وتعد الفرقاطة “الجبار” أكبر قطعة بحرية يتم تصنيعها محلياً بنسبة 100 بالمئة، وجرى تصنيعها داخل ترسانة الإسكندرية شمالي القاهرة، في مدة قياسية لم تتجاوز عامين.

وفي العام 2018، تعاقدت مصر مع ألمانيا على شراء أربع فرقاطات من طراز (MEKO-A200)، وفقاً لأحدث النظم العالمية في منظومات التسليح والكفاءة القتالية، مع نقل تكنولوجيا التصنيع محلياً، والمساهمة في دعم قدرات تصميم وبناء القطع البحرية.

ويعتقد خبراء عسكريون، في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن مصر تسارع الُخطى في توطين الصناعات البحرية العسكرية، في ظل ظروف قاسية تشهدها البيئة الاستراتيجية للإقليم الذي تحول إلى أحد أهم بؤر الصراع العالمية، ولم يعد الأمر يرتبط فقط بالتزود بأحدث منظومات التسليح، بل بتصنيع الأسلحة الحديثة فائقة القدرة التقنية والعسكرية محلياً.

 وأشار الخبراء إلى أن مواصفات الفرقاطة “سجم الجبار 910″، من طراز (MEKO-A200)، تجعلها واحدة من أقوى قطع السطح ضمن المجموعات القتالية المرافقة لحاملات المروحيات التي تعد هي بدورها، قاطرة للنقل التعبوي الاستراتيجي خارج الحدود ومراكز قيادة وسيطرة عائمة في البحار.

قدرات خاصة
وبحسب الجيش المصري، فإن الفرقاطة “سجم الجبار 910” تتمتع بعدد من المواصفات الخاصة، يأتي على رأسها:

  • يبلغ طولها 221 مترا وعرضها 16.34 مترا
  • تمتاز بالقدرة على الإبحار لمسافة 7200 ميلا بحريا، وتبلغ سرعتها القصوى 27.5 عقدة بحرية
  • تتضمن منظومات تسليح حديثة تمكنها من تنفيذ كافة المهام القتالية وقتي السلم والحرب، ومكافحة كافة التهديدات السطحية والجوية وتحت السطح
  • تتسلح الفرقاطة بمدفع رئيسي ثقيل عيار 127 ملل من طراز ليوناردو، و32 صاروخ دفاع جوي طراز ميكا، و16 صاروخًا.
  • يشمل تسليحها كذلك مدفعًا خفيفًا 20 ملل، ومدفعي دفاع جوي صغير، وتوربيدات خفيفة وثقيلة، وقذيفتين للأعماق السطحية، وقاربين خفيفين للقوات الخاصة، وإمكانية حمل طائرتين هليكوبتر.

 نقلة بحرية
من جانبه، اعتبر الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه على الرغم من تعاظم التحديات التي يواجهها صانع القرار في القاهرة، إلا أنه وضع تطوير النظم القتالية للقوات المسلحة وتزويدها بأحدث منظومات التسليح في العالم على، أولوية الأجندة الاستراتيجية، ما مكنها من بناء منظومة ردع متكاملة، لا تعتمد على التزود بأحدث منظومات التسليح، بل بتصنيع الأسلحة الحديثة محلياً.

 وأشار إلى أن التطور البحري المصري خلال العقد الماضي نقل مصر من بحرية تأمين السواحل إلى بحرية قادرة على ارتياد أعالي البحار والمحيطات، أي ما يُصطلح عليه “بحرية زرقاء”، مشددًا على أن القيادة المصرية وضعت بند “نقل تكنولوجيا تصنيع الفرقاطات” كبند أساسي في صفقات التسليح البحرية الأخيرة مع الجانبين الفرنسي والألماني.

وقال حسن إن مواصفات الفرقاطة المصرية الجديدة “عصرية للبحريات الحديثة، أو بالأحرى مناسبة للحرب الحديثة التي تتعاظم فيها قدرات سلاحي البحرية والجوية”.

 وعن أبرز القدرات التي تمتاز بها الفرقاطة، أوضح الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، أنها تتضمن:

  • إزاحتها الثقيلة 3700 طن، ومداها الذي يبلغ 13 ألف كم.
  • مدة إعاشتها من دون الحاجة للتزود بالخدمات، تصل لـ 28 يوما، ويمكنها إعاشة 120 فردا و50 فردا للقوات الخاصة.
  • لديها 32 وحدة إطلاق لصواريخ ميكا سطح جو، و16 وحدة إطلاق لصواريخ مضادة للسفن والأهداف الساحلية.
  • بها رادار يمكنها من تحديد وتتبع 400 هدف، وكذلك منظومة متطورة لمكافحة الغواصات ومواجهة الطوربيدات وقواذف طوربيد لمدى 23 كم ومدافع لمواجهة القوارب السريعة.
  •  إمكانية تشغيل مروحيتين ودرون استطلاعية وقوارب للقوات الخاصة.
  • واختتم حسن حديثه بالقول: “الفرقاطة التي تم بناؤها بأيدٍ مصرية، وواحدة من أقوى قطع السطح ضمن المجموعات القتالية المرافقة لحاملات المروحيات التي تعد هي بدورها، قاطرة للنقل التعبوي الاستراتيجي خارج الحدود ومراكز قيادة وسيطرة عائمة في البحار”.