رحيل مؤسس ومطور برامج أدوبي وملفات بي.دي.أف – مصدر24

رحيل مؤسس ومطور برامج أدوبي وملفات بي.دي.أف

سلطت وفاة تشارلز “تشاك” غيشكي مؤسس شركة البرمجيات الكبرى أدوبي الضوء على التطور والابتكار التكنولوجيين اللذين رسختهما هذه الشركة طيلة عقود في مسيرتها الحافلة في تسهيل نقل الملفات وإنتاجها وتحرير الصور دون الحاجة إلى تطبيقات ما مكنها من تطوير باقة كاملة من عائلة أدوبي التي مثلت ثورة تقنية من خلال منتجات فريدة على غرار بي.دي.أف وأكروبات وإليستريتور وبريمير برو وفوتوشوب.

لوس ألتوس (كاليفورنيا) – توفي تشارلز “تشاك” غيشكي عن عمر يناهز 81 عاما. وهو المؤسس المشارك لشركة البرمجيات الكبرى أدوبي، والذي ساعد في تطوير صيغة المستندات المنقولة بي.دي.أف.

وعرفت شركة البرمجيات الكبرى أدوبي بمنتجاتها القياسية حيث مثلت هذه البرامج المهمة نقلة نوعية سهلت نقل الملفات وإنتاجها دون الحاجة إلى تطبيقات.

وقالت الشركة إن غيشكي، الذي كان يعيش في ضاحية لوس ألتوس بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، توفي الجمعة.

وكتب شانتانو ناراين، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أدوبي، في رسالة بريد إلكتروني إلى موظفي الشركة “هذه خسارة فادحة لكل أفراد مجتمع أدوبي بأكمله وصناعة التكنولوجيا، الذين كان لهم مرشدا وبطلا لعقود”.

وقال ناراين “كمؤسسين مشاركين لأدوبي، طور تشاك وجون ورنوك برنامجا رائدا أحدث ثورة في كيفية إنشاء الأشخاص للبيانات والتواصل بينهم. وكان منتجهم الأول هو أدوبي بوست سكريبت، وهي تقنية مبتكرة وفرت طريقة جديدة جذرية لطباعة النصوص والصور على الورق وأثارت ثورة النشر المكتبي. غرس تشاك دافعا لا هوادة فيه للابتكار في الشركة، مما مكّن من اختراع أكثر البرامج تحويلية، بما في ذلك بي.دي.أف وأكروبات وإليستريتور وبريمير برو وفوتوشوب.

وأكدت زوجة غيشكي، نانسي “نان”، التي تبلغ من العمر 78 سنة، إنه كان فخورا بأسرته أيضا.

وذكرت لميركوري نيوز السبت “لقد كان رجل أعمال مشهور، ومؤسس شركة كبرى في الولايات المتحدة والعالم. وبالطبع، كان فخورا جدا بذلك وكان إنجازا هائلا في حياته. لكنه لم يكن محور تركيزه حقا. كانت عائلته محلّ تركيزه الأكبر. لقد أطلق على نفسه دائمًا لقب أكثر الرجال حظًا في العالم”.

وبعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة كارنيغي ميلون، بدأ غيشكي العمل في مركز أبحاث زيروكس بالو ألتو، حيث التقى ورنوك، حسبما ذكرت ميركوري نيوز. وتركا الشركة في 1982 لتأسيس شركة أدوبي، لتطوير البرمجيات معا.

ومثل هذا المنتج ثورة في صناعة التكنولوجيا. ففي عام 1985 جمعت الشركة نحو 1.9 مليون دولار من المبيعات. ومع هذا المنتج، أصبحت الطباعة بالليزر حقيقة واقعية. وفي عام 1986، بلغت إيراداتها 16 مليون دولار. ومنحهما الرئيس باراك أوباما في 2009، الميدالية الوطنية للتكنولوجيا.

