ركود حاد في بورصة سوق الانتقالات – مصدر24

ركود حاد في بورصة سوق الانتقالات

قدّر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تكلفة فايروس كورونا على اللعبة الشعبية في جميع أنحاء العالم، بقيمة 11 مليار دولار جراء الخسائر من العائدات. وتسببت الجائحة حتى الآن في تقدّم أكثر من 150 اتحادا محليا بطلب مساعدة من صندوق الإغاثة الذي أنشأه الاتحاد الدولي والبالغ قيمته 1.5 مليار دولار. وهو ما أثر بصفة مباشرة على سوق انتقالات اللاعبين في أرجاء العالم.

برلين – شهدت سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف نشاطا متواضعا قبل بداية الموسم الجديد في ظل الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الأندية بسبب أزمة تفشي الإصابات بفايروس كورونا. وبدلا من سيطرة رغبات واحتياجات المدربين على النشاط في بورصة اللاعبين هذا الصيف، كانت الغلبة للحذر والوضع المالي للأندية. وفيما كلف ليروى ساني نادي بايرن 50 مليون يورو (59.4 مليون دولار) للانتقال إلى صفوفه قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي، كان الاتفاق على هذه الصفقة في وقت مبكر من 2020، وما زالت هذه الصفقة هي الأكبر للأندية الألمانية هذا الصيف.

أهداف جديدة

مثلما حدث قبل سبع سنوات، يحتاج بايرن ميونخ إلى أن يضع مجد الثلاثية جانبا من أجل التركيز في أهدافه الجديدة خلال الموسم الجديد للدوري الألماني. وأكد هانزي فليك المدير الفني لبايرن ميونخ أن الحافز لن يكون مشكلة للفريق في الموسم الجديد الذي قد يكون التحدي الكبير فيه هو أزمة كورونا أكثر من المنافسين الآخرين للفريق. وتوج بايرن في الموسم الماضي بالثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) لتكون المرة الثانية في تاريخ الفريق التي يحرز فيها هذه الثلاثية التي توج بها من قبل في 2013.

وفي 2013، كان بايرن في الصدارة عالميا بعد التتويج بهذه الثلاثية تحت قيادة مديره الفني الأسبق يوب هاينكس. وفي ذلك الوقت، كانت الخطة هي أن ينطلق الفريق بقيادة مدربه الجديد آنذاك الإسباني جوسيب غوارديولا ليواصل الهيمنة أوروبيا. ونجح غوارديولا في قيادة الفريق للحفاظ على سطوته محليا من خلال الفوز بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) في المواسم الثلاثة التي قاد فيها الفريق إضافة للفوز معه بلقبين في كأس ألمانيا، ولكنه فشل في الاقتراب حتى من اللقب الأوروبي.

والآن، وبعد أن توج بايرن بالثلاثية مجددا في الموسم الماضي، وجد الفريق البافاري نفسه في الوضع ذاته الذي كان عليه قبل سبع سنوات. ولم يكن هانزي فليك هو الرهان الرئيسي أو المرشح الأقوى لقيادة الفريق بعد إقالة الكرواتي نيكو كوفاتش في نوفمبر الماضي. وفي الحقيقة، كان نظر بايرن منصبا على المدرب إيريك تن هاغ الذي قاد أياكس الهولندي لمسيرة رائعة في دوري الأبطال خلال موسم 2018-2019. ولكن تن هاغ لم يكن متاحا لبايرن قبل صيف 2020، ولم يكن بايرن يستطيع الانتظار كل هذه الفترة.

وبعد محاولة فاشلة للتعاقد مع الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني السابق لأرسنال الإنجليزي، لجأ بايرن للخيار المحلي من خلال تعيين فليك المدرب المساعد لكوفاتش مديرا فنيا مؤقتا للفريق. ولكن إسناد المهمة إليه بصفة دائمة كان شيئا لا مفر منه بعد 18 انتصارا في 21 مباراة قاد فيها الفريق بجميع المسابقات. وكان هذا هو الدليل الذي دفع بايرن للوثوق بقدرة فليك على النجاح في التحدي الأكبر في الموسم وهو الفوز بلقب دوري الأبطال.

