روسيا تشترط وصول القتال إلى أرمينيا لتفعيل التعاون الأمني – مصدر24

روسيا تشترط وصول القتال إلى أرمينيا لتفعيل التعاون الأمني

موسكو – أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، السبت، أن روسيا ستقدم المساعدة اللازمة لأرمينيا في حال انتقال الأعمال القتالية إلى الأراضي الأرمنية مباشرة.

وأكدت الخارجية الروسية تمسك موسكو بالتزاماتها كحليف لأرمينيا، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بينهما  للعام 1997، التي يقضي عدد من موادها باتخاذ إجراءات محددة في حال ظهور تهديد بهجوم مسلح أو عمل عدواني ضد أراضي الطرف الآخر.

وجاء إعلان روسيا التي جددت الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، بعدما طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات “عاجلة” حول المساعدات التي يمكن لموسكو توفيرها ليريفان لضمان أمنها.

ووجه باشينيان رسالته بعدما فشلت أرمينيا وأذربيجان في التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في ناغورني قره باغ خلال محادثات في جنيف، الجمعة.

وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها أرمينيا رسميا من روسيا إجراء محادثات بشأن المساعدة بموجب اتفاقية الدفاع المشترك.

ويأتي الطلب الأرميني في ظل الدعم السخي الذي تقدمه تركيا لأذربيجان في هجومها على منطقة قره باغ سواء الدعم العسكري أو عبر إرسال مرتزقة للقتال إلى جانب الجيش الأذري.

الزج بالمدنيين في صراع المصالح الدولية
الزج بالمدنيين في صراع المصالح الدولية

ذكرت صحيفة “ذا غلوبال آند ميل” الكندية، الجمعة، أن طائرة مسيّرة تركية، أسقطتها أرمينيا في النزاع الدائر في المنطقة المتنازع عليها، كانت مزودة بنظام استهداف كندي.

وأوقفت كندا صادرات الأسلحة إلى تركيا في بداية أكتوبر في أعقاب تحقيق حول احتمال تزويد هذا البلد معدات عسكرية كندية إلى أذربيجان.

وتحدثت أرمينيا عن قتال “كثيف”، الجمعة، فيما اقتربت القوات الأذربيجانية من مدينة إستراتيجية رئيسية بمنطقة قره باغ، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وكانت أرمينيا وأذربيجان قد اتفقتا خلال محادثات سلام، على عدم استهداف المدنيين مع استمرار القتال بينهما حول المنطقة المتنازع عليها، وفقا لبيان صادر عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في جنيف، التي توسطت في المناقشات التي استمرت ساعات.

وأكد بيان المنظمة الأمن أن الجانبين اتفاقا أيضا على أنهما سيتعاونان لاستعادة وتبادل جثث الجنود الذين لقوا حتفهم في ساحة المعركة من خلال منح ضمانات سلامة للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأضاف البيان أن طرفي النزاع سيقدمان قائمة بأسرى الحرب المحتجزين في غضون أسبوع “لأغراض إتاحة الوصول وعملية التبادل في نهاية المطاف”.

وفشلت اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية.

حرب شاملة.. من يقدر على إيقافها
حرب شاملة.. من يقدر على إيقافها

وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة، إن قواته المسلحة سيطرت على تسع قرى أخرى في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

وتزيد هذه الإعلانات المخاوف من حصول تصاعد في القتال بين أرمينيا وأذربيجان.

ويعرب مراقبون عن خوفهم من احتمال انجرار روسيا حليفة يريفان وتركيا الداعمة لباكو إلى النزاع المستمر منذ عقود.

وتتواجه أذربيجان وأرمينيا في نزاع حول الإقليم المتنازع عليه منذ أن سيطر انفصاليون أرمن مدعمون من يريفان على هذا الإقليم الجبلي في تسعينات القرن العشرين بعد حرب خلفت 30 ألف قتيل.

وتجدد النزاع في 27 سبتمبر ويتواصل القتال رغم المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وكان طرفا النزاع اتفقا على وقف لإطلاق النار ثلاث مرات خلال محادثات بواسطة روسية وفرنسية وأميركية إلا أنها لم تصمد طويلا.

وأفادت أرقام جزئيّة عن مقتل أكثر من 1250 شخصا بينهم أكثر من 130 مدنيا منذ استئناف المعارك وهي الأسوأ منذ حرب التسعينات إلا أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.

'