حلفاء حفتر يحبطون مساع لانتزاع إدانة دولية تعيق الزحف نحو طرابلس – مصدر24

حلفاء حفتر يحبطون مساع لانتزاع إدانة دولية تعيق الزحف نحو طرابلس

حلفاء حفتر يحبطون مساع لانتزاع إدانة دولية تعيق الزحف نحو طرابلس

الأوروبيون يرون أن تدهور الوضع الأمني في ليبيا سيعرقل المساعي الجارية لعقد الملتقى الوطني في غدامس والذي يعتبر فرصة يجب الاستفادة منها لإعداد خارطة طريق في المنطقة
.

انتقل الصراع الليبي الإثنين إلى مجلس الأمن وإلى اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لكسمبورغ، حيث شهدت المباحثات خلافات حادة بين الدول الداعمة للجيش وأخرى داعمة للميليشيات الإسلامية المساندة لحكومة الوفاق.

طرابلس- تصدى حلفاء الجيش الليبي الإقليميون والدوليون لمساعي بعض الدول الرافضة لتحركاته الهادفة لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة المحسوبة على تيار الإسلام السياسي.
وجاءت ردود الرفض لعملية الجيش من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإيطاليا، بجانب منظمات دولية، وسط تحفظات صدرت من روسيا ودول ومنظمات عربية. ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن مصادر قولها إن الوفد الروسي في الأمم المتحدة طلب “تعديل صيغة بيان رئاسي يسعى لإدانة الجيش، بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلحة إلى وقف القتال، وليس فقط القوات التي يقودها حفتر”.
وأشارت المصادر إلى أن واشنطن رفضت المقترح الروسي، ما أجهض صدور البيان، الذي يتطلب إجماعا. ويعكس الرفض الأميركي انحياز واشنطن لحكومة الوفاق ومن خلفها الإسلاميون، لاسيما وأنه جاء متزامنا مع ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من معارضة واشنطن “بكل وضوح الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر، ونحض ّعلى الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية”، وطالب بومبيو في بيان بـ”عودة القوات إلى مواقعها قبل الوضع الراهن وأن مسؤولية تهدئة الموقف تقع على جميع الأطراف المعنية”.
وطالب الاتحاد الأوروبي طرفي الصراع في ليبيا بوقف فوري للأعمال القتالية. وفي أعقاب اجتماع لوزراء خارجية التكتل في لوكسمبورغ، قالت فريدريكا موغيريني مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الاثنين إنها تناشد كل الأطراف الالتزام بهدنة إنسانية والرجوع إلى طاولة المفاوضات.
وأضافت السياسية الإيطالية أن ”الاتحاد الأوروبي سيتواصل بشكل متحد مع أطراف الصراع والأطراف الإقليمية من أجل ممارسة ضغط في هذا الاتجاه”، ونوهت إلى أنه من مصلحة جميع الأوروبيين ألا يتحول التصعيد العسكري الحالي إلى حرب أهلية حقيقية. وتداولت مواقع إعلامية محلية أن بريطانيا فشلت في جر الدول الأوروبية خلال الاجتماع للتلويح بعقوبات ضد الجيش. ومن غير المستبعد أن تكون فرنسا الداعمة للجيش من يقف وراء عرقلة جهود بريطانيا على الصعيد الأوروبي.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية ماريا أديبار، إنّ التطورات الأخيرة في ليبيا على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الإثنين. وأضافت في مؤتمر صحافي “نعمل على تحديد موقف مشترك للاتحاد تجاه التطورات، وهذا مهم للغاية”. ودعا شتيفان زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية المشير خليفة حفتر إلى ”وقف فوري” لعمليات قواته ضد العاصمة طرابلس.
وقال زايبرت إنّ برلين “تدعم بقوة جهود الأمم المتحدة لوقف الاشتباكات بين القوات المتصارعة في ليبيا”. كما حث جميع الأطراف على الامتناع عن إصدار تصريحات من شأنها تعميق الأزمة. وأكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، الإثنين، قدرة القوات العسكرية “على دحر المعتدي وكل من يسعى لزعزعة الاستقرار وترويع المدنيين”.
وحسب  بيان للمكتب الإعلامي للسراج، جاء ذلك في لقاء جمعه بسفير إيطاليا لدى البلاد، جوزيبي بوتشيني، في مقر المجلس المعترف به دوليا، في العاصمة طرابلس. وشدد السراج على أن الليبيين “لن يعيشوا إلا في ظل دولة مدنية ديمقراطية”، في إشارة إلى رفض محاولات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد قوات الشرق، الاستيلاء على طرابلس. وبحث اللقاء مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد، وتداعيات هجوم قوات حفتر على العاصمة ومدن أخرى.
وبدوره، أكد السفير بوتشيني رفض بلاده الهجوم، وما يمثله من تهديد على حياة المدنيين، مشددا على “ضرورة عودة قوات حفتر من حيث أتت”. وفي المقابل اكتفت فرنسا بنفي الاتهامات التي وجهها إليها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالوقوف وراء تقدم الجيش نحو طرابلس. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي الإثنين إن بلاده لم تتلق إنذارا مسبقا بتقدم قوات الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، وإن باريس لا تحاول سرا تقويض عملية السلام في البلاد.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الدبلوماسي الذي لم تكشف هويته إشارته إلى أن “الحاجة الملحة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين ووضع حد للقتال وإعادة كل الأطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة الحوار”، وتابع قائلا إن “فرنسا ليست لديها أجندة سرية”.
والمعروف أن هناك تنافسا يصفه المراقبون بـ”الوقح” بين فرنسا وإيطاليا على ليبيا، عكسته حرب تصريحات في الفترة الأخيرة، كادت أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين. ويرى الأوروبيون أن تدهور الوضع الأمني سيعرقل المساعي الجارية لعقد الملتقى الوطني في غدامس منتصف الشهر الجاري. وتنظر بروكسل إلى هذا المؤتمر على أنه فرصة يجب الاستفادة منها لإعداد خارطة طريق تفيد بعودة الاستقرار والتقدم نحو تنظيم انتخابات وتفعيل عملية سياسية ديمقراطية في ليبيا.
وكان حفتر والسراج اتفقا نهاية فبراير الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي على إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال إجراء انتخابات عامة، وهو ما يبدو أن السراج قد تراجع عنه عقب عودته إلى طرابلس الواقعة فعليا تحت سيطرة الإسلاميين الذين يرفضون إجراء الانتخابات وخاصة الرئاسية ويتعللون بضرورة إصدار الدستور لتمديد المرحلة الانتقالية.
ويدرك الإسلاميون أن شعبيتهم قد تراجعت خلال السنوات الماضية لاسيما بعدما اتضحت لليبيين علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية، لذلك يحاولون البقاء في المشهد عن طريق عرقلة الانتخابات، ما دفع الجيش الليبي إلى التحرك للضغط على المؤتمر الجامع. وقال الجيش الوطني الليبي إن 19 من جنوده قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية مع إطباقه على الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.

