رقمنة المركبات تحدّد اتجاهات توظيف الوسائد الهوائية – مصدر24

رقمنة المركبات تحدّد اتجاهات توظيف الوسائد الهوائية

يحرص معظم مصنعي السيارات في العالم على إضافة عوامل الأمان للركاب طوال الوقت، وتأتي في مقدمة هذه العوامل الوسائد الهوائية، التي ظهرت لأول مرة قبل أكثر من خمسة عقود، وساهمت في إنقاذ حياة الآلاف من البشر، مما دفع إلى امتداد استخدامها لحماية السيارة نفسها من الصدمات.

لندن- تركز الابتكارات الحالية في قطاع السيارات على تطوير مركبات ذاتية القيادة، حيث تستدعي آفاق هذه التكنولوجيا صورا لعالم مثالي لم يعد فيه الخطأ البشري مصدرا للحوادث، والتنقل متاح للجميع، ويتم تقليل الازدحام واستهلاك الوقود والتلوث.

ومع انخفاض فرص حدوث الاصطدام أو حتى القضاء عليه تماما ماذا سيحدث للوسادة الهوائية، التي تعتبر من بين التجهيزات المهمة في المركبة وسط هذه التغييرات، هناك شيء واحد مؤكد أن وصول السيارات المستقلة بشكل كبير سيؤثر على الطريقة التي نتصور بها الوسائد الهوائية المستقبلية وتصنيعها.

لقد عرف تطوير السيارات خلال العقد الماضي، تغييرات متسارعة في معظم أجزائها مع جنوح المصنعين إلى تثبيت فكرة القيادة الذكية لتحقيق أعلى درجات السلامة من خلال الأنظمة الآلية، ومن المؤكد أن وسائل الراحة والأمان لا تكتمل حينما يتعلق الأمر بالوسائد الهوائية.

هانز جورج مارميت: الوسادات الهوائية الذكية وسيلة مؤثرة لإنقاذ الحياة

فعندما تجلس في مقدمة السيارة، ستلاحظ علامة لوحة الوسادة الهوائية أمامك، ويتم وضع الوسادة الهوائية للراكب في لوحة العدادات والوسادة الهوائية للسائق في عجلة القيادة.

ويمكن أيضا وضع الوسائد الهوائية في الأبواب الأمامية على جانبي السيارة فبعض الشركات لديها وسائد هوائية للركبة تقع في الأسفل ويتم وضعها في هذه المناطق، حيث إن هذه المساحات هي التي ستساعد في توفير أقصى قدر من الحماية لجسمك.

هذه التجهيزات مصممة لمساعدة أحزمة الأمان في حماية الأشخاص في السيارة إذا تعرضوا لحادث، ويتم التحكم فيها بواسطة مستشعرات دقيقة للغاية تقيس التأثير والضغط والتسارع، الذي تواجهه سيارتك ولن يتم نشر الوسادة الهوائية إلا إذا اكتشفت المستشعرات أن الموقف سيتسبب في إصابة أحد الركاب.

وأشارت الكثير من البيانات في السنوات الأخيرة إلى انخفاض عدد الوفيات، التي تسببها حوادث السيارات، ويرجع ذلك للتطور الذي شهده مجال أنظمة السلامة في السيارة، خاصة الوسادات الهوائية.

ويعد ذلك الجزء المهم في السيارة واحدا من أهم عناصر الحماية الفعالة في حال وقوع حادث للسيارة، حيث إنها تساعد في حماية ركابها من الأضرار الكبيرة مع أن البعض من المختصين يرجحون اندثار الوسائد الهوائية خلال سنوات بسبب التطور التقني الموظف في المركبات الحديثة.

وتخضع الوسادات الهوائية لتحديث مستمر من قبل الشركات، في ما يتعلق بنوعيتها ومهامها في السيارة والأماكن، التي يتم تثبيتها بها، حتى أنها تعدت حماية الركاب لتستهدف أيضا كل مَن يتضرر من تصادم السيارة مثل المارة وراكبي الدراجات.