وأثمرت هذه الصفقة حيث قاد فليك الفريق البافاري إلى الفوز باللقب الأوروبي بعد انتصارات رائعة في الطريق لمنصة التتويج خاصة الفوز على برشلونة الإسباني 8 – 2 في دور الثمانية للبطولة. ولكن بعد شهر واحد من فوزه باللقب الأوروبي واستكماله الثلاثية، سيضع بايرن هذا المجد خلف ظهره للتركيز على أهدافه بالموسم الجديد.

لاعبون عائدون

اللاعب الدولي الإنجليزي جود بلينغهام ابن الـ17 ربيعا بات أصغر هداف بتسجيله هدفا من خماسية فريقه بوروسيا دورتموند في مرمى دويسبورغ
اللاعب الدولي الإنجليزي جود بلينغهام ابن الـ17 ربيعا بات أصغر هداف بتسجيله هدفا من خماسية فريقه بوروسيا دورتموند في مرمى دويسبورغ

بدلا من إنفاق مبالغ كبيرة لضم لاعبين جدد في ظل أزمة كورونا، لجأت العديد من فرق البوندسليغا لتدعيم صفوفها من خلال اللاعبين العائدين بعد انتهاء فترة إعاراتهم لأندية أخرى أو اللاعبين المنضمين من خلال صفقات انتقال حر. وأنفقت جميع الأندية الـ18 المشاركة في دوري الدرجة الأولى بألمانيا نحو 137 مليون يورو حتى الآن وهو ما يمثل تراجعا حادا وهائلا عن إنفاق أندية البطولة على تدعيم صفوفها في 2019. وفي مثل هذه الفترة من العام الماضي، أنفق بوروسيا دورتموند وحده مبلغا مقاربا لهذا المبلغ وذلك من بين 700 مليون يورو أنفقتها أندية البطولة حينذاك.

يتوقع أندريا أنييلي رئيس رابطة الأندية الأوروبية تراجعا بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة في سوق انتقالات اللاعبين خاصة وأن الأندية الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تأثرا بأزمة كورونا، وإن لم يفقد اللاعبون الكبار قيمتهم. وفي المقابل، ترك كاي هافيرتز فريق باير ليفركوزن الألماني إلى تشيلسي الإنجليزي مقابل 100 مليون يورو ليمنح ليفركوزن بعض الارتياح والاستقرار المالي. واتجه لاعبون ألمان آخرون إلى الخارج مثل تيمو فيرنر وكيفن فولاند وروبن كوخ ولوكا فالدشميت وفيليب ماكس، ويرجح أن ينضم إليهم ماريو غويتزه الفائز بلقب كأس العالم 2014 مع المنتخب الألماني وذلك بعد رحيله عن دورتموند نهاية الموسم الماضي.

وما زال لدى اللاعبين الذين لم يعثروا على ناد الأمل في ظل تمديد فترة الانتقالات حتى 5 أكتوبر بسبب تأخير نهاية الموسم الماضي. ومع ذلك، لم يتأكد بعد ما إذا كانت الفترة المتبقية من سوق الانتقالات ستشهد تحركات مالية كبيرة. وحتى بايرن ميونخ، المعروف بكبر حجم أرصدته المالية وتدفقات الإيرادات العالية، يتعامل مع أمواله بعناية وحذر. وصرح أولي هونيس الرئيس الشرفي للنادي البافاري “طالما ظلت الجماهير غائبة عن المدرجات، سيخسر بايرن ما بين 50 و60 مليون يورو من عائداته”.

