حرص كويتي على ألا يضيّع أمير قطر فرصة المصالحة في القمة الخليجية – مصدر24

حرص كويتي على ألا يضيّع أمير قطر فرصة المصالحة في القمة الخليجية

الكويت – عزت مصادر خليجية مطلعة الرسالة التي بعث بها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصـباح إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى القلق الكويتي بشأن موقف قطر من القمة الخليجية، وهو إلى الآن غير واضح، ويتسم بالبرود، خاصة بعد غياب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن الاجتماع الوزاري الخليجي التحضيري للقمة، والذي تم عبر الإنترنت وحضره بقية وزراء دول مجلس التعاون بمن في ذلك وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين.

وتسلم أمير قطر، الأربعاء، رسالة خطية من نظيره الكويتي.

وأفاد بيان صادر عن الديوان الأميري القطري بأن الشيخ تميم تسلم الرسالة من وزير خارجية الكويت الشـيخ أحمد ناصر الصباح، خلال استقباله بالعاصمة الدوحة.

ولم تكن زيارة الوزير الكويتي لقطر مبرمجة من قبل، ما يوحي بأن الرسالة مرتبطة بالقمة والمشاورات التي تجري لتأمين حضور يليق بقمة للمصالحة.

وأوضح البيان أن الرسالة تتصل بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى قضايا ذات اهتمام مشترك، دون المزيد من التفاصيل.

وقالت المصادر الخليجية إن مشاركة أمير قطر في القمة الخليجية الحادية والأربعين في مدينة العلا السعودية، ليست مضمونة بعد، لأن الدوحة تريد إشارة إيجابية -أو على حد وصف قطر بادرة حسن نية – من الرياض لتبرير حضور الشيخ تميم للقمة. وهذه البادرة يمكن أن تكون إعادة فتح المجال الجوي أو الحدود البرية بين البلدين من زاوية “إنسانية” في ظل انتشار وباء كورونا.

وتستبعد المصادر حصول قطر على “ضمانات” من هذا القبيل قبل القمة، كونها بمثابة شروط مسبقة لن تقبل بها السعودية والإمارات والبحرين، وأن أمر قرارات التهدئة مرتبط بالقمة ذاتها ومدى تفاعل قطر مع مطالب جيرانها.

وتبذل الكويت كل ما في وسعها لإقناع أمير قطر بالمشاركة في القمة وعدم إغضاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، معتبرة أن غياب تمثيل قطري على أعلى مستوى سيعني آليا أن الدوحة غير راغبة في المصالحة، وهي رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الملك سلمان، وستكون بمثابة إعلان القطيعة السعودية القطرية مجددا، وأن الفرصة قد لا تتوفر مرة أخرى.

وحذرت المصادر من أن أي رد سلبي من القيادة القطرية تجاه قمة محافظة العلا قد يؤثر على الكويت نفسها، ويدفعها إلى التخلي عن قصة الوساطة التي ربطت نفسها بها وصارت أحرص على إنجاحها أكثر من قطر.

وأكدت أن القيادة الجديدة في الكويت لا تستطيع أن تسير وراء مناورات قطر إلى ما لا نهاية، وأن الأولوية بالنسبة إليها هي الحفاظ على علاقات متينة مع السعودية، خاصة أن هذه القيادة تحتاج إلى تثبيت وضعها الداخلي، والتفرغ لمعالجة قضايا الكويتيين، ولا يمكن أن تظل في وضع مرتهن بمزاج قطر.

لا يمكن السير وراء المناورات القطرية إلى ما لا نهاية
لا يمكن السير وراء المناورات القطرية إلى ما لا نهاية

ويرى مراقبون أن الكويت بدأت تستشعر مخاطر السير في ركاب قطر على وضعها، ليس فقط بإرباك علاقاتها الخليجية، وإنما أيضا من خلال استفادة إخوان الكويت من هذه العلاقة الخاصة بين البلدين لزيادة نفوذهم والاستقواء على الدولة، والأخطر أنهم حولوا الكويت إلى حديقة خلفية لجمع التبرعات وتمويل مجاميع إخوانية في المنطقة مستفيدين من تهدئة حكومية تجاه هذا الملف الحساس.

وسبق أن أطلقت الجمعيات الخيرية والمنظمات التي بلغ عددها 41 منظمة وجمعية حملة تبرعات تحت شعار “فزعة للكويت” حصدت بها مبلغ تسعة ملايين و169 ألف دينار كويتي (ما يعادل 30 مليون دولار أميركي) في غضون 18 ساعة فقط، وهو ما يؤكد سيطرة جماعة الإخوان على مجال العمل الاجتماعي وقدرتها على توفير التمويل.

ولا تريد الكويت أن تتحول إلى ساحة للمناورة القطرية والتركية من خلال لعب ورقة الإخوان، وهي تأمل أن يكون هذا الأمر بعيدا عن الخليج، سواء في مصر أو أوروبا أو تركيا أو شمال أفريقيا أو حتى اليمن، المهم أن تكون اللعبة بعيدة عنها.

وتلقّى أمير قطر، الأربعاء، دعوة من العاهل السعودي للمشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي المقررة في الخامس من يناير، سلمها له أمين عام المجلس نايف الحجرف.

وثمة تفاؤل بأن تشهد القمة توقيعا على اتفاق ينهي أزمة خليجية متواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، بعد وساطة كل من الكويت وسلطنة عمان والولايات المتحدة.

وكانت قطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت أكدت أوائل الشهر الجاري تسجيل تقدم في خطوات المصالحة.

وأعلن وزير الخارجية الكويتي بداية الشهر الجاري عن “مساع حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجي”، بما يضمن وحدة مجلس التعاون. ورحبت قطر والسعودية بما أعلنت عنه الكويت آنذاك.

وسيكون المؤشر الحقيقي مستوى التمثيل القطري في قمة مجلس التعاون الخليجي المقررة في محافظة العلا. وسيشكل حضور أمير قطر مؤشرا على حدوث تقارب.

وكان الشيخ تميم تلقى دعوة العام الماضي للمشاركة في القمة ولكنه أرسل رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني لحضورها.

'