الجديدة”.

ولكن بينما يحشد الشباب الذين يديرون الحملة الدعم ويزيدون الوعي بشأن التطورات التي قد تهدد مطالباتهم بالأراضي، فإن العديد من أولياء أمورهم يراقبون من على الهامش. وقالت موندا، إن والديها قبلا مصير العمل في المزارع.

وفي حين يتردد العديد من جامعي الشاي مدى الحياة في تحدي الوضع الراهن، يشعر البعض بالقلق من أن أطفالهم أصبحوا متورطين في صراع من أجل حقوق الأرض.

قال أمارناث جها البالغ من العمر 62 عاما، وهو والد الكاتب والناشط الطموح راهول كومار جها، “جاء والدي إلى هنا في 1932 للعمل في المزرعة وعملت هنا طوال حياتي، لكننا لا نملك شيئا، يطالب ابني اليوم بحقوقي في الأرض وهذا كل ما يفعله منذ أشهر، أنا قلق عليه”.

Thumbnail
'