دراما رمضان السورية.. موسم للنسيان – مصدر24

دراما رمضان السورية.. موسم للنسيان

دراما رمضان السورية.. موسم للنسيان

لم تكن فترة تحضيرات موسم الدراما السورية في رمضان الماضي طبيعية، فالعديد من المؤشرات أكّدت أن الأمور ليست بخير سواء من حيث الكم أو الكيف، فتم العمل تحت وطأة تدهور الحال الاقتصادية المتهاوية في كل سوريا، والتي جعلت من آلية تنفيذ الإنتاج الدرامي أمرا في غاية الصعوبة من حيث ارتفاع كلف الإنتاج واضطراب سعر صرف العملة، ثم تفشّي وباء كورونا مع ما أحدثه من مخاطر وما سبّبه من إرباكات في تنفيذ الأعمال.

دمشق – قدّمت الدراما السورية في الموسم الرمضاني الماضي عشرة أعمال، وهو أقل عدد من الإنتاجات في تاريخ الدراما السورية. رقم لم يشهده القطاع حتى في أحلك أوقات الحرب.

في المحصلة، المزاج العام للجمهور السوري لم يكن راضيا عن الموسم بصفة كلية، وأول من هاجم سويته هم الفنانون أنفسهم الذين كشفوا عن آرائهم في العديد من المنابر الإعلامية بل وصل الأمر بأحدهم وهو المخرج زهير قنوع أن أطلق مبادرة على شبكات التواصل تهدف إلى إيجاد حوار مع المختصين لتدبّر حلول مناسبة للوضع المأساوي الذي وصلت إليه.

كما أكّدت الغالبية العظمى من الجماهير السورية المولعة بالدراما عدم متابعتها للموسم برمّته بداعي أنها لم تجد نفسها فيها، حيث غابت مشكلاتها الموجعة التي تعاني منها وحضرت حكايات مكرّرة عن صراعات المال أو النفوذ أو أجواء البيئة الشامية، إضافة إلى ظهورات كوميدية لم تنجح. 

ردود فعل متباينة

في استعراض خاطف لعدد من أهم الأعمال التي تفاعل الناس معها إيجابا أو سلبا، يظهر مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” سيناريو وإخراج فادي سليم وتمثيل غسان مسعود ومحمد الأحمد ومن مصر منة فضالي كأحد الأعمال التي حقّقت متابعة جيدة.

ويروي العمل قصة مشوقة بوليسية الملامح بطلتها سيدة تقتل في ظروف غامضة ممّا يستدعي وصول أختها من مصر لكي تكشف طلاسم هذه الجريمة، وقد لعبت دور الأخت القادمة من مصر الفنانة المصرية منة فضالي.

رشيد عساف قدم دور المطران إيلاريون كبوجي بتمكن
رشيد عساف قدم دور المطران إيلاريون كبوجي بتمكن

وأوجد مؤلف ومخرج العمل حالة من التشويق المدروس، وكذلك عناية واضحة باللغة البصرية واستطاع تحقيق تصاعد درامي متدفّق شدّ الجمهور إليه، رغم فتور هذه الحالة في الحلقات التي توسطت العمل، حيث صارت أبطأ، ولكنها مع الوقت عادت لتتسارع.

ولعب دور البطولة في المسلسل بتمكّن غسان مسعود في دور الطبيب الشرعي والأستاذ الجامعي آدم الذي يجد نفسه متورطا في تزوير تقرير طبي رسمي تجاوبا مع ضغوط جهات نافذة، ثم محاولاته مع المحقّق ورد (محمد الأحمد) كشف ملابسات مجموعة من الجرائم المتتالية.

وفي دراما البيئة الشامية حضر مسلسلا “بروكار” و”سوق الحرير”. وجاء الأول عن سيناريو سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب. حيث حاولا أن يقدّما حكاية افتراضية ضمن خلفية تاريخية محددة وموثقة، تتلخص في قدوم مهندس فرنسي أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا لكي يسرق من أهالي دمشق أسرار صناعة قماش البروكار الذي تتميّز به المدينة في العالم، وينجح في ذلك بعد أن رسم مخطط نول خشبي أخذه معه إلى فرنسا.

وعلى هذه الخلفية أوجد المسلسل خطوطه الدرامية مقدّما حالات حياتية مختلفة عمّا سبق وأن ظهرت في العديد من أعمال البيئة الشامية المشابهة، ولكن النص بانسياقه وراء الرغبة في تقديم ما هو جديد ومتميز في البيئة الشامية وقع في مطبات غير منطقية، كما في موقف الفتاة بثينة (زينة بارافي) وهي ابنة أحد زعماء الحي، في اتفاقها مع مجموعة من نساء الحي على ترك زي العباءة الذي كان معروفا في دمشق حينها دون مشاورة أو إذن رجالهنّ، وتقبل والدها هذا الأمر بسرعة ودون جهد كبير، الأمر الذي يتنافى وواقع تلك الحقبة، كون هذا الموضوع من المستعصيات في مجتمع محافظ حتى الآن، بحيث يصعب على فتاة واحدة ترك زيها الاجتماعي أو الديني بهدوء، فما الحال بمجموعة من النسوة يفعلن ذلك وقبل سبعين عاما.

