روسيا تنسحب من مدينة خيرسون الأوكرانية في انتكاسة جديدة – مصدر24

روسيا تنسحب من مدينة خيرسون الأوكرانية في انتكاسة جديدة

موسكو – أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الأربعاء قواته بالانسحاب من مدينة خيرسون المحتلة في جنوب أوكرانيا، واتخاذ مواقع دفاعية على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو، ما يشكل انتكاسةً جديدة للكرملين؛ ذلك أن خيرسون كانت أولى الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد اجتياحها المدينة في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويرى محللون أن الانسحاب يمثل واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية وربما يشكل نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.

وذكر الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الروسية، في كلمة عبر التلفزيون أنه “لم يعد من الممكن إيصال الإمدادات إلى مدينة خيرسون”. وأضاف أنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية من النهر. وقال سوروفكين “سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) لا جدوى له. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى”.

وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لنقل أكثر من 100 ألف ساكن من سكان المدينة. وقال شويغو “أنا أتفق مع استنتاجاتك (سوروفكين) ومقترحاتك. واصل سحب القوات واتخذ جميع الإجراءات لنقل القوات عبر النهر”.

ولقي كيريل ستريموسوف، المسؤول الثاني لموسكو في المنطقة، حتفه الأربعاء فيما قالت موسكو إن موته ناجم عن حادث سيارة، وهو ما زاد الشعور بالفوضى الروسية في خيرسون.

وكان ستريموسوف أحد أبرز الوجوه المعبرة عن الاحتلال الروسي. وكانت أوكرانيا تنظر إليه على أنه متواطئ وخائن. وفي بيان مصور قبل ساعات فقط من وفاته، هاجم ستريموسوف من وصفهم بالأوكرانيين “النازيين”، وقال إن الجيش الروسي “يسيطر بشكل كامل” على الوضع في الجنوب.

 

سيرجي سوروفكين: لم يعد من الممكن إيصال الإمدادات إلى مدينة خيرسون
سيرجي سوروفكين: لم يعد من الممكن إيصال الإمدادات إلى مدينة خيرسون

 

وأشار فيتالي كيم، الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف المتاخمة لخيرسون، إلى أن القوات الأوكرانية طردت بعض الروس. وقال كيم في بيان على قناته في تليغرام “القوات الروسية تشكو من أنه تم طردها بالفعل من هناك”. وكانت مدونات حربية روسية مؤثرة على الإنترنت قد توقعت إعلان الانسحاب ووصفته بأنه ضربة موجعة.

وجاء في مدونة “وور جونزو” التي تضم أكثر من 1.3 مليون مشترك على تليغرام “من الواضح أننا سنغادر المدينة، رغم مرارة ألم الكتابة عن ذلك الآن”. وكانت مدينة خيرسون قد سقطت في أيدي روسيا خلال مارس لتكون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تحتفظ بها موسكو. وفي سبتمبر الماضي أعلنت روسيا عن ضم أراضي خيرسون بعد استفتاء أعلنت الأمم المتحدة عدم شرعيته.

ووضع الجيش الأوكراني روسيا تحت ضغط شديد في الإقليم. ويهاجم هذا الجيش المنطقة الواقعة على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو على مدار أسابيع، مما أدى إلى تقليص المناطق التي تسيطر عليها موسكو ببطء مع تحرك قوات كييف.

وتزامنا مع الانسحاب أعلنت روسيا الأربعاء استعدادها لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا. وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة موسكو، إن بلادها “منفتحة على المفاوضات، ولم ترفضها أبدا”.

وأضافت “نحن مستعدون للتحاور مع أوكرانيا والولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار التطورات والحقائق القائمة على الأرض في الوقت الحالي”، في إشارة إلى تطورات الأوضاع في المناطق التي تشهد معارك بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية.

واعتبرت زاخاروفا أن أوكرانيا ستكون أكثر ميلا إلى إجراء محادثات سلام “إذا أوقف الغرب ضخ الأسلحة” إليها. وتابعت “مستعدون للعمل عندما تدرك واشنطن عدم جدوى الضغط على موسكو ومواصلة الانخراط في الصراع كأحد أطرافه”.

والثلاثاء قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن شروط كييف لبدء محادثات السلام مع موسكو تتلخص في “احترام ميثاق الأمم المتحدة والتعويض عن الخسائر”، وهو ما وُصف بأنه تغير في المواقف بعدما كان زيلينسكي يرفض التفاوض مع موسكو.

وفي وقت سابق ذكرت تقارير صحفية أميركية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشجع سرا قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام إلا بعد إزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة. وتتجنب الإدارة الأميركية الحديث علنا عن التطورات المنتظرة للصراع، وتقول إن الأمر متروك للأوكرانيين لكي يقرروا ما يرونه في صالحهم.

ويجمع محللون غربيون على أن المفاوضات ستكون في نهاية المطاف السبيل الوحيد لوقف الحرب الروسية – الأوكرانية.

'