جائحة كورونا تسرع التحول الرقمي للصحف الإماراتية – مصدر24

جائحة كورونا تسرع التحول الرقمي للصحف الإماراتية

جائحة كورونا تسرع التحول الرقمي للصحف الإماراتية

سلطت جلسة نقاشية لخبراء إعلام عرب الضوء على تحديات قطاع الصحافة والإعلام خلال جائحة كورونا، فرغم أنها سرعت من التحول الرقمي للصحف بفعل الإغلاق العام، إلا أن المنافسة الرقمية أصبحت أشد والمحتوى هو الفيصل في كسب الرهان، بينما استطاعت الإمارات تخطي هذه العقبة بالطباعة فقط لمشتركيها.

دبي – أكد حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة “الاتحاد” أن الإمارات خاضت تجربتين صحافيتين أثناء جائحة كوفيد – 19؛ الأولى طباعة الصحف للمشتركين فقط، والثانية مواصلة تقديم الخدمات عبر الإنترنت.

وقال الكعبي في أولى جلسات نقاشية عن بعد حول «تأثير جائحة كوفيد-19 على قطاع الاعلام»  أن “بعض المناطق في الإمارات شهدت زيادة بمقدار 10 في المئة في نسبة الاشتراكات في الصحافة الورقية”.

واعتبر أن «الصحف الورقية لا يزال لها بريقها وقراؤها، و”لكن لا بد علينا من مواصلة التقدم نحو التحول الرقمي لتحقيق انتشار أكبر”.

غير أن التحول الرقمي يستوجب إعادة النظر في طبيعة المحتوى الموجه للجمهور، بعد أن أصبحت المعلومات الرقمية سلعة أساسية، وتحكم بعض المنصات الرئيسية في توزيعها، إذ أصبح ولاء الجمهور بالغ الأهمية.

فقبل الدخول في العصر الرقمي لم يكن الصحافيون مضطرين للتفكير في الجمهور كما هو الحال الآن. فقد كانت الصحف تجني أموال الإعلان بغض النظر عن المحتوى وكانت المنافسة محصورة ببضع منصات إعلامية.

واليوم مع التدفق الهائل للمعلومات اشتدت المنافسة الصحافية وأصبح البقاء للمنصات الأكثر تأثيرا وجذبا للجمهور والأهم الأبرز حضورا على الشبكات الاجتماعية.

وتشير الدراسات والبحوث الإعلامية إلى أن غالبية زوار المواقع الإخبارية والمنصات الرقمية للصحف ووسائل الإعلام تأتي عبر فيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، والمحتوى هو المعيار الأساسي لحركة المرور هذه. ورغم أن وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية للصحف شهدت ارتفاعا في نسبة المتابعة بشكل ملحوظ خلال العزل الصحي بسبب وباء كورونا، إلا أن الكثير منها واجهت صعوبات خانقة.

وسلطت الجلسة الضوء على نتائج استبيان مؤسسة هتلان ميديا، المتخصصة في خدمات العلاقات العامة والتدريب والاستشارات الإعلامية، حول صناعة الإعلام في ظل التحديات التي يواجهها العالم بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد.

رضا الحيدر: القنوات الإعلامية ستظل موجودة ولا بد أن تراعي المحتوى
رضا الحيدر: القنوات الإعلامية ستظل موجودة ولا بد أن تراعي المحتوى

وأكد محمد المزعل كبير المحررين في صحيفة “جلف نيوز” الإماراتية، أن الإعلام الخاص عانى بشكل كبير جدا مع كورونا بسبب اختفاء الإعلان والموارد، وهناك مؤسسات إعلامية خاصة انهارت، لكن على الجانب الآخر، المؤسسات الإعلامية المملوكة للحكومات لم تتأثر.

وتطرق المزعل إلى الصحافة المطبوعة، قائلا إن الجيل الذي يعشق الصحافة المطبوعة يضمحل، والأجيال الجديدة تستخدم الآيفون واللاب توب، فالمستقبل رقمي وديجيتال، ربما تستمر الصحافة المطبوعة ولكن ستكون رمزية، لأنها تحتاج وقتا، ولكن المواقع الإلكترونية متاحة في أي وقت.