كذلك أثار المسلسل زوبعة من الجدل عندما تجيب الطبيبة السورية الوطنية أنطوانيت (نادين خوري) ضابطا فرنسيا عندما يسألها عن دينها، فتقول “أنا ديني سوري”. وفي هذا خلط بين مفهومي الدين والجنسية، ولا شك أن الأمر لم يكن سهوا من الكاتب إنما كان المقصود التأكيد على حالة وطنية متأججة حينها، لكن المعنى سار في غير اتجاهه. وكان بالإمكان تجاوز هذه المسألة بقليل من الجهد والمواربة على الجملة الحوارية بحيث نصل للهدف دون الولوج إلى هذه الحساسية.

وأعاد مسلسل “بروكار” للواجهة قضية اللغة الفرنسية أو لغة أي احتلال أجنبي عندما تكون حاضرة في المسلسل. وهو استخدم كما غيره طريقة سبقه إليها العشرات من المسلسلات تقوم على أن يتحدّث الأجانب اللغة العربية الفصحى بينما تتحدّث بقية الشخوص بالعامية.

موسم رمضاني مختلف بلا جديد يُذكر
موسم رمضاني مختلف بلا جديد يُذكر

وهذه الطريقة كثيرا ما رفضها الجمهور، خاصة بعض المثقفين الذين يجدون في هذا الطرح خطورة من حيث فهم جزء من عامة الناس أن اللغة الفصحى مرتبطة بقوات الاحتلال.

والغريب أن الدراما السورية قد عالجت هذا الأمر منذ سنوات طويلة بطريقة جدية ووجدت الحل من خلال إيجاد شخصية المترجم كما في مسلسل “إخوة التراب” الجزء الثاني وكان من إخراج التونسي الراحل شوقي الماجري، ولكنها عادت غالبا إلى اعتماد الحل الأسهل الذي يقضي بتكلم الغرباء المحتلين الفصحى وهذا ما أثار حفيظة البعض.

وفي المقابل، يحسب للمسلسل إظهاره لدور المرأة في الشأن الوطني وحضورها الطاغي فيه من خلال شخصية الطبيبة أنطوانيت أو عدد من نساء الحي اللواتي تعرّضن للسجن والتعذيب تماما كما كان يتعرّض الرجال له.

وشارك في العمل نخبة من الفنانين منهم عبدالهادي الصباغ، سليم صبري، سلمى المصري، قاسم ملحو، وائل رمضان وزينة بارافي.

فيما تناول مسلسل “سوق الحرير” سيناريو حنان المهرجي وإخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا البيئة الشامية بذهنية جديدة عمدت إلى التخلّص من موروث الأعمال المشابهة سابقا، خاصة تلك المتعلقة بوضع المرأة في المجتمع الدمشقي وحصر دورها في أعمال البيت وجعلها تابعة للرجل.

وفي العمل كما قال صناعه “ذهاب إلى دمشق في فجر الاستقلال”، حيث الحرية والعمل ومعرض دمشق الدولي وحركة التجارة المنفتحة على العالم ووجود الفنون من موسيقى وسينما وحضور المرأة القوي في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية السورية.

الحضور العربي طغى على الدراما السورية دون مبرر
الحضور العربي طغى على الدراما السورية دون مبرر

وشدّ العمل شرائح من الجمهور السوري والعربي أيضا بسبب وجود نجوم كبار شاركوا فيه أمثال: أسعد فضة وبسام كوسا وسلوم حداد وعبدالهادي الصباغ وكاريس بشار وندين تحسين بك وآخرين.

لكن العمل لم يقدّم جديدا في بنية الأعمال الشامية من حيث الحالات الدرامية المعهودة وطريقة معالجتها، فمازالت الأفكار والمضامين موجودة بشكل تقليدي، فمسألة ولادة سيديتين (ضرتين) معا ووفاة إحداهما وعدم إخبار الثانية بهوية ابنها بحيث ضاعت الأمور بين ابنها وابن ضرتها هي من المعالجات التقليدية، وكذلك الحادث الذي أفقد شخصية غريب ذاكرته وظن أهله أنه ميت طوال ما يقارب الثلاثين عاما، وموضوع تعدّد الزوجات وبعض علاقات رجال السوق مع بعضهم.

