فبعد حملة “قهرتونا” (أي أرهقتمونا)، و”ماعندكش البادج” (أي ليست لديك الرخصة) في عام 2019، أطلق مجموعة من المواطنين وفي مدن مختلفة كالدار البيضاء، ومراكش، وطنجة، والرباط وغيرها، حملة واسعة تحت وسم “عيقتو” (أي تماديتم)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطالب السلطات بوضع حد لانتشار ظاهرة حراس السيارات بمختلف الشوارع والأزقة بالمدن المغربية، التي يفتقر أغلبها إلى مرائب كافية للسيارات، والحد من سطوة أصحاب “السترات الصفراء والبرتقالية” الذين تناسلوا بشكل كبير، ولم يعد المواطن يعرف منهم الحارس الحقيقي من الحارس المزيف.

كما يطالب نشطاء الحملة بردع الحراس الذين يطالبون المواطنين بدفع مبالغ تفوق التعريفة المنصوص عليها قانونيا، والمحددة في 5 دراهم للشاحنات والحافلات، و3 دراهم للسيارات، ودرهمين بالنسبة للدراجات، وذلك من السابعة صباحا إلى الثامنة مساء، على أن تضاعف تلك التسعيرة ليلا.

عبد الستار، مواطن مغربي يعمل وسط العاصمة المغربية الرباط، يضطر يوميا إلى ركن سيارته بالشارع قرب عمله، الذي لا يتوفر على مرأب، يقول في تصريح لـ “سكاي نيوز عربية”: “موقف السيارات أصبح مشكلا حقيقيا في العديد من المدن المغربية، وخاصة الرباط والدارالبيضاء، فلولا ضرورة التنقل من أجل العمل بسيارتي لما استعملتها إطلاقا، وعوضتها بسيارة الأجرة أو الطرامواي، لأن إيجاد مكان لركن السيارة أصبح مشكلا حقيقيا، وحتى إن توفر، فهو يكلفني يوميا ماين 10 و20 درهما، لأن حراس السيارات لا يقتعون بالدراهم المعدودة التي قد نمدهم بها، فيطلبون المزيد، منهم من أصبح يبتز المواطنين ويتعامل معهم بصلافة كبيرة، وقد تحدث مشادات بالأيدي بين الحراس وأصحاب السيارات”.

ويضيف عبد الستار أن “عدد مستعملي السيارات كبير جدا، والمدن الرئيسية مثل الرباط لم تضع في حسبانها التزايد الذي يمكن أن يحصل في عدد مستعملي السيارات للتنقل والعمل، وهو ما يستلزم وجود مواقف للسيارات بالقرب من الإدارات والمؤسسات، ولعل هذا الأمر هو الذي دفع بالجهات المسؤولة إلى التفكير في بناء مرائب تحت أرضية، ولكنها مع ذلك لا تفي كلها بالغرض، لهذا يضطر المواطنون، وأنا أحد منهم، إلى رأب سياراتهم في الشوارع والأزقة المحيطة بمكان العمل”.