حملة ترهيب نفسية ودينية ضد العلويين في تركيا – مصدر24

حملة ترهيب نفسية ودينية ضد العلويين في تركيا

حملة ترهيب نفسية ودينية ضد العلويين في تركيا

أنقرة- تتعرض دور العبادة الخاصة بالعلويين في تركيا إلى عمليات تخريب منظمة وتهديدات بالتصفية والانتقام من مجموعات مجهولة، لكن السلطات التركية لا تبذل الجهد الكافي لإيقاف هؤلاء المخربين وسط اتهامات لوزير الداخلية سليمان صويلو بتعمد إهمال الموضوع.

ويعزو متابعون للشأن التركي هذه الضغوط إلى تخوفات حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان من العلويين باعتبارهم قوة معارضة ضد سياساته الداخلية والخارجية.

ويتزامن هذا الترهيب المنظم مع ضغوط حكومية لإلزام أبناء الطائفة بتلقي دروس تعليمية بهدف تحويلهم إلى الإسلام السني، في وقت يتم وصف العلويين بأنهم فئة إسلامية “ضالة” وجب إرجاعها إلى الدين، لكن العلويين يقولون إنّ أفكارهم وطقوسهم لا علاقة لها بالإسلام، وأنها ظهرت قبله وليست تحريفا له.

غوكهان باجيك: الإسلاميون والقوميون يرفضون الاعتراف بدور عبادة العلويين

ويبدي أفراد الطائفة العلوية في تركيا مخاوفهم بعدما استُهدفت إحدى دور عبادتهم في إسطنبول من قبل بعض المخربين؛ ويقولون إن ذلك ليس سوى مثال واحد من بين أمثلة كثيرة على سلسلة الهجمات التي تعرضت لها مؤسساتهم وبيوتهم في الفترة الأخيرة.

واقتحم أفراد مجهولون جمعية بير سلطان آبدال الثقافية في حي سلطان بيلي بالمدينة يوم الثامن عشر من شهر يناير، وكتبوا بالطلاء رسائل تهديد على الأرضيات والنوافذ.

وتقول إحدى هذه الرسائل “الأمر لم ينته بعد”، وبجانبها علامة (×)، في إشارة إلى العلامات التي رُسمت على منازل العلويين لتمييزهم من أجل الدعوة إلى استهدافهم.

ويتهم الخبير العلوي في العلوم السياسية أوزجان أوغوت السلطات التركية بأنها لا تعترف بالعلويين على أنهم مواطنون يتمتعون بالمساواة في هذا البلد، مشيرا إلى زيادة هائلة لم يسبق لها مثيل في الضغوط والهجمات التي يتعرّض لها العلويون.

ويرى أوغوت أن السلطات تلجأ الآن وبشكل متزايد إلى استخدام الضغط والعنف النفسي بما في ذلك الاعتداء اللفظي والتهديدات والترهيب والمضايقات لإسكات العلويين.

ويضيف أن “آليات الدولة العميقة تستهدف العلويين لأنهم يعرفون أن العلويين يملكون القدرة على تشكيل جبهة معارضة كبرى ضد انتهاكات حقوق الإنسان”.

وطالب كمال بلبل عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض في البرلمان بإجابات من وزير الداخلية. وكشف بلبل أن حوادث تمييز المنازل بدأت في مدينة أديامان في العام 2012، وامتدت إلى كل من ملطية وجوروم وأيدين وغازي عنتاب وإلازغ (معمورة العزيز) وإسطنبول وأضنة وقوجه إيلي وبورصة وإزمير، وأن ما يربو على 150 منزلا تم تمييزها في 32 منطقة في أنحاء البلاد”.

ويقول الكاتب التركي غوكهان باجيك إن مشاكل العلويين في تركيا عادت من جديد بعدما اقترحت بلدية إسطنبول الاعتراف رسميا بدور العبادة الخاصة بالأقلية العلوية، وأن هذا الاقتراح قوبل بالرفض الأسبوع الماضي من الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفائهم باليمين المتطرف في حزب الحركة القومية، والذين يملكون 180 مقعدا من بين 312 مقعدا في مجلس البلدية.

ويتم تعريف العلوية بشكل غير صحيح في بعض الكتب الدراسية في تركيا. ففي كتاب صادر في العام 2016 أرسلته وزارة التربية والتعليم إلى جميع المعلمين، جرت الإشارة إلى العقيدة العلوية بأنها مذمومة وفاسدة.

Thumbnail

وذكر الكتاب “القوة الشريرة التي تضرب الطرق (الإسلامية) في صميمها منذ قرون هي العلوية…العالم الإسلامي سقط ضحية لتلك العقليات الفاسدة”. ويواجه العلويون أيضا دروسا دينية إجبارية في المدارس تستند في معظمها إلى الدين الإسلامي.

ولطالما كان العلويون من أشد المعارضين لحكومة الإسلاميين تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وعندما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء البلاد في العام 2013 فيما عُرف باسم “احتجاجات متنزه جيزي”، كان الكثير من العلويين يتصدرون المظاهرات.

وقالت صحيفة “ملييت” نقلا عن تقرير للسلطات الأمنية والاستخباراتية التركية “ما يقرب من 80 في المئة من المحتجين الذين اعتقلوا في إطار احتجاجات متنزه جيزي كانوا علويين”. ويشكل العلويون ما يتراوح بين 15 و20 في المئة من عدد سكان تركيا البالغ 80 مليون نسمة، في حين يشكل المسلمون السنة أغلبية الأتراك.

'