ويحسب للمسلسل إدخاله عنصر الغرافيك في مفاصل زمنية محددة، محاولا تقديم وثيقة بصرية وعمرانية عن دمشق في تلك الفترة، وهي فكرة جيدة كان يمكن استثمارها بشكل أفضل وأغنى من الشكل الذي ظهرت عليه.

وعي سياسي

من الأعمال التي خاطبت وعي الجمهور وذاكرته السياسية مسلسل “حارس القدس” الذي كتبه حسن يوسف وأخرجه باسل الخطيب وكان من بطولة رشيد عساف وأمل عرفة وصباح الجزائري.. وهو العمل الوحيد الذي أنتجه القطاع العام في الموسم.

والمسلسل رصد أجزاء من حياة المطران إيلاريون كبوجي حلبي المولد ومطران القدس الذي عاش فيها ثم نفي إلى روما ليكمل فيها مسيرة حياته التي زادت عن التسعين عاما.

وقدّم الخطيب في العمل أسلوبا سينمائي الملامح فكانت مشهدية الصورة تحمل عناية كبيرة في رسم كوادر جميلة وموظفة مع منطق الأحداث، ولكن المشاهد التي يفترض أنها تحمل معالم التشويق البصري عولجت بطريقة عادية، كما في الاستيلاء على السفينة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي كان بإمكان مخرج متمكن مثل الخطيب أن يقدّم فيها شيئا أفضل، كما أن كثرة المونولوجات الداخلية لشخصية المطران والرسائل المنطوقة وتكرارها في كل حلقة جعل العمل بطيء الإيقاع. وقدّم رشيد عساف الدور بتمكن وهو من الأدوار الهامة التي قدّمها في مسيرته المهنية الحافلة بنجاحات كبيرة سابقة.

كوميديا فاقدة للروح

مسلسل "مقابلة مع السيد آدم".. مثل الاستثناء
مسلسل “مقابلة مع السيد آدم”.. مثل الاستثناء

المسلسل الوحيد الذي قدّم أجواء كوميدية كاملة في رمضان الماضي كان “ببساطة” الذي كتبه مازن طه ونور شيشكلي ورنا الحريري وباسم ياخور وأخرجه تامر إسحق في جزئه الثاني. وعرض مجموعة من اللوحات في استحضار لحالة المسلسل الشهير “بقعة ضوء”.

لكن العمل لم يقدّم شيئا مضافا عن تلك السلسلة، وبقيت محاولاته مؤطرة بما أوجده ذلك المسلسل الناجح خاصة في أجزائه الأولى، إذ لم تظهر أفكار على سوية عالية، إضافة إلى عدم توفّر حشد من الشخصيات الكوميدية القوية التي كان بإمكانها أن تمنحه زخما أقوى لو وجدت.

وفي المقابل، وجدت بعض الأعمال التي حاولت تقديم أجواء كوميدية، لكنها لم تحقّق الأهداف المرجوة منها. فظهر مسلسل “هواجس عابرة” بشكل اعتيادي مكرر وكذلك مسلسل “حركات بنات” الذي لم يضف شيئا جديدا. ولعل التميز الوحيد في إطار الكوميديا كان في مسلسل “بوشينكي”، ولكن هذا التميز كان سلبيا. وهو من تأليف يسر دولي وإخراج نضال عبيد.

وقدّم المسلسل حالة افتراضية تقوم على مناكفة بين مجموعة من الشباب والصبايا التي تجمع بينهم الصدفة للإقامة في فيلا واحدة، بحيث يقوم العمل كله على أن كلا من الفريقين يريد إبعاد الفريق الآخر من المكان، ممّا يجعل الحدث في العمل متوقفا. وهذا ما جعل كاتب النص مضطرا لحشو المسلسل بمواقف لا تحمل أي تطوّر درامي منطقي فحفل النص بمواقف بائسة ركيكة غير عقلانية.

أضف إلى ذلك حصر كل الأحداث في مكان واحد، وهذا ما زاد فقر الحوامل الدرامية للعمل. ما جعله في مرتبة رديئة من حيث جودة الصنعة، الأمر الذي ترجمه الجمهور بعزوفه عنه.

وفي ذات الاتجاه كان مسلسل “أحلى الأيام” سيناريو طلال مارديني وإخراج سيف الشيخ نجيب وهو الجزء الثالث من مسلسل “أيام الدراسة” الذي حمل جديدا واحدا عن جزئيه السابقين هو انتقاله إلى مدينة أبوظبي، ومن ثم ضاع كما في الجزئين السابقين في متاهات الركاكة الدرامية التي تصل أحيانا إلى درجة العبث، رغم وجود طاقات تمثيلية كان يمكن استثمارها لصنع شيء أفضل تحديدا كاتبه وبطله طلال مارديني الذي يمتلك حضورا جيدا في التمثيل.

