حرب أوكرانيا تفقد نتفليكس قوة الدفع – مصدر24

حرب أوكرانيا تفقد نتفليكس قوة الدفع

فاجأت مجموعة نتفليكس الأميركية المحللين حين جنت أرباحا أقلّ من المتوقع في نهاية الربع الأول من 2022 بسبب تراجع أعداد المشتركين لتثير الاعتقاد بأنها باتت بعيدة عن المنافسة في سوق البث الرقمي في العالم مع وجود أقطاب تسعى للهيمنة مثل ديزني وأمازون.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – فقدت المنصة الأميركية العملاقة للبث التدفقي نتفليكس قوة الدفع لتنقاد لأول انتكاسة لها منذ عقد من الزمن مما قد يجعلها في الصفوف الخلفية أمام منافسين جعلوا من تطوير أساليب استقطاب الجمهور هدفا للهيمنة على هذه السوق.

ومن الواضح أن تداعيات الحرب في أوكرانيا كان لها تأثير مباشر على نشاط المنصة، التي تقدم الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت خاصة مع تبادل موسكو والغرب عقوبات اقتصادية شلت عمل الشركات في السوق الروسية.

وخسرت نتفليكس 200 ألف مشترك في كل أنحاء العالم خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنهاية العام 2021، ما دفع بسعر أسهمها إلى الانخفاض إلى الربع. وعزا المسؤولون عن المنصة هذا التراجع بشكل أساسي إلى صعوبة استقطاب مشتركين جدد في كل مناطق العالم بالإضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا.

روس بينيس: يجب الاعتماد على الخدمات الثانوية مثل ألعاب الفيديو

وتواجه المجموعة منافسة متزايدة من منصات أخرى أبرزها أمازون برايم وديزني+ مما يفرض ضغوطا على إضافة مشتركين جدد، جراء تعدد الخيارات وتنوع الخدمات.

وقالت المنصة في بيان أرباحها “أعطت جائحة كوفيد صورة ضبابية من خلال تضخيم نمونا في العام 2020 ما دفعنا إلى الاعتقاد بأن معظم نمونا المتباطئ عام 2021 كان بسبب تقدم كوفيد”.

وحققت المنصة الرائدة في قطاع البث التدفقي نتائج مضخمة خلال الجائحة بفعل إقبال المستخدمين على خدمات الترفيه المنزلي أثناء فترة الحجر، وكانت السوق تاليا تتوقع تصحيحا للوضع لكن ليس بهذه القوة. وفور الإعلان عن هذه النتائج تراجعت قيمة سهم نتفليكس بنسبة 26 في المئة في التبادلات الإلكترونية بعد إغلاق وول ستريت الثلاثاء الماضي.

وكانت نتفليكس توقعت أن تكسب 2.5 مليون مشترك إضافي، فيما كان المحللون يتوقعون عددا أكبر حتى، لكنها خسرت بدلا من ذلك بعضا منهم، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى 221.64 مليون.

وأوضحت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها “تسبب تعليق خدمتنا في روسيا والانخفاض المستمر في عدد المشتركين الروس في خسارة صافية بلغت 700 ألف اشتراك. ولولا ذلك، كان سيكون لدينا 500 ألف اشتراك إضافي” مقارنة بالربع الماضي.

وفي المحصلة، حققت نتفليكس إيرادات بلغت 7.9 مليار دولار في الفترة الممتدة من يناير إلى مارس الماضي، أي بزيادة 10 في المئة عن الفترة نفسها العام الماضي، بفضل زيادة عدد المشتركين على أساس سنوي بواقع 6.7 في المئة وزيادة سعر اشتراكاتها.

لكن أرباحها الربعية الصافية بلغت 1.6 مليار دولار مقارنة مع حوالي 1.7 مليار دولار على أساس سنوي. وأشارت المنصة العملاقة إلى أن تشارك أسر كثيرة الحسابات بين أفرادها واحتدام المنافسة في القطاع “يُنشئان عوائق أمام نمونا. الطفرة الكبيرة في خدمات البث التدفقي بفضل كوفيد حجبت الواقع حتى فترة قريبة”.

وقال روس بينيس المحلل لدى إي ماركيتير إن “خسارة نتفليكس مشتركين تكشف الكثير عن شركة كانت تكسب مشتركين بشكل ثابت على مدى عقد”. وأضاف “مع انخفاض الاشتراكات وضعف آفاق النمو، سيتعين على المجموعة الاعتماد بشكل أكبر على الخدمات الثانوية مثل ألعاب الفيديو أو المنتجات المشتقة في محاولة لزيادة عائداتها”.

وبعد سنوات شهدت استقطابا سريعا للمشتركين وكسبا لجوائز كثيرة في المهرجانات، انضم إلى المواجهة مع نتفليكس منافسون أقوياء مثل ديزني+ وأبل تي.في+ في نهاية عام 2019.

1.6

مليار دولار أرباح الشركة في الربع الأول من 2022 قياسا بنحو 1.7 مليار دولار قبل عام

كما سعت الشركة لتنويع مصادر دخلها، لاسيما في سوق ألعاب الفيديو المربحة. ففي سبتمبر الماضي استحوذت نتفليكس على أول استوديوهاتها لألعاب الفيديو، نايت سكول ستوديو، وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا ابتكرت خصوصا لعبة التشويق أوكسن فري.

وفي نوفمبر 2021 أطلقت المنصة الكثير من الألعاب المخصصة للأجهزة المحمولة لمشتركيها، بينها بعض الألعاب المستوحاة من عالم مسلسل الخيال العلمي والرعب سترينغر ثينغز.

واعتمدت المجموعة الأميركية في الآونة الأخيرة سياسة متشددة إزاء تشارك الحسابات على شبكتها الذي كان يسمح لكثيرين بالإفادة مجانا من الخدمة.

وأعلنت نتفليكس في أوائل مارس الماضي أنها ستجري اختبارات في دول أميركا الجنوبية لفرض بدل مالي على عملائها في حال أرادوا زيادة ملفات تعريف إضافية إلى حساباتهم.

وقالت مديرة ابتكار المنتجات في نتفليكس تشينغيي لونغ في بيان إن مشاركة كلمات المرور بين الأسر “تؤثر على قدرتنا على الاستثمار في المسلسلات والأفلام عالية الجودة لمشتركينا”.

وأكدت الشركة أنها تعتمد على هذه الإجراءات والتحسينات في خدماتها بشكل عام من أجل “تسريع نمو” دخلها. وخلصت دراسة أجراها موقع كورد كاتينغ في عام 2019 أن هناك أكثر من 40 مليون حساب على نتفليكس لخدمات البث الرئيسية التي تتم استعارتها من قبل المستخدمين الذين لا يدفعون الرسوم على مستوى العالم.

وأوضحت نتفليكس “يحب الناس الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب؛ ويستمر الإنترنت عالي السرعة وأجهزة التلفزيون الذكية في التقدم في جميع أنحاء العالم مع ازدياد الأجهزة المتصلة”.

وأشارت إلى أنه بينما تدفع مئات الملايين من الأسر مقابل نتفليكس، فإن أكثر من نصف الأسر المتصلة بالإنترنت السريع لا تفعل ذلك، ما يكتنز إمكانات هائلة للنمو المستقبلي.

'