باريس تكتفي بنفي الاتهامات التي وجهها إليها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالوقوف وراء تقدم الجيش نحو طرابلس

وقال متحدث باسم وزارة الصحة في طرابلس الاثنين إن القتال بين قوات الحكومتين المتنافستين جنوبي العاصمة الليبية أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل، بينهم مقاتلون ومدنيون، وإصابة 80.وقالت الأمم المتحدة إن 2800 شخص نزحوا بسبب الاشتباكات وقد يفر عدد أكبر وإن بعض المدنيين محاصرون.
وأضافت في بيان “تواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بتقديم خدمات الطوارئ وتوفير ممر لخروج المدنيين طواعية بمن فيهم الجرحى من مناطق الصراع”.
وعلى الصعيد الميداني، تداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي خبر سيطرة الجيش على معسكر اليرموك (32 معزز) الواقع في منطقة خلة الفرجان جنوب العاصمة.
جاء ذلك عقب أنباء عن انسحاب الجيش الوطني من مطار طرابلس الدولي وسط اتهامات له بقصف المهبط الجوي لمطار معيتيقة، المنفذ الجوي الوحيد المتبقي في العاصمة، عقب تدمير الإسلاميين لمطار طرابلس. ويركز الجيش منذ الإعلان عن تحركه لتحرير العاصمة على السيطرة على المواقع الحيوية كالمعسكرات والمقرات الأمنية والمطارات.

'