خطط حفتر تطيح بحسابات سلامة – مصدر24

خطط حفتر تطيح بحسابات سلامة

خطط حفتر تطيح بحسابات سلامة

المبعوث الأممي سيجد نفسه في حرج أقرب إلى الفشل بعد تأجيل المؤتمر الجامع.
طرابلس – وجد غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، نفسه مجبرا على الاعتراف بأن الظروف لم تعد مواتية لعقد المؤتمر الجامع الذي كرس كل جهده وعلاقاته للوصول إليه بالرغم من مآخذ دوائر ليبية متعددة كانت تعتبر أن المؤتمر سيكرّس المحاصصة الفصائلية، لكن الهجوم المفاجئ لقوات المشير خليفة حفتر على طرابلس أطاح بحسابات سلامة.
وأعلن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا أنه سيعمل على عقد مؤتمر وطني كان من المقرر أن يبدأ، الأحد، وأنه سيفعل ذلك عندما تتوافر الظروف اللازمة لنجاحه.
وعلى الرغم من أن بيان سلامة لم يقل صراحة إن المؤتمر تأجل فمن غير المرجح على ما يبدو عقده في موعده في ضوء المعركة الجارية بشأن طرابلس.

وقال سلامة في البيان “أكرّر لكم حرصي أكثر من أي وقت مضى على عقد الملتقى الوطني في أقرب وقت لأنه لا يحقّ لنا أن نسمح بإفساد هذه الفرصة التاريخية”.
واعتبر متابعون للشأن الليبي أن سلامة سيجد نفسه في حرج أقرب إلى الفشل بعد تأجيل المؤتمر الجامع الذي عمل عليه، وأن هذا التأجيل لن يسمح له بأن يلتقط صورا أمام عدسات الإعلام للترويج لإنجاز لم يحدث على أرض الواقع، مشيرين إلى أن المبعوث الأممي كان ينظر إلى المؤتمر على أنه نجاح شخصي، ولذلك قفز على كل المعوقات التي تحول دون عقده.
ولم يحمل المؤتمر الجامع بدائل حقيقية، كما أنه لا يختلف كثيرا عن مؤتمر الصخيرات، الذي عمل الليبيون على تجاوز نقائصه وتحويله إلى مؤتمر يؤمّن انتقالا سياسيا حقيقيا، ولكنه مؤتمر ملغّم بنقاط الخلاف والغموض،التي تتفجر مع أول أزمة سياسية.
وكانت الأمم المتحدة تعتزم عقد مؤتمر في بلدة غدامس بجنوب غرب ليبيا خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل الجاري لبحث إجراء انتخابات بقطع النظر عن تحقق شروطها من عدمه، وأنها لن تحقق سوى تثبيت واقع المحاصصة الحزبية والفصائلية، ومن ورائها هيمنة الأجندات الخارجية، ما يجعلها بوابة لارتهان القرار الوطني الليبي.
ويعتقد مراقبون ليبيون أن منظمي المؤتمر، وعلى رأسهم سلامة، كان عليهم أن يبددوا مخاوف قوى ليبية مختلفة من خلال إزالة العراقيل من أمام مصالحة وطنية واسعة، ما يجعل الانتخابات تتويجا للتوافق الليبي بدل أن تكون مشروعا مسقطا من الخارج ويراد تنفيذه بسرعة وبالحدّ الأدنى من الوفاق الليبي.

'