وفي 1992، نجا غيشكي من الاختطاف، حسبما ذكرت ميركوري نيوز. فعند وصوله إلى العمل في صباح أحد الأيام، حوّل رجلان وجهته، تحت تهديد السلاح واقتادوه إلى هوليستر بكاليفورنيا، حيث احتُجز لمدة أربعة أيام. وكان يبلغ من العمر آنذاك 52 عاما.

شانتانو ناراين: خسارة فادحة لمجتمع أدوبي بأكمله وصناعة التكنولوجيا

ونقلت وكالة أسوشيتد برس خبر القبض على مشتبه به ومعه 650 ألف دولار من أموال الفدية. وقاد الشرطة في النهاية إلى المخبإ حيث كان غيشكي محتجزا.

وسعت أدوبي منذ تأسيسها بالتوازي مع الابتكار إلى اقتناص الاستثمارات حيث أعلنت عام 2009 عن شراء شركة خدمات الإنترنت “أومنتيتشر” مقابل 1.8 مليار دولار.

وكانت تلك الصفقة الأكبر بالنسبة إلى أدوبي منذ شراء شركة ماكروميديا مقابل 4.3 مليار دولار عام 2005 حيث تنتج شركة أومنتيتشر البرامج التي تتيح للشركات تحليل استخدام مواقعها على الإنترنت ومساعدتها في تحقيق أفضل إستخدام إعلاني وتسويقي ممكن لتلك المواقع.

وساهمت تكنولوجيا أدوبي في صناعة الكتب الإلكترونية حيث مكنت من قراءة الكتب على مواقع على الإنترنت وإنزالها وساعدت وتساعد إير وفلاش في أن يكون الكتاب مزودا بتسجيل فيديو وصوت كما تمكن القارئ أيضا من تسجيل تعليق أو كتابة ملاحظات أو تحديد الصفحة التي يتوقف عندها عند القراءة.

كما مكنت تكنولوجيا أدوبي المستخدم من تكبير أو تصغير الخط كما يروق والبحث عن أي كلمة أو جزئية معينة يريدها داخل الكتاب.

وكانت الشركة تعتمد دائمًا على قسم البحث والتطوير التابع لها للتوصل إلى برامج جديدة تتيح لها الحفاظ على سمعتها باعتبارها واحدة من أكبر شركات صناعة البرمجيات في العالم. وبعد ذلك، حصلت على ترخيص لبيع برنامج لتحرير الصور فوتوشوب. ومرة أخرى ليصبح أكثر البرامج مبيعا في جميع أنحاء العالم.

ولاقت شركة أدوبي نجاحا كبيرا مع كل إصدار جديد من إصداراتها بسبب المستوى العالي من الجودة الذي حافظت عليه. وفي عام 1990، بلغ إجمالي إيرادات الشركة 170 مليون دولار، ومنها دخلها الصافي 40 مليون دولار. وبحلول عام 1994، زادت إيراداتها إلى 670 مليون دولار.

ولكن في عام 1998 واجهت الشركة انتكاسة كبيرة حيث طورت هاولت باركار استنساخها من برنامج بوست سكريبت، وبالتالي انخفضت مبيعات أدوبي وترخيصها بنسبة 40 في المئة تقريبًا. وانخفض سعر سهمها إلى أقل من نصف ذلك. وكان ذلك الوقت التي تحتاج أدوبي إلى إيجاد حل لتحقيق الاستقرار قبل انهيار الشركة تمامًا.

وواصلت أدوبي تنفيذ إعادة الهيكلة الرئيسية من خلال تقليص عدد القوى العاملة، وإعادة التعديل التنفيذي والتركيز على مجالات متخصصة مثل الشركات. وأصدرت منتجًا جديدًا يسمى “إين ديزاين” والذي كان أداة نشر متطورة. وتم بيع هذا البرنامج بالفعل من قِبل منافسهم “كارك إي.أي.سي”. وكان ذلك مخاطرة.

ولكن هذا المنتج فاجأ الجميع وحقق نجاحا كبيرا في إشارة إلى إحياء الشركة. وبفضله تمكنت خلال عام واحد من تحقيق واحد من أكبر التحولات في التاريخ ونشرت إيرادات مبيعات تزيد عن مليار دولار لأول مرة.

'