وسعى الطاقم الفني لمسلسل “أحلى الأيام” للإفادة من حالة المكان الجميل والفخم الذي يتمثل هنا في مدينة أبوظبي وبعض أماكنها الفاخرة كمسرح للأحداث. وهو الأمر الذي سبق وأن عملت عليه بعض الدراما المشتركة السورية العربية كما في مسلسل “الأخوة”، لكن مهما كانت لحضور المكان قيمة هامة فإنه لا يمكن أن يغطّي على غياب جودة النص وأهمية الأفكار التي يقدّمها. ورغم وجود تنوّع في جنسيات المشاركين في العمل من سوريا ومصر ولبنان، بل وحتى أوكرانيا، إلاّ أن كل هذه العوامل لم تأت بجديد.

وتظل المشكلة الكبرى في العمل كون نصه ضعيفا لا يرقى إلى أن يشكل مسلسلا يقدّم حكاية لها شخصياتها التي تتشكل من ملامح خاصة بها مع تصاعد درامي خلاّق وجاذب لا يقدّم من خلاله حكاية واضحة المعالم. فالعمل يقوم على ثيمات وومضات لا يمكنها أن تصنع عملا متكاملا ناضجا وحقيقيا.

سقطة الموسم

مسلسل "يوما ما" مثل سقطة الموسم بحكاية خاوية وأخطاء بدائية ومعالجة درامية ساذجة وأداء ضعيف
مسلسل “يوما ما” مثل سقطة الموسم بحكاية خاوية وأخطاء بدائية ومعالجة درامية ساذجة وأداء ضعيف

في ظهور أول لعملين من إنتاج شركة “شاميانا” الجديدة قدّمت مسلسلين حمل الأول عنوان “نبض” من تأليف فهد مرعي وإخراج عمار سهيل تميم مثل فيه رواد عليو، عامر علي، لينا حوارنة، وفاء موصلي، عبدالمنعم عمايري وأريج خضور.

يعالج المسلسل موضوعات اجتماعية وصراعات في عالم المال ويقدّم منظورا واقعيا عن بعض تفاصيل الحياة اليومية لشريحة من المجتمع في سوريا، وهي محاولة جديرة بالاحترام، لكن المعالجة كانت بدائية. فسيطرة المخرج على أداء الممثلين غائبة لذلك ظهرت هفوات وأخطاء كبيرة عند بعض الممثلين. ولم تكن مفهومة خلطة الجنسيات التي مثلت في العمل، فهناك عائلة عراقية وشابة جزائرية ووالد البطلة يتحدّث اللبنانية في منظومة غير مفهومة ومبرّرة.

أما المسلسل الثاني فحمل عنوان “يوما ما” وألفه  فهد مرعي وبانة رزق ورافي عزيز وأخرجه عمار سهيل تميم. وفي المسلسل تحضر أجواء غرائبية تنم عن عدم دراية مهنية. فالقصة مستوحاة من مسلسل “كاساندرا” الشهير الذي تحدّث عن غجر فنزويلا وأنتج عام 1993 وحقّق نجاحا هائلا.

في حين حضرت الشخصيات الغجرية في “يوما ما” من حيث الملبس فقط، لكنها تتحدثّ البدوية وتعيش على الساحل بعيدا عن البادية، وبين ليلة وضحاها ينقلب حال بطلي العمل شاميان (جوان خضر) وهزار (جيني أسبر) إلى شابين عصريين بنقلة غير منطقية زمنيا على الأقل.

كذلك تحضر عائلة من العراق في تشكيل لا يقدّم أي إضافة ولا نعلم ما هو مبرّر وجود جنسية أخرى مهما كانت ودون مبرّر درامي. وفي العمل معالجة تقليدية لتنفيذ السيناريو فالمخرج حيّد الإضاءة بشكل شبه كامل، حيث استخدمها للإنارة وليس لخلق معادلات بصرية تكون جسرا لوصول أفكار محددة. فغابت تدرجات الضوء وكانت في معظمها بدرجة واحدة ليلية أو نهارية.

واستخدام الغناء المرافق كان مملا كونه اعتمد على مقطع غنائي متكرّر تقريبا في كل حلقة، والتمثيل كان لدى البعض في أسوء حالاته. أما المكياج الذي تم وضعه لزهير رمضان ومهند قطيش في بداية العمل فكان بدائيا، ونقطة السقوط الأكبر كانت في آخر لقطة بالمسلسل، حيث يموت البطل ويتوقّف نبضه تماما كما يؤشّر بذلك جهاز طبي، لكن فزع حبيبته التي صارت منذ ساعات زوجته وضربها على صدره وهو على سرير المرض بحالة هيستيرية

يعيد إليه الحياة في نهاية ميلودرامية تذكرنا بالأفلام الهندية البائسة.

'