وتتمثل طريقة عمل الوسادات الهوائية في ضخ ونفخ مولدات الغاز للأكياس بطريقة انفجارية بعد أخذها لإشارة من وحدات التحكم تفيد بوقوع حادث ما للسيارة، ولتمتص بعد ذلك آثار التصادم.

وتُعرف الوسادة الهوائية كذلك بنظام تقييد الحركة الإضافي أو نظام تقييد الحركة الإضافي القابل للنفخ. ويساعد بشكل أساسي حزام الأمان في المساعدة على حماية الركاب، ولا يحل محل وظيفة حزام الأمان.

ومع تعاظم دورها، فكرت الشركات في زيادة أعداد الوسادات الهوائية في السيارة لتغطي أكبر قدر ممكن من أجزاء الجسم، فأصبحت هناك الوسادات الجانبية، والتي تتوفر بأحجام مختلفة ووسادات الصدر والحوض والرأس وحتى الركبة، والوسادات الستائرية، التي تمتد على طول النوافذ الجانبية للحماية من آثار التصادمات الجانبية.

وأوردت مجلة “أوتو غازيته” الألمانية المتخصصة في عالم السيارات أن من الابتكارات، التي تقدمها الشركات العالمية، ما كشفت عنه شركة مرسيدس من وسادة هوائية أمامية لركاب المقاعد الخلفية، بعد تغلبها على مشكلة تقنية، ألا وهي تعارض الضبط المختلف للمقاعد الأمامية مع معيارية محددة لنطاق تتحرر فيه الوسادة الهوائية البالغ سعتها 70 لترا.

الوسادات الهوائية تخضع لتحديث مستمر في ما يتعلق بنوعيتها ومهامها والأماكن، التي يتم تثبيتها بها
الوسادات الهوائية تخضع لتحديث مستمر في ما يتعلق بنوعيتها ومهامها والأماكن، التي يتم تثبيتها بها

وتعد الوسادة المركزية أيضا أحد الحلول الابتكارية لمنع التصادم بين الراكب الأمامي والسائق في حال حدوث تصادم، كما أن هناك وسادة هوائية تغطي فتحة السقف البانورامية في حالة الانقلاب، وهي تحمي رؤوس الركاب وتمنعهم من الخروج في حال انقلاب السيارة عند فتحة السقف.

وهناك اعتقاد متزايد لدى شركات صناعة السيارات، بأن مركبات المستقبل سيتم تجهزيها بوسائد ذكية ستقلل بشكل أكبر من الخسائر إلى أدنى حد ممكن عند التعرض للمخاطر. وفضلا عن ذلك هناك مشاريع لتطوير وسائد هوائية تعمل قبل وقوع الحادث.

وعندما تفكر الشركات المطوّرة للوسادات الهوائية فإنها لا تضع الراكب فقط نصب أعينها، لكن أيضا كل من سيتضرر من التصادم، وذلك من خلال ما يسمى بالوسادات الهوائية الخارجية لحمايتهم من التصادم.

ومن هذه الأمثلة ما قدمته فولفو في سيارتها في 40، والتي تحمي المارة عند وقوع حادث للسيارة من التصادم بالعمود أو من الزجاج الأمامي.

انخفاض عدد الوفيات التي تسببها حوادث السيارات نتيجة التطور الذي شهده مجال أنظمة السلامة في السيارة، خاصة الوسادات الهوائية

ويعتقد خبير السيارات الألماني هانز جورج مارميت أن الأنظمة المساعدة، ولاسيما الوسادات الهوائية، أثبتت أنها وسيلة مؤثرة لإنقاذ الحياة، وحتى إذا تم بالفعل تركيب العديد من الوسادات الهوائية في بعض السيارات، وخاصة في الفئة العليا، فإن الشركات المنتجة ما زالت تجد فجوات صغيرة في السلامة تستدعي تدعيمها بالمزيد من الوسادات الجديدة.

وربما يكون أحد هذه الحلول هو الوسادات المركزية، التي طورتها شركة زد.أف الألمانية المتخصصة في مجال صناعة أجزاء السيارات. وتخرج هذه الوسادة من النصف العلوي من مسند المقعد ليكون بين الركاب في حالة التصادم الجانبي، وهذا يمنع تصادم الراكب مع الراكب المجاور له أو مقعده.

'