ومن ضمن أهداف الدراسة التي أجرتها مؤسسة هتلان ميديا، وضع رؤى واضحة لمستقبل الإعلام في المنطقة، ورسم مسار يعزز الجهود في صناعة محتوى إعلامي فريد، من خلال جلسات نقاشية متعددة.

وتمحورت موضوعات الجلسة الأولى حول كيفية تطوير المحتوى المطبوع والرقمي، وكيف للإعلام المرئي مواكبة التطور السريع الذي يشهده الإعلام الإلكتروني، ومناقشة الرؤية المستقبلية للإعلام بشكل عام، وكيفية تطويره لمواكبة المنافسة.

 إضافة إلى طرح أفكار جديدة تساعد المؤسسات الإعلامية في التغلب على التحديات المالية، والخروج من الوضع المتذبذب الذي فرضته جائحة كوفيد – 19 على كافة القطاعات؛ محليا وإقليميا وعالميا، مع التطرق إلى وضع رؤية إبداعية تساهم في مواجهة هذه التحديات، من خلال الأدوات الحديثة، لزيادة المردود المادي.

وخلال مداخلته، قال علي جابر مدیر مجموعة “أم.بي.سي”، إن “جائحة كوفيد – 19 سرعت كل شيء، لكن نحن كنا متأخرين عن ركاب قطار الديجيتال عن بقية العالم”، مؤكدا أن “الجائحة أنهت قطاعات بأكملها وأجبرت الجميع على التحول الرقمي”.

وتابع جابر أن من نتائج هذه الظروف الاستثنائية أن العالم العربي والخليج لا يثق حتى الآن في إعطاء بيانات “البطاقة الائتمانية” عبر الإنترنت، لكن الجائحة أجبرت العالم العربي على الدفع عبر الإنترنت وأنهت الخوف السابق.

وأكد أن وسائل الإعلام المطبوعة تحمل مصداقية أكبر بكثير من منصات الإنترنت؛ لأن لديها تاريخا من التحقق من الخبر قبل نشره.

 وأكد رضا الحيدر مؤسس شركة بیتمال السعودية، أن القنوات الإعلامية المختلفة ستظل موجودة ولن تنتهي، ولا بد أن تراعي نوعية ما تقدمه للقارئ، مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا رئيسيا في التفاعل بين هذه القنوات الإعلامية المختلفة.

وخلص استبيان وسائل الإعلام حول جائحة كورونا إلى مساهمة الجائحة بشكل كبير في تسريع عملية التحول الرقمي لكافة المؤسسات الإعلامية المطبوعة، والتي كان مخططا لها الانتقال التام إلى الرقمنة خلال السنوات المقبلة، كما لفت الانتباه إلى أهمية الارتقاء بالمحتوى الإعلامي الرقمي في إطار خطة الاستغناء عن الصحف المطبوعة.

وأوضح الدكتور سليمان الهتلان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هتلان ميديا أن الجلسة النقاشية جاءت في هذا الإطار “للمساهمة في بلورة التوجه الاستراتيجي للإعلام على صعيد المنطقة، في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الجميع، من خلال الخروج برؤية واضحة لتطوير الإعلام الرقمي والمطبوع في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التكنولوجي الهائل والسريع، الذي حتم على الجميع ابتكار حلول إبداعية للاستمرار في أداء الرسالة الإعلامية السامية”.

وأكد حرص المؤسسة على مواكبة كافة المتغيرات في قطاع الإعلام، من خلال رصد أهم التحولات التي طرأت على شكل ومضمون المحتوى العربي، في ظل ما يشهده العالم من تطور سريع في تقنيات ومفاهيم وأساليب العمل الإعلامي.

وخلصت الجلسة إلى توصيات بضرورة تسريع التحول إلى الرقمنة بالكامل، مع وضع الآليات والقوانين التي تحكم آلية العمل عن بُعد، والاعتماد على مصادر تمويل بديلة لتجنب الأزمات المالية، والتخفيف تدريجيا من المطبوعات الورقية والتركيز أكثر على منصات الإعلام الرقمي.

'