ويواجه إنتراخت فرانكفورت وضعا مشابها حيث ذكرت صحيفة “بيلد آم زونتاج” الألمانية أن النادي يعاني من تراجع يتراوح بين 50 و75 مليون يورو من عائداته بسبب أزمة كورونا. وقال فريدي بوبيتش المدير الرياضي للنادي إن هذه المبالغ تم حسابها “بتحفظ” دون حساب نفقات الانتقالات. ويرى كريستيان سيفرت رئيس رابطة الدوري الألماني أن العام المقبل سيشهد تغييرات في سوق الانتقالات.

وجوه شابة

ليروى ساني كلف نادي بايرن 50 مليون يورو (59.4 مليون دولار) للانتقال إلى صفوفه قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي
ليروى ساني كلف نادي بايرن 50 مليون يورو (59.4 مليون دولار) للانتقال إلى صفوفه قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي

أمام هذا الوضع الحرج ستكون الأنظار شاخصة نحو وجوه جديدة تزين موسم البوندسليغا وستكون تحت المتابعة عن كثب وباهتمام في موسم 2020-2021. ودفع بايرن ميونخ 45 مليون يورو (53 مليون دولار) لمانشستر سيتي الإنجليزي لإعادة ليروى ساني إلى “البوندسليغا”، حيث يأمل الأخير في أن تكون مشاركته الأولى الجمعة على ملعب النادي البافاري أمام شالكه، الفريق الذي بدأ مسيرته معه.

وتقع الكثير من الضغوط على ابن الـ24 عاما، في سعيه لإثبات علو كعبه وإمكاناته في فريق يعج بالنجوم حقق في الموسم الماضي ثلاثية تاريخية (الدوري- الكأس- دوري أبطال أوروبا). ويتوجب على ساني أن يدخل أكثر ضمن أجواء المباريات، خصوصا بعدما تحداه مدربه الجديد هانزي فليك بالعمل أكثر على الناحية الدفاعية. قال الوافد الجديد “لديّ أهداف كبيرة مع بايرن ميونخ، وأريد أن أبرهن أنه بإمكان الأشخاص الاعتماد كليا عليّ”.

وبات اللاعب الدولي الإنجليزي جود بلينغهام ابن الـ17 ربيعا أصغر هداف في كأس ألمانيا بتسجيله هدفا من خماسية فريقه بوروسيا دورتموند في مرمى دويسبورغ بعد انتقاله إلى الدوري الألماني قادما من برمنغهام سيتي في صفقة قدرت بـ26 مليون يورو. أبهر لاعب خط الوسط رفاقه بفضل نضجه الكروي، وهو على عتبة بلوغ سن 18 عاما في يونيو المقبل.

وأثنى مهاجم دورتموند الدولي البلجيكي ثورغان هازارد على بداية بلينغهام بالقول “يبلغ 17 عاما فقط ولكنه يلعب كرجل”. وتابع “إنه لاعب جيد جدا من أجل الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع. بإمكانه أن يساعدنا كثيرا”. من المتوقع أن نشاهد بلينغهام إلى جانب مواطنه الجناح الشاب جادون سانشو (20 عاما) والمهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند (20).

وانضم المهاجم الكوري الجنوري هوانغ هي – تشان إلى لايبزيغ قادما من ريد بول سالزبورغ النمسوي مقابل 15 مليون يورو، وتقع على كاهله مهمة سد فراغ رحيل المهاجم تيمو فيرنر هذا الموسم إلى تشلسي الإنجليزي بعدما سجل 34 هدفا في الموسم الماضي. وينظر مدرب لايبزيغ وسالزبورغ السابق رالف رانغنيك إلى ابن الـ24 عاما على أنه “أحد أبرز المواهب المستقبلية في كوريا الجنوبية”. اكتفى هي – تشان بتسجيل هدفين في 21 مباراة خاضها مع هامبورغ من الدرجة الثانية خلال فترة إعارته موسم 2018 – 2019 تعرض خلاله لإصابة.

