روسيا تستبق تنصيب بايدن بالانسحاب من معاهدة السماوات المفتوحة – مصدر24

روسيا تستبق تنصيب بايدن بالانسحاب من معاهدة السماوات المفتوحة

موسكو – أعلنت روسيا الجمعة بدأ إجراءات انسحابها من معاهدة السماوات المفتوحة الدفاعية، التي تسمح بالتحقق من التحركات العسكرية وتدابير الحدّ من التسلح في الدول الموقعة عليها، على خلفية انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من المعاهدة في العام 2020.

وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها لوجود “عقبات أمام استمرار عمل المعاهدة في الظروف الحالية”، معتبرة أن انسحاب واشنطن جاء “بذرائع واهية”.

وفي 22 نوفمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها رسميا من معاهدة السماوات المفتوحة، بعد 6 أشهر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزام بلاده الانسحاب من الاتفاقية، متهما روسيا بعدم الالتزام ببنودها.

وأعربت دول أوروبية عدة من بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا العام الماضي، عن أسفها لانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، مشيرة إلى أنها تتشارك مع واشنطن مخاوفها بشأن عدم احترام موسكو لأحكام المعاهدة. ولطالما تبادلت موسكو وواشنطن الاتهام بانتهاك شروط المعاهدة.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه منذ انسحاب واشنطن شهد “توازن مصالح الدول المشاركة اضطرابا كبيرا ولحقت أضرار خطيرة بسير عملها وتم تقويض دور معاهدة الأجواء المفتوحة كأداة لتعزيز الثقة والأمن”.

وتؤكد موسكو أنها قامت بكل ما بوسعها لإنقاذ المعاهدة، وطرحت مقترحات جوهرية تتماشى مع البنود الأساسية للاتفاقية بهدف إنقاذها من الانهيار في الظروف الجديدة، لكنها لم تحظ بـ“دعم حلفاء الولايات المتحدة”.

وأشارت إلى أنه “في ظل عدم إزالة العوائق التي تحول دون استمرار الاتفاقية في الظروف الجديدة، تم تفويض وزارة الخارجية بالإعلان عن بدء الإجراءات الداخلية في سبيل انسحاب روسيا من اتفاقية السماوات المفتوحة، ولدى استكمالها سيتم إبلاغ الجهات المختصة بذلك”.

ومعاهدة السماوات المفتوحة التي اقترحها بداية الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور في 1955 تم توقيعها في 1992 ودخلت حيز التنفيذ عام 2002. والهدف من الاتفاقية هو السماح للدول الأعضاء بطلعات مراقبة جوية في سماوات بعضها البعض بهدف بناء الثقة.

وروسيا والولايات المتحدة من بين 34 دولة موقعة على اتفاقية “السماوات المفتوحة” التي تسمح بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء، لتعزيز التفاهم المتبادل والثقة.

وتعطي الاتفاقية لكل دولة موقعة حقّ القيام برحلات استطلاعية في أجواء دولة أخرى موقعة، وتفرض عليها القبول بأن تقوم الدول الموقعة أيضا بمثل هذه الرحلات في أجوائها، بهدف التحقق من أنشطتها العسكرية ومنشآتها الاستراتيجية.

وتخشى روسيا من ألا تكون العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ودية، وهو ما يطرح إمكانية إعادة خلط الأوراق الجيوسياسية المتعلقة بمصالح البلدين بمناطق كثيرة من العالم.

والجمعة، كشفت صحيفة “كوميرسانت” الروسية تصاعد القلق لدى موسكو بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، حيث من المحتمل أن تحاول واشنطن الوصول إلى المعلومات المخابراتية المتعلقة بالتحليق في الأجواء، والتي يجمعها الحلفاء الأعضاء في معاهدة السماوات المفتوحة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكرملين حاول الحصول على ضمانات من الدول الأخرى، بأنها لن تتشارك مثل تلك المعلومات المخابراتية مع واشنطن، لكن جميع الدول لم تعط موسكو تأكيدا بذلك.

'