حفاوة تركية غربية بمبعوث ليبيا الجديد تحتاج ترجمة على الأرض – مصدر24

حفاوة تركية غربية بمبعوث ليبيا الجديد تحتاج ترجمة على الأرض

نيويورك – لاقى تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيتش مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا أصداء إيجابية واسعة على الساحة الدولية، وسط آمال لدفع عملية السلام قدما وإنهاء دوامة الانقسامات في البلاد.

وأعربت تركيا عن ترحيبها بخطوة تعيين كوبيتش، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان الثلاثاء إن كوبيتش الذي شغل منصب وزير خارجية سلوفاكيا، تولى مهام حساسة ومهمة في العديد من المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية.

وأضاف البيان أن كوبيتش يتمتع بخبرة كافية، وأنه سيساهم بشكل إيجابي في المساعي الرامية إلى إحلال الاستقرار في ليبيا. وأكد أن أنقرة ستقدم الدعم اللازم لكوبيتش في مساعيه لتأسيس السلام الدائم في هذا البلد.

ويعكس حرص تركيا على أن تكون المبادرة بإظهار ترحيب ورغبة في التعاون مع المبعوث الجديد، آمالا في أن يأخذ كوبيتش المصالح التركية بعين الاعتبار، خاصة وأن تدخلها العسكري في ليبيا يلقى معارضة دولية واسعة.

ويعيق تمادي تركيا المساعي الدولية لوضع حد للأزمة الليبية، وكانت بعثة الأمم المتحدة قد انتقدت في مناسبات عديدة الانتهاكات المستمرة لحظر التسليح في البلاد، في إشارة إلى أنقرة التي تصر على دعم الميليشيات.

ويرى مراقبون أن الإيجابية التي أبدتها تركيا في التعاطي مع الموفد الأممي تبقى رهينة تحركات الأخير وكيفية تعاطيه مع الفرقاء الليبيين، وموقفه من المطبات التي تضعها أنقرة باعتبارها من أبرز المتدخلين في الأزمة الليبية.

ورحبت إيطاليا بدورها بالمبعوث الأممي الجديد، وقال وزير خارجيتها لويجي دي ماي إن تعيين كوبيتش يتماشى مع خطوات الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا وبدعم من إيطاليا.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين عن بدء مهام كوبيتش كمبعوث خاص له إلى ليبيا ورئيس للبعثة الأممية اعتبارا من فبراير القادم، ليحل محل غسان سلامة الذي استقال في مارس الماضي لأسباب صحية.

ويتمتع كوبيتش الذي شغل منصب المنسق الخاص لشؤون لبنان منذ عام 2019، بخبرة سنوات عديدة في الدبلوماسية وسياسة الأمن الخارجي والعلاقات الاقتصادية الدولية، على الصعيدين الدولي والمحلي في بلده.

ووفق مراقبين، فإن كوبيتش شخصية دبلوماسية معروفة أمميا، وسبق أن أوكله مجلس الأمن للقيام بعدة مهام دولية، لذلك كان اختياره ميسرا رغم تحفظات أثيرت بشأن فعاليته، وصراحته القاسية أحيانا.

ببب

وعرف عن كوبيتش انتقاداته الشديدة للقادة اللبنانيين حيث اتهمته الصحافة اللبنانية، عندما عُيّن منسقا خاصا للأمم المتحدة ببلادها، بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وتجاوز صلاحياته كسفير.

وكان كوبيتش قد ترأس البعثة الأممية أيضا في العراق (2015 – 2018) وقبلها في أفغانستان (2011 – 2015)، لذلك فهو على اطلاع بأوضاع منطقة “الشرق الأوسط الكبير”، التي تضم أجزاء واسعة من العالم الإسلامي.

كما تولى كوبيتش منصب وزير خارجية بلاده (2006 – 2009)، وأمينا عاما لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (1999 – 2005).

وسيستلم المبعوث الأممي الجديد مهامه من الأميركية ستيفاني ويليامز، التي قادت البعثة الأممية بالإنابة منذ مارس الماضي، وكان مقررا أن تنتهي مهمتها في أكتوبر الفائت، لكن تم تمديد مهامها بسبب الإخفاق في تعيين مبعوث أممي جديد طيلة تلك الشهور.

وستفرض عليه مهماته الجديدة تدعيم الوقف الهش لإطلاق النار في ليبيا، وتأكيد انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلد يشهد تدخلات أجنبية عدة.

ويرى مراقبون أن حل المعضلة الليبية كما غيرها من الملفات الحارقة ليس في يد المبعوث الأممي الذي يبقى دوره محفزا على التوصل إلى توافق، لكن العبء الأساسي يقع على عاتق الدول المتدخلة في الأزمة الليبية.

وتواجه كوبيتش تحديات هامة، أولها إنجاح تشكيل سلطة تنفيذية موحدة والتوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في موعدها.

ويشكك العديد من السياسيين في إمكانية احترام هذا الموعد، في ظل تعثر ملتقى الحوار، رغم تشكيل لجنتين استشاريتين سياسية وقانونية من أعضاء الملتقى، لتقديم مقترحات عملية لتجاوز الانسداد حول آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة.

ويتحتم على كوبيتش العمل بسرعة لحشد أكبر تأييد دولي ممكن حول مبادرة الأمم المتحدة، لمنع تشويش المبادرات الموازية من أطراف داخلية وخارجية على ملتقى الحوار.

ويحتاج كوبيتش على الصعيد العسكري إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وإقناع الأوروبيين بدعم مبادرة الأمين العام الأممي لنشر مراقبين دوليين على خطوط التماس في ليبيا.

كما أن المبعوث الأممي الجديد بحاجة إلى دعم قوي من الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن لتسهيل مهمته، لما لها من نفوذ على أطراف متورطة في تأجيج الصراع بالبلاد.

'