ونفض الغبار عنه في الموسم الماضي، فسجل 16 هدفا ومرر 22 كرة حاسمة في 40 مباراة خاضها بقميص سالزبورغ في طريقه لتحقيق ثنائية الدوري والكأس المحليين. تألق في مسابقة دوري الأبطال الأوروبي في الموسم الماضي، بتسجيله ثلاثة أهداف ومساهمته في خمسة آخرين في دور المجموعات، إلى جانب زميله المستقبلي في دورتموند هالاند، في مسيرة متألقة لفريق سالزبورغ ضمن مجموعة ضمت ليفربول الإنجليزي ونابولي الإيطالي.

هوانغ هي – تشان أحد أبرز المواهب المستقبلية في كوريا الجنوبية
هوانغ هي – تشان أحد أبرز المواهب المستقبلية في كوريا الجنوبية

وتفادى بريمن الهبوط إلى الدرجة الثانية في الموسم الماضي، فعمد هذا الموسم إلى تدعيم نجاعته الهجومية بالتعاقد على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد الإنجليزي مع الجناح تاهيث تشونغ ابن الـ20 عاما.

ولم يتأخر الواعد الهولندي الدولي في منتخب ما دون 21 عاما المنحدر من جزيرة كوراكاو في البحر الكاريبي من هز الشباك بقميص بريمن. وقال تشونغ بعد تسجيله في أول مباراة له نهاية الأسبوع الماضي في كأس ألمانيا أمام فريق كارل زايس يينا (2-0) “مساعدة الفريق بصفاتك الخاصة- هذا ما تريده”. وسار تشونغ على خطى نجوم فريق “الشياطين الحمر” السابقين أمثال الويلزي راين غيغز وبول سكولز والحالي ماركوس راشفورد، بنيله جائزة أفضل لاعب شاب في يونايتد موسم 2017-2018، كما اختير في الموسم التالي أفضل لاعب ضمن التشكيلة الرديفة. ومنحه المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير فرصة ارتداء قميص الفريق الأول لـ”الريدز” وذلك في النصف الثاني من موسم 2018-2019، على أمل أن يصبح لاعبا أساسيا مع بريمن هذا الموسم.

انضم البرازيلي رينير جيزوس كارفاليو (18 عاما) إلى دورتموند من ريال مدريد الإسباني على سبيل الإعارة لمدة عامين من أجل تدعيم الخط الهجومي للنادي الألماني. يتنافس المهاجم الدولي في منتخب ما دون 23 عاما مع يوليان براندت والأميركي جيوفاني راينا (17 عاما) على دور في الملعب إلى جانب القائد ماركو رويس العائد من الإصابة. وارتدى رينير قميص فريقه الجديد للمرة الأولى في كأس ألمانيا في مباراة انتهت بخماسية أمام دويسبورغ بدخوله في الشوط الثاني بديلا للإنجليزي جايدون سانشو. قال ميكايل تسورك المدير الرياضي في دورتموند “يمتلك رينير موهبة هائلة ويمكن استخدامه بمواقع مختلفة في الهجوم”. وتابع “كنا نراقبه منذ أكثر من عامين”.

وكشف الفنلندي أولي رين، رئيس اللجنة التوجيهية لفايروس كورونا المستجد في الفيفا، لأول مرة عن التأثير المالي الحقيقي للجائحة على كرة القدم بسبب إلغاء أو إرجاء المباريات والبطولات، الملاعب الخالية من الجماهير والخسائر من عائدات حقوق البث التلفزيوني. وقال رين وهو رجل سياسي وحاكم مصرف فنلندا المركزي في مؤتمر صحافي “إنه رقم ضخم ويغطي اقتصاد كرة القدم بالكامل، بما في ذلك جميع أكاديميات الشباب”. وتابع “هذا من شأنه أن يؤثر على العام المقبل أيضا (…) لهذا السبب صندوق الإغاثة هذا لا فترة زمنية محددة له – قد يطلبون قروضا لاحقا إذا احتاجوا إلى ذلك”.

'