واعتبر الرئيس الصربي، في مقابلة خاصة مع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2022″، الأربعاء، والتي تحمل أول تعليق له على الأزمة الأوكرانية، أن هذه العقوبات لم تأت بالنفع لأحد، داعيا المستثمرين العرب وغيرهم للاستثمار في صربيا فأموالهم “ستكون بأمان أكثر حتى من بعض البلدان الغربية كما أثبتت الأيام الماضية”

ووصف الرئيس الصربي، الأزمة الأوكرانية بأنها “صعبة جداً ومؤلمة لطرفي النزاع كليهما، وخصوصاً على الشعب الأوكراني. وهي صعبة علينا نحن أيضاً، نظراً لروابط الصداقة التي تربطنا بكلا الطرفين ولأسباب عديدة أخرى مثل الحاجز الحديدي الذي بُنِي بين روسيا وأوروبا، فعلاقاتنا جيدة مع روسيا وأوكرانيا، والحفاظ على هذه العلاقات ليس بالأمر الهيِّن في الوقت الحالي”.

وأضاف ألكسندر فوسيتش أنه “حتى هنا في منتدى دافوس، لا بد أنكَ لاحظت أننا جميعنا متأثرون بمجريات هذه الأزمة، فقد أصبحت موضوعاً طاغياً على كل شيء بشكل هستيري. وفي ظروف كهذه، لا يمكن إطلاق أي حوار جاد ومسؤول. آمل أن يتم وضع حد لها وآمل أن يسود السلام وأن نصل إلى مرحلة نناقش فيها تنمية قارتنا والتقدم الاقتصادي الحقيقي، بدلاً من مناقشتنا تدهور الوضع”.

واعتبر أنه “من مصلحة الطرفين ومن مصلحة العالم برمته أن يتحقق السلام. فهذا أكثر أهمية ويعني أننا نسعى لإيجاد حلول لمشاكل الجميع. لذلك يجب على كبار الساسة في الغرب كما في الشرق إيجاد حل ما، لأنه لا يمكننا تحمل استمرار هذه الأزمة. ولا أحد بإمكانه ذلك. لا يتعلق الأمر بهما فقط، بل جميعنا مَعْنِيُّون. نحن فعلاً لا نستطيع تحمل استمرار هذه الأزمة. نحتاج للسلام أكثر من أي وقت مضى”.

وأضاف أن صربيا ضمت صوتها إلى صوت المجتمع الغربي في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الطبيعة القانونية لهذه الحرب، “لكننا الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تفرض عقوبات على روسيا”.

وأفاد الرئيس الصربي بأن بلاده “عموماً ضد سياسة فرض العقوبات، فقد تعرضنا في الماضي لعقوبات دامت 10 سنوات ولم يكن ذلك مفيداً لا لدولتنا ولا لمنطقتنا، وفي الوقت عينِه، نرتبط تقليدياً بعلاقات جيدة مع روسيا الاتحادية، ولا يمكننا أن ننسى مساعدتهم لنا في الوقت الذي تخلت عنا دول عدة”.

وقال الرئيس الصربي إن بلاده “سبق لها التعرض لقصف عندما خرقت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحدة أراضينا عام 1999، والشعب الصربي لا يمكنه نسيان وقفة روسيا معه، والغرب يتحدث اليوم عن وحدة أراضي أوكرانيا، لكنه لم يتحدث حينها عن وحدة أراضي صربيا، وهناك إذن قضايا مختلفة علينا التعاطي معها، وهذا ما قالته الحكومة الصربية عندما اتخذت قرارها الصريح الذي يعكس رغبة الشعب الصربي”.

وفي شأن جذب الاستثمارات قال الرئيس الصربي: “نركز على قطاعات مختلفة أبرزها الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات وقطاع العقارات، فلدينا حالياً استثمارات هي الأكبر من نوعها من الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال مشروع الواجهة البحرية الذي يعد موقع بناءٍ هو الأضخم من نوعه في منطقة شرقي أوروبا بكاملها. وهو مشروع ناجح للغاية”.

وكشف عن تركيز بلاده “أيضاً على قطاع الزراعة وقطاع المركبات، وبالنسبة للاستثمارات التي تَرِدُنا من الشرق، فهي تشمل في غالبها مشاريع في الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات، والزراعة والعقار، وهذه هي أهم مجالات الاستثمار التي جذبت إلى الآن مستثمرين من الشرق. عدا هذا، هناك قطاع المركبات والسيارات الذي نشتهر به. كما يوجد مستثمرون كُثُر يأتون إلينا من ألمانيا والنمسا وسويسرا، فضلاً عن الصين خلال السنوات القليلة الماضية”.

 وأعرب عن ترحيب بلاده “بحجم الاستثمارات التي اجتذبناها خلال العامين الماضيين، حيث فاقت قيمتها 3.2 مليار يورو سنوياً، ونجحنا من ثَمَّ في اجتذاب 61 بالمئة من إجمالي الاستثمارات التي استهدفت دول البلقان، وهذا يُظهر مدى جاذبية صربيا للمستثمرين الأجانب، بفضل الإعانات والحوافز التي نقدمها للمستثمرين المهتمين بالاستثمار لدينا”.

وعبر عن اعتقاده بأن النظام، الذي أنشأته بلاده “جعل المستثمرين يشعرون بأمان كبير عندما يأتون إلى بلدنا، وأنا أدعو جميع المستثمرين من الدول العربية وغيرها للمجيء إلى صربيا وجلب رساميلهم والتيقن من أن أموالهم ستبقى آمنة ومَصُونَةً أكثر مما تكون عليه في بعض الدول الغربية، وقد أظهرت لنا الأسابيع الأخيرة الفائتة صِدْقَ ما أقوله. فأهلاً وسهلاً بكم في صربيا”.